فايز أبو عيد || مجموعة العمل
في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بسورية، حيث يرزح أكثر من 90% من السكان تحت خط الفقر، تواجه العائلات الفلسطينية اللاجئة معاناة مضاعفة في تأمين التعليم الجامعي لأبنائها. فالارتفاع الكبير في تكاليف التعليم الجامعي يضع هذه الأسر المنهكة أمام خيارات مريرة: إما حرمان أبنائها من التعليم العالي، أو دفعهم لمواجهة تحدي العمل والدراسة معاً.
مجموعة العمل تسلط الضوء في تقريرها هذا على معاناة جيل كامل من الطلاب الفلسطينيين في سوريا، الذين يكافحون للحفاظ على حلمهم بالتعليم الجامعي في ظل ظروف اقتصادية قاهرة، حيث تتضاءل فرص التعليم العالي أمام موجات الغلاء المتصاعدة وثبات الدخل المحدود لعائلاتهم المثقلة بأعباء المعيشة والإيجارات.
وتجسد قصة عاصم، الشاب المهجر من مخيم اليرموك، هذا الواقع المرير، فرغم عمله الشاق في مقهى براتب شهري 750 ألف ليرة سورية خلال عطلته الصيفية، وتمكنه من شراء مستلزمات دراسته الجامعية، إلا أن ما تبقى معه لا يكفي لتغطية مصاريف عامه الدراسي الثالث في قسم علم الاجتماع بجامعة دمشق.
أمّا نور وهو اسم مستعار وهي مهجّرة من مخيم درعا وتعيش مع عائلتها في أحد أحياء المدينة بمنزل في الإيجار وهي طالبة جامعية، نور ستدرس سنتها الجامعية الثالثة في جامعة دمشق / فرع درعا / اختصاص رياضيات، وعملت طوال العطلة الصيفية في مول تجاري لبيع الألبسة- وما زالت- بمرتب شهري وقدره 400 ألف ليرة. تقول " لم أستطع توفير أي مبلغ مالي ثمن مستلزمات الدراسة الجامعية، لحاجتي لشراء بعض الملابس".
أمّا أحمد وهو مهجّر من مخيم حندرات في حلب ويعيش مع عائلته في أحد أحياء مدينة حلب في منزل للإيجار وهو طالب جامعي، أحمد سيدرس سنته الجامعية الأولى في جامعة حلب / اختصاص الرياضيات، وعمل طوال العطلة الصيفية في مهنة الدهان- وما زال- بمرتب شهري وقدره 900 ألف ليرة. يقول " لقد أمنّت بعض مستلزمات الدراسة الجامعية، ولم يتبق معي شيء حتى مصروف الجيب ومازلت بحاجة للمزيد من العمل لأحصل على المال اللازم لدراستي الجامعية".
فيما أخبرنا محمد وهو من المخيمات الفلسطينية في دمشق ولم يتعرض للتهجير هو وعائلته، وهو طالب جامعي. محمّد سيدرس سنته الرابعة في جامعة دمشق/ اختصاص معلم صف، أنّه منذ سنته الجامعية الأولى حصل على مساعدة طلابية عن طريق إحدى الفصائل الفلسطينية من السفارة الفلسطينية في دمشق وهي 150 ألف ليرة سورية وهي تعادل عشر دولارات، مع العلم أن هذه المساعدة غير منتظمة، وهي تنقطع لأشهر، وقبل ثلاثة أشهر حصل على دفعة مالية 300 ألف ليرة سورية عن شهرين، وهي غير كافية على حد قوله، فهي بالكاد تكفي أجور المواصلات.
في حين أن قريبته فاطمة وهي تدرس صيدلة / سنة ثالثة، تحصل على مبلغ أكبر منه 200 ألف ليرة سورية شهرياً، فاختصاصات الصيدلة والطب فقط من تحصل على هذا المبلغ بينما باقي الفروع تحصل على مبلغ 150 ألف ليرة سورية شهريا وبشكل متقطع، كون هذه المبالغ المقدمة للطلبة الفلسطينيين الجامعيين قائمة حصرا على تبرعات بعض الجهات الخيّرة.
فادي طالب جامعي / اختصاص علم نفس/ سنة ثانية، أخبرنا أنه أوقف دراسته واضطر للعمل في مهنة الكهرباء وأصبح (معلّما) فيها وهي تدرّ عليه شهريا ما يقارب المليون ليرة سورية، كون عائلتهم بلا معيل وتعاني من فقر مدقع وهو مكلّف بمصاريف العائلة له ولوالدته وشقيقته الصغيرة وهي تلميذة في المرحلة الابتدائية.
في ختام تقريرها تطالب مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا أن تشمل المساعدة الجامعية المقدمة من السفارة الفلسطينية في دمشق كافة الطلبة الفلسطينيين أن تكون منتظمة شهرياً مع ضرورة زيادتها لتتناسب مع نفقات الدراسة الجامعية الكبيرة.
فايز أبو عيد || مجموعة العمل
في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بسورية، حيث يرزح أكثر من 90% من السكان تحت خط الفقر، تواجه العائلات الفلسطينية اللاجئة معاناة مضاعفة في تأمين التعليم الجامعي لأبنائها. فالارتفاع الكبير في تكاليف التعليم الجامعي يضع هذه الأسر المنهكة أمام خيارات مريرة: إما حرمان أبنائها من التعليم العالي، أو دفعهم لمواجهة تحدي العمل والدراسة معاً.
مجموعة العمل تسلط الضوء في تقريرها هذا على معاناة جيل كامل من الطلاب الفلسطينيين في سوريا، الذين يكافحون للحفاظ على حلمهم بالتعليم الجامعي في ظل ظروف اقتصادية قاهرة، حيث تتضاءل فرص التعليم العالي أمام موجات الغلاء المتصاعدة وثبات الدخل المحدود لعائلاتهم المثقلة بأعباء المعيشة والإيجارات.
وتجسد قصة عاصم، الشاب المهجر من مخيم اليرموك، هذا الواقع المرير، فرغم عمله الشاق في مقهى براتب شهري 750 ألف ليرة سورية خلال عطلته الصيفية، وتمكنه من شراء مستلزمات دراسته الجامعية، إلا أن ما تبقى معه لا يكفي لتغطية مصاريف عامه الدراسي الثالث في قسم علم الاجتماع بجامعة دمشق.
أمّا نور وهو اسم مستعار وهي مهجّرة من مخيم درعا وتعيش مع عائلتها في أحد أحياء المدينة بمنزل في الإيجار وهي طالبة جامعية، نور ستدرس سنتها الجامعية الثالثة في جامعة دمشق / فرع درعا / اختصاص رياضيات، وعملت طوال العطلة الصيفية في مول تجاري لبيع الألبسة- وما زالت- بمرتب شهري وقدره 400 ألف ليرة. تقول " لم أستطع توفير أي مبلغ مالي ثمن مستلزمات الدراسة الجامعية، لحاجتي لشراء بعض الملابس".
أمّا أحمد وهو مهجّر من مخيم حندرات في حلب ويعيش مع عائلته في أحد أحياء مدينة حلب في منزل للإيجار وهو طالب جامعي، أحمد سيدرس سنته الجامعية الأولى في جامعة حلب / اختصاص الرياضيات، وعمل طوال العطلة الصيفية في مهنة الدهان- وما زال- بمرتب شهري وقدره 900 ألف ليرة. يقول " لقد أمنّت بعض مستلزمات الدراسة الجامعية، ولم يتبق معي شيء حتى مصروف الجيب ومازلت بحاجة للمزيد من العمل لأحصل على المال اللازم لدراستي الجامعية".
فيما أخبرنا محمد وهو من المخيمات الفلسطينية في دمشق ولم يتعرض للتهجير هو وعائلته، وهو طالب جامعي. محمّد سيدرس سنته الرابعة في جامعة دمشق/ اختصاص معلم صف، أنّه منذ سنته الجامعية الأولى حصل على مساعدة طلابية عن طريق إحدى الفصائل الفلسطينية من السفارة الفلسطينية في دمشق وهي 150 ألف ليرة سورية وهي تعادل عشر دولارات، مع العلم أن هذه المساعدة غير منتظمة، وهي تنقطع لأشهر، وقبل ثلاثة أشهر حصل على دفعة مالية 300 ألف ليرة سورية عن شهرين، وهي غير كافية على حد قوله، فهي بالكاد تكفي أجور المواصلات.
في حين أن قريبته فاطمة وهي تدرس صيدلة / سنة ثالثة، تحصل على مبلغ أكبر منه 200 ألف ليرة سورية شهرياً، فاختصاصات الصيدلة والطب فقط من تحصل على هذا المبلغ بينما باقي الفروع تحصل على مبلغ 150 ألف ليرة سورية شهريا وبشكل متقطع، كون هذه المبالغ المقدمة للطلبة الفلسطينيين الجامعيين قائمة حصرا على تبرعات بعض الجهات الخيّرة.
فادي طالب جامعي / اختصاص علم نفس/ سنة ثانية، أخبرنا أنه أوقف دراسته واضطر للعمل في مهنة الكهرباء وأصبح (معلّما) فيها وهي تدرّ عليه شهريا ما يقارب المليون ليرة سورية، كون عائلتهم بلا معيل وتعاني من فقر مدقع وهو مكلّف بمصاريف العائلة له ولوالدته وشقيقته الصغيرة وهي تلميذة في المرحلة الابتدائية.
في ختام تقريرها تطالب مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا أن تشمل المساعدة الجامعية المقدمة من السفارة الفلسطينية في دمشق كافة الطلبة الفلسطينيين أن تكون منتظمة شهرياً مع ضرورة زيادتها لتتناسب مع نفقات الدراسة الجامعية الكبيرة.