map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

مجموعة العمل ترصد الواقع التعليمي في مخيم السيدة زينب

تاريخ النشر : 09-07-2024
مجموعة العمل ترصد الواقع التعليمي في مخيم السيدة زينب

أحمد موسى || مجموعة العمل 
رصدت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية واقع التعليم في مخيم السيدة زينب "قبر الست" للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق، متطرقة للحديث عن وضع قطاع التعليم قبل وبعد اندلاع الصراع في سورية، منوهة أن الحرب حرمت عدداً كبيراً من أبناء المخيم من حق التعليم ومتابعة تحصيلهم العلمي، نتيجة الأحداث التي اندلعت في سورية عامة ومخيم السيدة زينب خاصة.
وأشار مراسل مجموعة العمل بريف دمشق أن الحرب وما رافقها من أثار سلبية لم تكن وحدها مسؤولة عن انهيار المنظومة التعليمية في مخيم قبر الست، مضيفاً أن نتائج الإحصائيات والدراسات التي تناولت واقع التعليم في المخيمات والتجمعات الفلسطينية خلال الأزمة السورية، أظهرت أن تردي الواقع الاقتصادي والمعيشي والنزوح المتكرر وخسارة المنازل والممتلكات وعدم الاستقرار والشعور بالأمان، هي من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى عزوف العائلات عن ارسال أطفالها إلى المدارس، كما أنها أرخت بظلالها الثقيلة  على مسيرة التعليم والتحصيل العلمي. 
الواقع التعليمي قبل 2011
يوجد في السيدة زينب "قبر الست" الذي يتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أربع مدارس: ابتدائيتان (بيت جبرين للذكور، ومدرسة دلاتا للإناث)، اللتان كانتا تستوعبان الأطفال من سن السادسة وحتى سن الثانية عشرة، وإعداديتان (علما للذكور واليرموك للإناث)، واللتان كانتا تستوعبان الأطفال من سن الثالثة عشرة حتى الخامسة عشرة، بالإضافة إلى روضة تابعة للأونروا، وعدد من الرياض التابعة لبعض الفصائل الفلسطينية أو الخاصة، كما يوجد في السيدة زينب ثانوية عامة (علمي –أدبي) وثانوية فنية يلتحق بها أبناء المخيم.
بلغ عدد الطلاب في جميع مدارس المخيم قبل الأزمة السورية حوالي 3500-4000 طالب وطالبة في فترة الدوام الواحد، حيث قسم الدوام فيها إلى فترتين الفترة الصباحية (من الساعة السابعة والنصف حتى الساعة الحادية عشر ظهراً)، أما الفترة المسائية (من الساعة الثانية عشر ظهراً حتى الساعة الرابعة والنصف عصراً)، وامتاز طلاب المخيّم بتفوقهم وذكائهم، وقد ساهمت مدارس الأونروا وكادرها التعليمي بتخريج العديد من الأطباء والمهندسين، والأساتذة، والمحامين، والمعلمين.
وشهد مخيم السيدة زينب قبل الأزمة السورية تراجع كبير في معدلات الأمية نتيجة للتطور الكمي والنوعي للتعليم العام في سوريا من 15٪ عام 1971 إلى 3٪ عام 2009 بين الذكور فوق سن 15 عاماً، كما تراجعت بين الإناث إلى 6٪، وذلك بسبب إلزامية التعليم من جهة، ونتيجة للوعي المتزايد من جهة أخرى. تزايد عدد الحاصلين على الشهادة الإعدادية من 2٪ عام 1971 إلى 14٪ عام 2009 مما ساهم في زيادة عدد الملمين بالقراءة والكتابة.
التعليم زمن الحرب 
مع بداية الصراع الدائر في سورية ودخول مخيم السيدة زينب أتون تلك الحرب وكنتيجة مباشرة للأحداث الدائرة في المخيم وما شهده من أعمال قتالية ووقوع ضحايا بسبب القصف العشوائي واعتقالات تعسفية على الحواجز، انخفض المستوى التعليمي للطلاب، وأسهم في ذلك أيضاً الاكتظاظ داخل الصفوف بسبب إغلاق بعض المدارس، والنقص في أعداد المعلمين من أصحاب الكفاءات بسبب الهجرة أو عدم تمكنهم من الوصول إلى المدارس نتيجة الإجراءات الأمنية، بالإضافة إلى غياب الرقابة من الجهات المعنية في الوزارة عن تطبيق الخطة التعليمية.  
واقع التعليم بعد عودة الأهالي 
شهد مخيم السيدة زينب في بداية عام 2013 عودة عدد من العائلات الفلسطينية إلى مخيمهم، إلا أنهم فوجئوا بحجم الدمار الهائل الذي حل بمنازلهم وممتلكاتهم نتيجة القصف والدمار الممنهج الذي طال المخيم، حيث طال الدمار نسبة كبيرة من مبانيه وحاراته ومساحته العمرانية، واشتكى الأهالي من غياب تام لمقومات الحياة، وعدم توفر الخدمات الأساسية من ماء، وكهرباء، وصحة، وتعليم.
إلا أن الأمور بدأت بالتحسن رويداً رويداً وذلك بعد استتباب السيطرة على المخيم، والبدء بإعادة بعض الخدمات إليه، واستئناف الأونروا خدماتها في المخيم بما فيها توزيع المساعدة الإنسانية وتقديم التعليم، حيث تم افتتاح مدرسة دلاتا/ بيت جبرين، يوم 18 تشرين الأول / أكتوبر 2016، وذلك بعد إعادة بنائها وتأهيلها، حيث تعرضت في وقت سابق إلى جانب مؤسسات عديدة في المخيم للقصف والتخريب. 
بدورها افتتحت السيدة مارغو إيليس، نائبة المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، والسيد علي مصطفى، المدير العام لهيئة اللاجئين الفلسطينيين العرب في سورية يوم الثلاثاء 28 تشرين الأول/أكتوبر 2014 مدرسة اليرموك (علما) للتعليم الأساسي، ومستوصفاً صحياً في مخيم السيدة زينب للاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق، بعد تجديدهما وإعادة تأهيلهما بعد الدمار الذي لحق بهما.
صعوبات وعقبات 
تواجه العملية التعليمية في مخيم السيدة زينب، صعوبات وتحديات كثيرة أثرت بشكل سلبي على المستوى التربوي والتحصيل العلمي لآلاف الطلاب الفلسطينيين، أبرزها الفقر والعامل الاقتصادي، والواقع الخدمي السيء في المخيم، ومنها ما هو متعلق بالمدارس والكادر التدريسي.
فيما اشتكى العديد من أهالي المخيم من ضعف الكادر التدريسي في مدارس الأونروا والرسمية، ونقص الكوادر المؤهلة، واكتظاظ الصفوف بالطلبة، وعدم احترام المعلمين للحصص التدريسية في المدرسة، وغياب المحاسبة من المعلمين علاوة عن ذلك استغلالهم حاجة الأهل والطلبة للدروس الخصوصية، حيث يقومون برفع الأسعار وخصوصاً طلاب الشاهدتين. 
التسرب المدرسي
أكد العديد من المختصين والمدرسين الذين تم التواصل معهم للوقوف على أهم أسباب ظاهرة التسرب المدرسي في مخيم السيدة زينب، أن الفقر وفقدان المعيل والزواج المبكر هم من أهم أسباب تلك الظاهرة التي باتت تشكل خطراً كبيراً على مستقبل أبناء المخيم.  
وأوضح المختصون أن العوز والفقر هما من أهم أسباب ظاهرة التسرب المدرسي، فحوالي أكثر من 85% من اللاجئين في مخيم السيدة زينب يعانون من الفقر مما ينذر بازدياد أعداد الطلاب المتسربين من التعليم، كما أجبر ذلك العديد من الأسر على وقف إرسال أبنائهم إلى المدارس، وانخراطهم في سوق العمل في المخيم أو في المناطق الصناعية ذات النشاط الاقتصادي بدمشق أو في ريفها، ليكونوا عوناً في تأمين لقمة العيش وتوفير الحد الأدنى من مستلزمات الحياة للأسرة.
أضف إلى ذلك فقدان العشرات من أطفال المخيم آباءهم لأسباب الوفاة بشكل طبيعي أو بسبب الحرب أو بسبب الاختفاء القسري في السجون والمعتقلات، حيث تنتقل مهمة إعالة الأسرة للأخ الأكبر الذي قد لا يتجاوز عمره 15 سنة، ويحمل هم أسرة يصعب على كبير السن تحمل مسؤولياتها.
للكادر التعليمي رأيه   
ذكر أحد المعلمين ممن تم التواصل معهم من أبناء مخيم السيدة زينب، أن واقع التعليم اليوم بانحدار مستمر فغياب المقومات والمساعدات أضعف قدرة المعلمين على الإعطاء الجيد، بسبب الاكتظاظ الكبير للطلاب، حيث يتجاوز عددهم إلى 60 طالباً في الغرف الصفية التي تفتقر إلى شروط التهوية والإنارة والوسائل التعليمية، مما يؤثر سلباً على إعطاء الدروس ويسلب الطالب حقه من الوقت في الحصة ويحرمه من التركيز، كما يعوق المعلم من ضبط الصف ويؤثر على أداء واجبه بشكل جيد.
مستطرداً أن المعلمين هم جزء من المجتمع يعانون ما يعانيه من أزمات اقتصادية ومعيشية، متسائلاً كيف لمعلم يتقاضى راتباً شهرياً لا يكفيه عدة أيام أن يقبل على العملية التعليمية بصدر رحب وهموم الكون فوق رأسه، مستدركاً لكن هنا لا أبرر تقصير بعض المعلمين وعدم أمانتهم بإعطاء الدروس على أكمل وجه، وإنما أشرح وضعنا الذي أتمنى أن يتحسن بشكل أفضل. 
موضحاً أن تدني الأجور دفع العديد من خريجي الجامعات والمؤهلين عن مهنة التعليم، والبحث عن مهن أخرى للتكيف مع واقع الحياة الصعب، أو البحث عن عمل مسائي يكون رديفاً للعمل الصباحي، فيما أخذ الكثير من المدرسين إجازات بلا راتب لفترة طويلة لأن طلب الاستقالة يعرضهم للمساءلة الأمنية.
لمحة عن مخيم قبر الست:
يعتبر مخيم السيدة زينب بريف دمشق أكبر المخيمات الفلسطينية المعترف بها في سورية، إذ يبلغ عدد سكانه (27752) لاجئاً مكونة من 6659 عائلة، أنشئ مخيم السيدة زينب بين عامي 1967 و1968على بعد 15 كم جنوب العاصمة السورية (دمشق) كأحد مخيمات الطوارئ التي أنشئت بعد حرب حزيران عام 1967 إلى الجنوب من مدينة دمشق على بعد 15كم منها، على مساحة تقدر بـ 23 ألف متر مربع.
ينحدر أبناء مخيم "السيدة زينب" من قضاء مدينتي صفد وطبريا، ومن غوير أبو شوشة؛ ومن قرى سهل الحولة، وهي: الصالحية، الدوارة، العابسية، الخالصة، القيطية، الزوية، جاحولا، ومن قرية الملاحة والزوق، ومعظمهم ينتمون إلى العشائر الفلسطينية، مثل: الدوارة، والتلاوية، والزناغرة، والشمالنة، والهيب، والوهيب، والمواسي والصبيح والسوالمة.

 

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/20461

أحمد موسى || مجموعة العمل 
رصدت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية واقع التعليم في مخيم السيدة زينب "قبر الست" للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق، متطرقة للحديث عن وضع قطاع التعليم قبل وبعد اندلاع الصراع في سورية، منوهة أن الحرب حرمت عدداً كبيراً من أبناء المخيم من حق التعليم ومتابعة تحصيلهم العلمي، نتيجة الأحداث التي اندلعت في سورية عامة ومخيم السيدة زينب خاصة.
وأشار مراسل مجموعة العمل بريف دمشق أن الحرب وما رافقها من أثار سلبية لم تكن وحدها مسؤولة عن انهيار المنظومة التعليمية في مخيم قبر الست، مضيفاً أن نتائج الإحصائيات والدراسات التي تناولت واقع التعليم في المخيمات والتجمعات الفلسطينية خلال الأزمة السورية، أظهرت أن تردي الواقع الاقتصادي والمعيشي والنزوح المتكرر وخسارة المنازل والممتلكات وعدم الاستقرار والشعور بالأمان، هي من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى عزوف العائلات عن ارسال أطفالها إلى المدارس، كما أنها أرخت بظلالها الثقيلة  على مسيرة التعليم والتحصيل العلمي. 
الواقع التعليمي قبل 2011
يوجد في السيدة زينب "قبر الست" الذي يتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أربع مدارس: ابتدائيتان (بيت جبرين للذكور، ومدرسة دلاتا للإناث)، اللتان كانتا تستوعبان الأطفال من سن السادسة وحتى سن الثانية عشرة، وإعداديتان (علما للذكور واليرموك للإناث)، واللتان كانتا تستوعبان الأطفال من سن الثالثة عشرة حتى الخامسة عشرة، بالإضافة إلى روضة تابعة للأونروا، وعدد من الرياض التابعة لبعض الفصائل الفلسطينية أو الخاصة، كما يوجد في السيدة زينب ثانوية عامة (علمي –أدبي) وثانوية فنية يلتحق بها أبناء المخيم.
بلغ عدد الطلاب في جميع مدارس المخيم قبل الأزمة السورية حوالي 3500-4000 طالب وطالبة في فترة الدوام الواحد، حيث قسم الدوام فيها إلى فترتين الفترة الصباحية (من الساعة السابعة والنصف حتى الساعة الحادية عشر ظهراً)، أما الفترة المسائية (من الساعة الثانية عشر ظهراً حتى الساعة الرابعة والنصف عصراً)، وامتاز طلاب المخيّم بتفوقهم وذكائهم، وقد ساهمت مدارس الأونروا وكادرها التعليمي بتخريج العديد من الأطباء والمهندسين، والأساتذة، والمحامين، والمعلمين.
وشهد مخيم السيدة زينب قبل الأزمة السورية تراجع كبير في معدلات الأمية نتيجة للتطور الكمي والنوعي للتعليم العام في سوريا من 15٪ عام 1971 إلى 3٪ عام 2009 بين الذكور فوق سن 15 عاماً، كما تراجعت بين الإناث إلى 6٪، وذلك بسبب إلزامية التعليم من جهة، ونتيجة للوعي المتزايد من جهة أخرى. تزايد عدد الحاصلين على الشهادة الإعدادية من 2٪ عام 1971 إلى 14٪ عام 2009 مما ساهم في زيادة عدد الملمين بالقراءة والكتابة.
التعليم زمن الحرب 
مع بداية الصراع الدائر في سورية ودخول مخيم السيدة زينب أتون تلك الحرب وكنتيجة مباشرة للأحداث الدائرة في المخيم وما شهده من أعمال قتالية ووقوع ضحايا بسبب القصف العشوائي واعتقالات تعسفية على الحواجز، انخفض المستوى التعليمي للطلاب، وأسهم في ذلك أيضاً الاكتظاظ داخل الصفوف بسبب إغلاق بعض المدارس، والنقص في أعداد المعلمين من أصحاب الكفاءات بسبب الهجرة أو عدم تمكنهم من الوصول إلى المدارس نتيجة الإجراءات الأمنية، بالإضافة إلى غياب الرقابة من الجهات المعنية في الوزارة عن تطبيق الخطة التعليمية.  
واقع التعليم بعد عودة الأهالي 
شهد مخيم السيدة زينب في بداية عام 2013 عودة عدد من العائلات الفلسطينية إلى مخيمهم، إلا أنهم فوجئوا بحجم الدمار الهائل الذي حل بمنازلهم وممتلكاتهم نتيجة القصف والدمار الممنهج الذي طال المخيم، حيث طال الدمار نسبة كبيرة من مبانيه وحاراته ومساحته العمرانية، واشتكى الأهالي من غياب تام لمقومات الحياة، وعدم توفر الخدمات الأساسية من ماء، وكهرباء، وصحة، وتعليم.
إلا أن الأمور بدأت بالتحسن رويداً رويداً وذلك بعد استتباب السيطرة على المخيم، والبدء بإعادة بعض الخدمات إليه، واستئناف الأونروا خدماتها في المخيم بما فيها توزيع المساعدة الإنسانية وتقديم التعليم، حيث تم افتتاح مدرسة دلاتا/ بيت جبرين، يوم 18 تشرين الأول / أكتوبر 2016، وذلك بعد إعادة بنائها وتأهيلها، حيث تعرضت في وقت سابق إلى جانب مؤسسات عديدة في المخيم للقصف والتخريب. 
بدورها افتتحت السيدة مارغو إيليس، نائبة المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، والسيد علي مصطفى، المدير العام لهيئة اللاجئين الفلسطينيين العرب في سورية يوم الثلاثاء 28 تشرين الأول/أكتوبر 2014 مدرسة اليرموك (علما) للتعليم الأساسي، ومستوصفاً صحياً في مخيم السيدة زينب للاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق، بعد تجديدهما وإعادة تأهيلهما بعد الدمار الذي لحق بهما.
صعوبات وعقبات 
تواجه العملية التعليمية في مخيم السيدة زينب، صعوبات وتحديات كثيرة أثرت بشكل سلبي على المستوى التربوي والتحصيل العلمي لآلاف الطلاب الفلسطينيين، أبرزها الفقر والعامل الاقتصادي، والواقع الخدمي السيء في المخيم، ومنها ما هو متعلق بالمدارس والكادر التدريسي.
فيما اشتكى العديد من أهالي المخيم من ضعف الكادر التدريسي في مدارس الأونروا والرسمية، ونقص الكوادر المؤهلة، واكتظاظ الصفوف بالطلبة، وعدم احترام المعلمين للحصص التدريسية في المدرسة، وغياب المحاسبة من المعلمين علاوة عن ذلك استغلالهم حاجة الأهل والطلبة للدروس الخصوصية، حيث يقومون برفع الأسعار وخصوصاً طلاب الشاهدتين. 
التسرب المدرسي
أكد العديد من المختصين والمدرسين الذين تم التواصل معهم للوقوف على أهم أسباب ظاهرة التسرب المدرسي في مخيم السيدة زينب، أن الفقر وفقدان المعيل والزواج المبكر هم من أهم أسباب تلك الظاهرة التي باتت تشكل خطراً كبيراً على مستقبل أبناء المخيم.  
وأوضح المختصون أن العوز والفقر هما من أهم أسباب ظاهرة التسرب المدرسي، فحوالي أكثر من 85% من اللاجئين في مخيم السيدة زينب يعانون من الفقر مما ينذر بازدياد أعداد الطلاب المتسربين من التعليم، كما أجبر ذلك العديد من الأسر على وقف إرسال أبنائهم إلى المدارس، وانخراطهم في سوق العمل في المخيم أو في المناطق الصناعية ذات النشاط الاقتصادي بدمشق أو في ريفها، ليكونوا عوناً في تأمين لقمة العيش وتوفير الحد الأدنى من مستلزمات الحياة للأسرة.
أضف إلى ذلك فقدان العشرات من أطفال المخيم آباءهم لأسباب الوفاة بشكل طبيعي أو بسبب الحرب أو بسبب الاختفاء القسري في السجون والمعتقلات، حيث تنتقل مهمة إعالة الأسرة للأخ الأكبر الذي قد لا يتجاوز عمره 15 سنة، ويحمل هم أسرة يصعب على كبير السن تحمل مسؤولياتها.
للكادر التعليمي رأيه   
ذكر أحد المعلمين ممن تم التواصل معهم من أبناء مخيم السيدة زينب، أن واقع التعليم اليوم بانحدار مستمر فغياب المقومات والمساعدات أضعف قدرة المعلمين على الإعطاء الجيد، بسبب الاكتظاظ الكبير للطلاب، حيث يتجاوز عددهم إلى 60 طالباً في الغرف الصفية التي تفتقر إلى شروط التهوية والإنارة والوسائل التعليمية، مما يؤثر سلباً على إعطاء الدروس ويسلب الطالب حقه من الوقت في الحصة ويحرمه من التركيز، كما يعوق المعلم من ضبط الصف ويؤثر على أداء واجبه بشكل جيد.
مستطرداً أن المعلمين هم جزء من المجتمع يعانون ما يعانيه من أزمات اقتصادية ومعيشية، متسائلاً كيف لمعلم يتقاضى راتباً شهرياً لا يكفيه عدة أيام أن يقبل على العملية التعليمية بصدر رحب وهموم الكون فوق رأسه، مستدركاً لكن هنا لا أبرر تقصير بعض المعلمين وعدم أمانتهم بإعطاء الدروس على أكمل وجه، وإنما أشرح وضعنا الذي أتمنى أن يتحسن بشكل أفضل. 
موضحاً أن تدني الأجور دفع العديد من خريجي الجامعات والمؤهلين عن مهنة التعليم، والبحث عن مهن أخرى للتكيف مع واقع الحياة الصعب، أو البحث عن عمل مسائي يكون رديفاً للعمل الصباحي، فيما أخذ الكثير من المدرسين إجازات بلا راتب لفترة طويلة لأن طلب الاستقالة يعرضهم للمساءلة الأمنية.
لمحة عن مخيم قبر الست:
يعتبر مخيم السيدة زينب بريف دمشق أكبر المخيمات الفلسطينية المعترف بها في سورية، إذ يبلغ عدد سكانه (27752) لاجئاً مكونة من 6659 عائلة، أنشئ مخيم السيدة زينب بين عامي 1967 و1968على بعد 15 كم جنوب العاصمة السورية (دمشق) كأحد مخيمات الطوارئ التي أنشئت بعد حرب حزيران عام 1967 إلى الجنوب من مدينة دمشق على بعد 15كم منها، على مساحة تقدر بـ 23 ألف متر مربع.
ينحدر أبناء مخيم "السيدة زينب" من قضاء مدينتي صفد وطبريا، ومن غوير أبو شوشة؛ ومن قرى سهل الحولة، وهي: الصالحية، الدوارة، العابسية، الخالصة، القيطية، الزوية، جاحولا، ومن قرية الملاحة والزوق، ومعظمهم ينتمون إلى العشائر الفلسطينية، مثل: الدوارة، والتلاوية، والزناغرة، والشمالنة، والهيب، والوهيب، والمواسي والصبيح والسوالمة.

 

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/20461