map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

أبنية آيلة للسقوط في المخيمات الفلسطينية والأونروا تغمض عينيها

تاريخ النشر : 19-08-2024
أبنية آيلة للسقوط في المخيمات الفلسطينية والأونروا تغمض عينيها

فايز أبو عيد || مجموعة العمل

ظهر في مخيمات الشتات الفلسطينية في سوريا ظاهرة لافتة تستدعي الاهتمام وتسليط الضوء عليها، حيث بدأت بعض العائلات بإزالة بيوتها ومنازلها المدمرة بشكل كلّي أو جزئي في بعض المخيمات بشكل كامل.

بسبب الحرب التي استمرت لعدة سنوات، تهدمت الكثير من المنازل بشكل كلي، أو هناك منازل وبيوت تعرضت لهدم جزئي، ويظلّ احتمال انهيارها قائما بسبب تداعي البناء وتهالكه، فهو يظل آيلاً للسقوط في أي لحظة، وهو أمر إن حدث سيتسبب بمأساة كبيرة، وإن لم يحدث فهو يثير قلق البيوت المجاورة المسكونة، وبسبب كل هذا، قام أصحابها بإزالتها نهائيا، وهو الحل الأفضل والأمثل، فالترميم مستحيل في هكذا حالة، وبالتالي يتم الاتفاق مع بعض المتعهدين بإزالة البناء المتضرر تماما مقابل حصولهم على الحديد الصلب في البناء، بهذه العملية لا يدفع صاحب المنزل أي مبلغ مالي لقاء عملية الهدم والإزالة.

وقد ظهر بشكل لافت، أن هذه البيوت المتهدمة بشكل كلي أو جزئي، صارت مرتعاً لتعاطي المواد المُسكرة أو المخدّرة، أو وكراً مناسبا لإخفاء مثل هكذا مواد محظورة ومحاربة قانونياً واجتماعياً، وسيكون من الأفضل إزالة هكذا بيوت لعدم توفير أي ملاذ للمتعاطين أو المروجين للمخدرات.

التقت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا بالسيد أبو محمد، وقد أبلغنا أنّه في العام 2016 ألقت مروحية حربية برميلًا متفجراً على منزله المكوّن من ثلاث طبقات، وفي قول آخر كانت طائرة ميغ حربية ألقت قنبلة فراغية، والنتيجة كانت انشطار البيت من النصف بشكل طولي، نصفه مهدّم تماما ونصفه الأخر قائم، ومن الطبيعي استحالة السكن والعيش فيه، كما لا يمكن ترميمه وهو شيء أقرب للمستحيل، عرض علينا السيد أبو محمد بعض الصور، وبالفعل كان منزله مشطوراً من النصف فنصف الحمام كان قائماً و يظهر فيه لون السيراميك الأزرق، ونصفه الثاني كان مدمراً و متناثراً على الأرض، وكما قال أبو محمّد آخر العلاج الكي، قاله بغصة كبيرة و واضحة، " تعب عشرين سنة بالخليج راح هيك على لفاضي".

كما قابلت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا، جار أبو محمد وهو السيد أبو علي، صاحب محل تجاري متواضع في المخيم، كان غاية في الراحة ومنشرح الصدر ومرتاح البال عندما انتهت الآليات والعمال من هدم منزل جاره أبو محمد، كونه كان يعيش بقلق بالغ و خوف مستمر من احتمال انهيار البناء المجاور له، كون البيت متهدم بشكل طولي، ومنظره مخيف ومقلق لكل الجيران، قال لنا السيد أبو علي " كنت سعيدا وحزيناً بذات الوقت بعدما تم إزالة البناء بشكل كامل بنجاح، سعيد لأنني انتهيت من كابوس كان يؤرّقني ويمنعني من النوم ليلا، كنت أخاف أن ينهار المنزل بأي لحظة بسبب التصدعات الواضحة فيه، وخصوصاً عند هطول الأمطار بغزارة في فصل الشتاء، ليس هذا وحسب، بل عندما حصل الزلزال في سوريا، خفت جدا أن يمتد لمخيمنا، وهذا البيت ( لا يلقى نكشة) والانقسام الطولي وكأنه بطيخة كبيرة قُسمت شطرين، وحزين على خسارة جاري لمنزله، وهو قد أنفق عمره يعمل في دولة خليجية ليبني هذا البيت ويمنح لكل ابن له شقّة مستقلّة ليتزوج بها وللأسف صار هذا الحلم الذي أصبح حقيقة وتم تجسيده على الأرض بالعمل الجاد والغربة الصعبة، صار اليوم هباء منثورا".

وهنا تتحمل وكالة الأونروا مسؤولية إزالة هكذا أبنية متداعية وآيلة للسقوط بأية لحظة كونها ضمن نطاق المخيمات الفلسطينية، لكن الأمور تسير بسرعة السلحفاة دون أي اكتراث أو مبالاة، وهذا ظهر بشكل واضح حتى من قبل الدولة السورية، بالمماطلة في عودة الناس لبيوتها كما حصل في مخيم اليرموك وانتظار الموافقة الأمنية، حتى أنّ مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك والتي تضمّ جثامين كبار القادة الأوائل لم يسمح بترميمها لليوم وفيها قبور قيادات فلسطينية كبيرة، نذكر منهم على سبيل المثال لا التحديد، ممدوح صبري صيدم1971، عز الدين القلق " 1978"، الشاعر عبد الكريم الكرمي " 1980" سعد صايل " 1982" خليل الوزير " 1988، محمد عباس 2004 محمد داوود عودة 2010، رحمهم الله ورحم جميع شهداء فلسطين والأمة العربية والإسلامية جمعاء.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/20578

فايز أبو عيد || مجموعة العمل

ظهر في مخيمات الشتات الفلسطينية في سوريا ظاهرة لافتة تستدعي الاهتمام وتسليط الضوء عليها، حيث بدأت بعض العائلات بإزالة بيوتها ومنازلها المدمرة بشكل كلّي أو جزئي في بعض المخيمات بشكل كامل.

بسبب الحرب التي استمرت لعدة سنوات، تهدمت الكثير من المنازل بشكل كلي، أو هناك منازل وبيوت تعرضت لهدم جزئي، ويظلّ احتمال انهيارها قائما بسبب تداعي البناء وتهالكه، فهو يظل آيلاً للسقوط في أي لحظة، وهو أمر إن حدث سيتسبب بمأساة كبيرة، وإن لم يحدث فهو يثير قلق البيوت المجاورة المسكونة، وبسبب كل هذا، قام أصحابها بإزالتها نهائيا، وهو الحل الأفضل والأمثل، فالترميم مستحيل في هكذا حالة، وبالتالي يتم الاتفاق مع بعض المتعهدين بإزالة البناء المتضرر تماما مقابل حصولهم على الحديد الصلب في البناء، بهذه العملية لا يدفع صاحب المنزل أي مبلغ مالي لقاء عملية الهدم والإزالة.

وقد ظهر بشكل لافت، أن هذه البيوت المتهدمة بشكل كلي أو جزئي، صارت مرتعاً لتعاطي المواد المُسكرة أو المخدّرة، أو وكراً مناسبا لإخفاء مثل هكذا مواد محظورة ومحاربة قانونياً واجتماعياً، وسيكون من الأفضل إزالة هكذا بيوت لعدم توفير أي ملاذ للمتعاطين أو المروجين للمخدرات.

التقت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا بالسيد أبو محمد، وقد أبلغنا أنّه في العام 2016 ألقت مروحية حربية برميلًا متفجراً على منزله المكوّن من ثلاث طبقات، وفي قول آخر كانت طائرة ميغ حربية ألقت قنبلة فراغية، والنتيجة كانت انشطار البيت من النصف بشكل طولي، نصفه مهدّم تماما ونصفه الأخر قائم، ومن الطبيعي استحالة السكن والعيش فيه، كما لا يمكن ترميمه وهو شيء أقرب للمستحيل، عرض علينا السيد أبو محمد بعض الصور، وبالفعل كان منزله مشطوراً من النصف فنصف الحمام كان قائماً و يظهر فيه لون السيراميك الأزرق، ونصفه الثاني كان مدمراً و متناثراً على الأرض، وكما قال أبو محمّد آخر العلاج الكي، قاله بغصة كبيرة و واضحة، " تعب عشرين سنة بالخليج راح هيك على لفاضي".

كما قابلت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا، جار أبو محمد وهو السيد أبو علي، صاحب محل تجاري متواضع في المخيم، كان غاية في الراحة ومنشرح الصدر ومرتاح البال عندما انتهت الآليات والعمال من هدم منزل جاره أبو محمد، كونه كان يعيش بقلق بالغ و خوف مستمر من احتمال انهيار البناء المجاور له، كون البيت متهدم بشكل طولي، ومنظره مخيف ومقلق لكل الجيران، قال لنا السيد أبو علي " كنت سعيدا وحزيناً بذات الوقت بعدما تم إزالة البناء بشكل كامل بنجاح، سعيد لأنني انتهيت من كابوس كان يؤرّقني ويمنعني من النوم ليلا، كنت أخاف أن ينهار المنزل بأي لحظة بسبب التصدعات الواضحة فيه، وخصوصاً عند هطول الأمطار بغزارة في فصل الشتاء، ليس هذا وحسب، بل عندما حصل الزلزال في سوريا، خفت جدا أن يمتد لمخيمنا، وهذا البيت ( لا يلقى نكشة) والانقسام الطولي وكأنه بطيخة كبيرة قُسمت شطرين، وحزين على خسارة جاري لمنزله، وهو قد أنفق عمره يعمل في دولة خليجية ليبني هذا البيت ويمنح لكل ابن له شقّة مستقلّة ليتزوج بها وللأسف صار هذا الحلم الذي أصبح حقيقة وتم تجسيده على الأرض بالعمل الجاد والغربة الصعبة، صار اليوم هباء منثورا".

وهنا تتحمل وكالة الأونروا مسؤولية إزالة هكذا أبنية متداعية وآيلة للسقوط بأية لحظة كونها ضمن نطاق المخيمات الفلسطينية، لكن الأمور تسير بسرعة السلحفاة دون أي اكتراث أو مبالاة، وهذا ظهر بشكل واضح حتى من قبل الدولة السورية، بالمماطلة في عودة الناس لبيوتها كما حصل في مخيم اليرموك وانتظار الموافقة الأمنية، حتى أنّ مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك والتي تضمّ جثامين كبار القادة الأوائل لم يسمح بترميمها لليوم وفيها قبور قيادات فلسطينية كبيرة، نذكر منهم على سبيل المثال لا التحديد، ممدوح صبري صيدم1971، عز الدين القلق " 1978"، الشاعر عبد الكريم الكرمي " 1980" سعد صايل " 1982" خليل الوزير " 1988، محمد عباس 2004 محمد داوود عودة 2010، رحمهم الله ورحم جميع شهداء فلسطين والأمة العربية والإسلامية جمعاء.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/20578