map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

بين الحنين والخوف. كيف يرى اللاجئون الفلسطينيون السوريون العودة إلى مخيماتهم في سوريا

تاريخ النشر : 23-12-2024
بين الحنين والخوف. كيف يرى اللاجئون الفلسطينيون السوريون العودة إلى مخيماتهم في سوريا

مجموعة العمل| سوريا

بعد أكثر من 13 عاماً من الشتات القسري بعيداً عن سوريا، ومع استسلام اللاجئين الفلسطينيين السوريين لوضعهم الراهن كلاجئين بلا وطن، عادت المخاوف لتطفو على السطح مع سقوط نظام الأسد.

وقبل أن يستوعب اللاجئون فرحة النصر في 8 ديسمبر الجاري، جاءت قرارات صادمة لتقلب فرحتهم. فقد أعلنت المديرية العامة للأمن اللبناني، بعد 10 أيام من سقوط النظام، قراراً يسمح للفلسطينيين السوريين بمغادرة الأراضي اللبنانية بعد تسوية أوضاعهم مجاناً، واضعة حداً لأي أمل بإعادة منحهم الإقامة في لبنان. هذا القرار ألقى بظلاله القاتمة على حياة هؤلاء اللاجئين، الذين باتوا يواجهون مستقبلاً غامضاً ومليئاً بالقلق.

حلم العودة يصطدم بالواقع

رغم أن العودة إلى سوريا كانت حلماً مشتركاً للكثيرين، إلا أن هذا الحلم اصطدم بواقع معقد. تساؤلات عدة أثيرت حول ما إذا كانت الظروف ستتيح عودة آمنة، أم أن سوريا ستظل بيئة قاسية تحمل المزيد من المعاناة لسنوات طويلة.

يقول أحد اللاجئين: "سوريا اليوم تعيش عرساً كبيراً، لكن الجميع في حالة ترقب وخوف من الغد."

فالمرحلة الانتقالية، بما تحمله من غموض وتحديات، بدّدت فرحة الخلاص من الطاغية وحولت مشاعر البهجة إلى قلق عميق.

قلق من السلطات الجديدة

تشكّل التوجهات المستقبلية للسلطات الجديدة مصدر قلق كبير للاجئين الفلسطينيين السوريين. فالمواقف الغامضة تجاه وضعهم، خاصة مع تورط بعض الفصائل الفلسطينية في دعم نظام الأسد، تثير تساؤلات حاسمة: هل سيتم تجاوز آلام الماضي؟ وهل ستتاح للفلسطينيين فرصة إعادة بناء حياتهم في سوريا؟

عقبات اقتصادية هائلة

إلى جانب القلق السياسي، يواجه اللاجئون معضلة اقتصادية خانقة. التضخم المتسارع، ندرة الموارد، والبنية التحتية المدمرة كلها عوامل تجعل من إعادة بناء الحياة تحدياً هائلاً.

يقول محمود، لاجئ يقيم في مخيم عين الحلوة منذ 10 سنوات: "عندما غادرت سوريا، كنت أظن أن العودة ستكون قريبة. لكن اليوم، لا أملك هناك شيئاً سوى ذكريات مؤلمة، ولا أستطيع تخيّل بدء حياة جديدة وسط هذا الدمار."

تحديات البداية من الصفر

اللاجئون الذين فقدوا منازلهم وباعوا ممتلكاتهم للهروب من الحرب يجدون أنفسهم الآن بلا أي مقومات للعودة.

تقول منار، لاجئة في مدينة صور: "عائلتي باعت كل ما تملك لتغطية تكاليف المعيشة في لبنان. لا نملك اليوم أي شيء يمكننا الاعتماد عليه إذا عدنا إلى سوريا."

بينما يقول أبو حسن، لاجئ في صيدا: "حتى بيتنا دُمر في القصف، والأهل تفرقوا. كيف نبدأ من جديد في وطن لا يحمل لنا سوى الألم؟"

آثار نفسية واجتماعية عميقة

الضغوط النفسية التي يعاني منها اللاجئون لا تقل وطأة عن الأعباء الاقتصادية. الخوف من مواجهة الماضي وفقدان الأحبة، إضافة إلى القلق من الرفض الاجتماعي بعد غياب طويل، كلها عوامل تجعل العودة قراراً معقداً.

محمد، شاب في العشرينيات من مخيم النيرب، يقول: "لقد أمضيت أكثر من نصف حياتي في لبنان. لا أعرف كيف ستكون الحياة إذا عدت الآن إلى سوريا. أشعر أنني لن أنتمي لأي مكان."

واقع صعب في المخيمات

حتى لو قرر اللاجئون العودة، فإن الظروف في المخيمات تجعل هذا القرار شبه مستحيل فالبنية التحتية مدمرة، والخدمات الأساسية معدومة، والاقتصاد منهار، كلها تحديات كبرى.

تقول مها، أم لطفلين تعيش في مخيم برج البراجنة: "ابني ولد هنا ولم يرَ سوريا قط. كيف أشرح له أننا سنعود إلى مكان لا يحتوي على أبسط مقومات الحياة؟"

قرار العودة: بين مطرقة العودة وسندان البقاء يقول سامر، لاجئ فلسطيني سوري:

"القرارات اللبنانية وضعتنا أمام خيارين كلاهما مرّ: العودة إلى سوريا التي لا تصلح للعيش أو البقاء في لبنان وسط شعور متزايد بعدم الترحيب. وفي كلتا الحالتين، معاناتنا مستمرة."

بين الحنين للوطن والخوف من المجهول، يجد اللاجئون الفلسطينيون السوريون أنفسهم عالقين في مأزق تاريخي، حيث كل الخيارات تقود إلى مستقبل غامض يحمل في طياته الكثير من التحديات.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/20955

مجموعة العمل| سوريا

بعد أكثر من 13 عاماً من الشتات القسري بعيداً عن سوريا، ومع استسلام اللاجئين الفلسطينيين السوريين لوضعهم الراهن كلاجئين بلا وطن، عادت المخاوف لتطفو على السطح مع سقوط نظام الأسد.

وقبل أن يستوعب اللاجئون فرحة النصر في 8 ديسمبر الجاري، جاءت قرارات صادمة لتقلب فرحتهم. فقد أعلنت المديرية العامة للأمن اللبناني، بعد 10 أيام من سقوط النظام، قراراً يسمح للفلسطينيين السوريين بمغادرة الأراضي اللبنانية بعد تسوية أوضاعهم مجاناً، واضعة حداً لأي أمل بإعادة منحهم الإقامة في لبنان. هذا القرار ألقى بظلاله القاتمة على حياة هؤلاء اللاجئين، الذين باتوا يواجهون مستقبلاً غامضاً ومليئاً بالقلق.

حلم العودة يصطدم بالواقع

رغم أن العودة إلى سوريا كانت حلماً مشتركاً للكثيرين، إلا أن هذا الحلم اصطدم بواقع معقد. تساؤلات عدة أثيرت حول ما إذا كانت الظروف ستتيح عودة آمنة، أم أن سوريا ستظل بيئة قاسية تحمل المزيد من المعاناة لسنوات طويلة.

يقول أحد اللاجئين: "سوريا اليوم تعيش عرساً كبيراً، لكن الجميع في حالة ترقب وخوف من الغد."

فالمرحلة الانتقالية، بما تحمله من غموض وتحديات، بدّدت فرحة الخلاص من الطاغية وحولت مشاعر البهجة إلى قلق عميق.

قلق من السلطات الجديدة

تشكّل التوجهات المستقبلية للسلطات الجديدة مصدر قلق كبير للاجئين الفلسطينيين السوريين. فالمواقف الغامضة تجاه وضعهم، خاصة مع تورط بعض الفصائل الفلسطينية في دعم نظام الأسد، تثير تساؤلات حاسمة: هل سيتم تجاوز آلام الماضي؟ وهل ستتاح للفلسطينيين فرصة إعادة بناء حياتهم في سوريا؟

عقبات اقتصادية هائلة

إلى جانب القلق السياسي، يواجه اللاجئون معضلة اقتصادية خانقة. التضخم المتسارع، ندرة الموارد، والبنية التحتية المدمرة كلها عوامل تجعل من إعادة بناء الحياة تحدياً هائلاً.

يقول محمود، لاجئ يقيم في مخيم عين الحلوة منذ 10 سنوات: "عندما غادرت سوريا، كنت أظن أن العودة ستكون قريبة. لكن اليوم، لا أملك هناك شيئاً سوى ذكريات مؤلمة، ولا أستطيع تخيّل بدء حياة جديدة وسط هذا الدمار."

تحديات البداية من الصفر

اللاجئون الذين فقدوا منازلهم وباعوا ممتلكاتهم للهروب من الحرب يجدون أنفسهم الآن بلا أي مقومات للعودة.

تقول منار، لاجئة في مدينة صور: "عائلتي باعت كل ما تملك لتغطية تكاليف المعيشة في لبنان. لا نملك اليوم أي شيء يمكننا الاعتماد عليه إذا عدنا إلى سوريا."

بينما يقول أبو حسن، لاجئ في صيدا: "حتى بيتنا دُمر في القصف، والأهل تفرقوا. كيف نبدأ من جديد في وطن لا يحمل لنا سوى الألم؟"

آثار نفسية واجتماعية عميقة

الضغوط النفسية التي يعاني منها اللاجئون لا تقل وطأة عن الأعباء الاقتصادية. الخوف من مواجهة الماضي وفقدان الأحبة، إضافة إلى القلق من الرفض الاجتماعي بعد غياب طويل، كلها عوامل تجعل العودة قراراً معقداً.

محمد، شاب في العشرينيات من مخيم النيرب، يقول: "لقد أمضيت أكثر من نصف حياتي في لبنان. لا أعرف كيف ستكون الحياة إذا عدت الآن إلى سوريا. أشعر أنني لن أنتمي لأي مكان."

واقع صعب في المخيمات

حتى لو قرر اللاجئون العودة، فإن الظروف في المخيمات تجعل هذا القرار شبه مستحيل فالبنية التحتية مدمرة، والخدمات الأساسية معدومة، والاقتصاد منهار، كلها تحديات كبرى.

تقول مها، أم لطفلين تعيش في مخيم برج البراجنة: "ابني ولد هنا ولم يرَ سوريا قط. كيف أشرح له أننا سنعود إلى مكان لا يحتوي على أبسط مقومات الحياة؟"

قرار العودة: بين مطرقة العودة وسندان البقاء يقول سامر، لاجئ فلسطيني سوري:

"القرارات اللبنانية وضعتنا أمام خيارين كلاهما مرّ: العودة إلى سوريا التي لا تصلح للعيش أو البقاء في لبنان وسط شعور متزايد بعدم الترحيب. وفي كلتا الحالتين، معاناتنا مستمرة."

بين الحنين للوطن والخوف من المجهول، يجد اللاجئون الفلسطينيون السوريون أنفسهم عالقين في مأزق تاريخي، حيث كل الخيارات تقود إلى مستقبل غامض يحمل في طياته الكثير من التحديات.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/20955