map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

حلم مُعلّقٌ على خيط رفيع معاناة طلاب فلسطينيو سوريا في لبنان

تاريخ النشر : 17-08-2024
حلم مُعلّقٌ على خيط رفيع معاناة طلاب فلسطينيو سوريا في لبنان

مجموعة العمل| لبنان

يعيش طلاب فلسطينيي سوريا في لبنان واقعاً مريراً، حيث أصبح حلمهم في التعليم كابوساً يومياً بسبب الأوضاع الإنسانية المتردية والقيود القانونية التي تعترض طريقهم.

و يواجه هؤلاء الطلاب معوقات هائلة تحول دون تمكنهم من استكمال تعليمهم، تبدأ بالحصول على إقامة قانونية، وهي وثيقة أساسية للتسجيل في المدارس والجامعات، ولإتمام امتحاناتهم الرسمية.

مديرية الأمن العام اللبناني لم تمنح الفلسطينيين السوريين الذين دخلوا لبنان بعد عام 2016 إقامة شرعية، أو حتى أصدرت تسوية قانونية لهم أسوة بأمثالهم من الجنسية السورية بالإضافة إلى ارتباط إقامات الطلاب بنوع إقامة عائلاتهم، مما زاد من تعقيد حياتهم اليومية، هذا الأمر يتسبب في منع العديد من الطلاب من الحصول على أوراق تثبت هويتهم، خاصة لمن دخل لبنان طفلاً ولم يتمكن من الحصول على بطاقة شخصية أو جواز سفر بسبب التكاليف الباهظة التي تصل إلى 325 دولاراً للجواز العادي و800 دولار للمستعجل.

يتخبط الطلاب بين المكاتب الإدارية والمؤسسات التعليمية، يحملون آمالاً كبيرة وقلوباً مليئة بالخوف من المستقبل المجهول، حيث يواجه الطلاب مصاعب كبيرة في استكمال دراستهم، أم محمد، والدة أحد الطلاب، تقول: "تصرّ مدرسة ابني على الإقامة حتى ترفع طلب ترشيحه لامتحان الشهادة الثانوية، استدنت تكلفة جواز السفر من المعارف لأن ابني لا يملك بطاقة شخصية، وتضيف منذ سنة ونصف وأنا أتصل بالأونروا لإيجاد حل للإقامة، وفي كلّ مرّة يرفضون اعطائي إجابة صريحة عن وضعنا في لبنان.

عبد الله، طالب جامعي، يروي تجربته قائلاً: "وضع لي الأمن العام تسفير منذ 2017 ومنعني من تجديد إقامتي، رغم ذلك، استكملت دراستي في الجامعة اللبنانية، ولكن هذا العام طلبت الإدارة مني الحصول على إقامة لاستكمال التسجيل، ورُفض طلبي من الأمن العام، الآن، أنا مجبر على مغادرة لبنان، ولكن ليس لدي مكان أذهب إليه، وكل سنوات دراستي أصبحت بلا فائدة".

من جهة أخرى، تعاني بيسان من معضلة مشابهة حيث لم تستطع الحصول على إقامة طالب بسبب عدم تقديم الجامعة لورقة التسجيل التي تطلبها، بينما الجامعة ترفض إعطاء الورقة دون إقامة.

آية، طالبة في كلية الحقوق، اضطرت للتوقف عن الدراسة منذ عامين لعدم قدرتها على تجديد جواز السفر الذي يمكنها من تجديد الإقامة، ولأنها لا تمتلك هوية شخصية، فقد دخلت لبنان مع أهلها عام 2013 حين كانت طفلة.

هذه الصعوبات القانونية تترافق مع ضغوط نفسية هائلة. تقول سلوى وهي طالبة في صف الحادي عشر في أحدى مدارس الأونروا بأن أدارة المدرسة تطلب منهم بشكل شهري وتذكرهم وتكرر مراراً بأنه يتوجب عليهم الحصول على إقامة بأي شكل وإلا لن يستطيعوا تقديم الامتحانات الرسمية، وتضعهم تحت ضغوط نفسية هائلة تثقل عليهم بالنسبة لأعمارهم الصغيرة، مما يشتت تركيزهم على الدراسة وقد أدت تلك المطالبات بترك العديد من صديقاتها الدراسة.

وتتساءل سلوى ووالدتها بتعجب هل تقوم وكالة الأونروا بممارسة تلك الضغوط علينا لتكرهنا على الدراسة! على الرغم من أن وزير التربية يُصدر استثناء كل عام يخول الطلاب الذين لم يستوفوا الشروط من أجراء الامتحانات، تضع سلوى هذا التساؤل والاستفسار برسم المعنيين!؟

يقول السيد ر.ح وهو والد طالب وطالبة كانا قد تخرجا هذا العام من معهد فني في مدينة صيدا، بأن المعهد قد أرسل لهم رسالة مفادها بأنه يتوجب على الطلاب الخريجين من الجنسية السورية والفلسطينية السورية استلام شهاداتهم من مديرية التعليم الفني والتقني في الدكوانة (بيروت) شرط استصحاب إقامة سارية.

شكلت هذه الرسالة صدمة مؤلمة لهذه العائلة وانستهم فرحة النجاح التي طالما انتظروها كون الأبناء إقامتهم منتهية والأمن العام قد أوقف تجديد الإقامات منذ مطلع شهر أيار هذا العام.

كان لابد على هذا الوالد من المغامرة والذهاب بدلاً عن ابنائه والتجربة عله يستطيع استلام الشهادات نيابة عن ابنائه كون إقامته مازالت سارية.

لكن صدمته الكبرى كانت حين استقبله موظف عديم الإنسانية اجلسه في ممر داخل مديرية التعليم لأكثر من ثلاث ساعات ولم يمنحه بعد طول انتظار  فرصة العودة إلى ابنائه بصورة الأب المنتصر أو المثالي فعاد منكسراً خالي الوفاض، على الرغم من كل التوسلات وإظهار ما يمكن اثباته للموظف من أن دخوله للبلاد كان بشكل نظامي وأن ابنائه كانوا يملكون إقامة وانتهت منذ عدة أيام.

 

إن حرمان هؤلاء الطلاب من حقهم في التعليم هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وتقول فاطمة، معلمة في إحدى المدارس: "أرى في عيون طلابي الكثير من الحزن والإحباط، إنهم أذكياء وموهوبون، ولكنهم محرومون من الفرصة لإظهار قدراتهم".

الناشط الفلسطيني أبو المعتصم بالله شعبان يطالب الجميع بتحمل مسؤولياتهم والعمل على إيجاد حلول عاجلة ودائمة لهذه الأزمة، ويؤكد أن الفلسطيني السوري لم يبقَ له إلا أمل واحد، وهو تعليم أبنائه بكرامة.

هذه القصص وغيرها من معاناة الطلاب الفلسطينيين السوريين في لبنان تمثل صرخة استغاثة للحكومة اللبنانية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومنظمة التحرير الفلسطينية ومنظمات المجتمع مدني، أن يتحملوا مسؤولياتهم وأن يعملوا جاهدين لإيجاد حلول عاجلة ودائمة لهذه الأزمة.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/20577

مجموعة العمل| لبنان

يعيش طلاب فلسطينيي سوريا في لبنان واقعاً مريراً، حيث أصبح حلمهم في التعليم كابوساً يومياً بسبب الأوضاع الإنسانية المتردية والقيود القانونية التي تعترض طريقهم.

و يواجه هؤلاء الطلاب معوقات هائلة تحول دون تمكنهم من استكمال تعليمهم، تبدأ بالحصول على إقامة قانونية، وهي وثيقة أساسية للتسجيل في المدارس والجامعات، ولإتمام امتحاناتهم الرسمية.

مديرية الأمن العام اللبناني لم تمنح الفلسطينيين السوريين الذين دخلوا لبنان بعد عام 2016 إقامة شرعية، أو حتى أصدرت تسوية قانونية لهم أسوة بأمثالهم من الجنسية السورية بالإضافة إلى ارتباط إقامات الطلاب بنوع إقامة عائلاتهم، مما زاد من تعقيد حياتهم اليومية، هذا الأمر يتسبب في منع العديد من الطلاب من الحصول على أوراق تثبت هويتهم، خاصة لمن دخل لبنان طفلاً ولم يتمكن من الحصول على بطاقة شخصية أو جواز سفر بسبب التكاليف الباهظة التي تصل إلى 325 دولاراً للجواز العادي و800 دولار للمستعجل.

يتخبط الطلاب بين المكاتب الإدارية والمؤسسات التعليمية، يحملون آمالاً كبيرة وقلوباً مليئة بالخوف من المستقبل المجهول، حيث يواجه الطلاب مصاعب كبيرة في استكمال دراستهم، أم محمد، والدة أحد الطلاب، تقول: "تصرّ مدرسة ابني على الإقامة حتى ترفع طلب ترشيحه لامتحان الشهادة الثانوية، استدنت تكلفة جواز السفر من المعارف لأن ابني لا يملك بطاقة شخصية، وتضيف منذ سنة ونصف وأنا أتصل بالأونروا لإيجاد حل للإقامة، وفي كلّ مرّة يرفضون اعطائي إجابة صريحة عن وضعنا في لبنان.

عبد الله، طالب جامعي، يروي تجربته قائلاً: "وضع لي الأمن العام تسفير منذ 2017 ومنعني من تجديد إقامتي، رغم ذلك، استكملت دراستي في الجامعة اللبنانية، ولكن هذا العام طلبت الإدارة مني الحصول على إقامة لاستكمال التسجيل، ورُفض طلبي من الأمن العام، الآن، أنا مجبر على مغادرة لبنان، ولكن ليس لدي مكان أذهب إليه، وكل سنوات دراستي أصبحت بلا فائدة".

من جهة أخرى، تعاني بيسان من معضلة مشابهة حيث لم تستطع الحصول على إقامة طالب بسبب عدم تقديم الجامعة لورقة التسجيل التي تطلبها، بينما الجامعة ترفض إعطاء الورقة دون إقامة.

آية، طالبة في كلية الحقوق، اضطرت للتوقف عن الدراسة منذ عامين لعدم قدرتها على تجديد جواز السفر الذي يمكنها من تجديد الإقامة، ولأنها لا تمتلك هوية شخصية، فقد دخلت لبنان مع أهلها عام 2013 حين كانت طفلة.

هذه الصعوبات القانونية تترافق مع ضغوط نفسية هائلة. تقول سلوى وهي طالبة في صف الحادي عشر في أحدى مدارس الأونروا بأن أدارة المدرسة تطلب منهم بشكل شهري وتذكرهم وتكرر مراراً بأنه يتوجب عليهم الحصول على إقامة بأي شكل وإلا لن يستطيعوا تقديم الامتحانات الرسمية، وتضعهم تحت ضغوط نفسية هائلة تثقل عليهم بالنسبة لأعمارهم الصغيرة، مما يشتت تركيزهم على الدراسة وقد أدت تلك المطالبات بترك العديد من صديقاتها الدراسة.

وتتساءل سلوى ووالدتها بتعجب هل تقوم وكالة الأونروا بممارسة تلك الضغوط علينا لتكرهنا على الدراسة! على الرغم من أن وزير التربية يُصدر استثناء كل عام يخول الطلاب الذين لم يستوفوا الشروط من أجراء الامتحانات، تضع سلوى هذا التساؤل والاستفسار برسم المعنيين!؟

يقول السيد ر.ح وهو والد طالب وطالبة كانا قد تخرجا هذا العام من معهد فني في مدينة صيدا، بأن المعهد قد أرسل لهم رسالة مفادها بأنه يتوجب على الطلاب الخريجين من الجنسية السورية والفلسطينية السورية استلام شهاداتهم من مديرية التعليم الفني والتقني في الدكوانة (بيروت) شرط استصحاب إقامة سارية.

شكلت هذه الرسالة صدمة مؤلمة لهذه العائلة وانستهم فرحة النجاح التي طالما انتظروها كون الأبناء إقامتهم منتهية والأمن العام قد أوقف تجديد الإقامات منذ مطلع شهر أيار هذا العام.

كان لابد على هذا الوالد من المغامرة والذهاب بدلاً عن ابنائه والتجربة عله يستطيع استلام الشهادات نيابة عن ابنائه كون إقامته مازالت سارية.

لكن صدمته الكبرى كانت حين استقبله موظف عديم الإنسانية اجلسه في ممر داخل مديرية التعليم لأكثر من ثلاث ساعات ولم يمنحه بعد طول انتظار  فرصة العودة إلى ابنائه بصورة الأب المنتصر أو المثالي فعاد منكسراً خالي الوفاض، على الرغم من كل التوسلات وإظهار ما يمكن اثباته للموظف من أن دخوله للبلاد كان بشكل نظامي وأن ابنائه كانوا يملكون إقامة وانتهت منذ عدة أيام.

 

إن حرمان هؤلاء الطلاب من حقهم في التعليم هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وتقول فاطمة، معلمة في إحدى المدارس: "أرى في عيون طلابي الكثير من الحزن والإحباط، إنهم أذكياء وموهوبون، ولكنهم محرومون من الفرصة لإظهار قدراتهم".

الناشط الفلسطيني أبو المعتصم بالله شعبان يطالب الجميع بتحمل مسؤولياتهم والعمل على إيجاد حلول عاجلة ودائمة لهذه الأزمة، ويؤكد أن الفلسطيني السوري لم يبقَ له إلا أمل واحد، وهو تعليم أبنائه بكرامة.

هذه القصص وغيرها من معاناة الطلاب الفلسطينيين السوريين في لبنان تمثل صرخة استغاثة للحكومة اللبنانية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومنظمة التحرير الفلسطينية ومنظمات المجتمع مدني، أن يتحملوا مسؤولياتهم وأن يعملوا جاهدين لإيجاد حلول عاجلة ودائمة لهذه الأزمة.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/20577