map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

إعادة إعمار المخيمات الفلسطينية في سوريا، بين العمل الإغاثي والتنموي

تاريخ النشر : 23-12-2024
إعادة إعمار المخيمات الفلسطينية في سوريا، بين العمل الإغاثي والتنموي

مجموعة العمل| علاء البرغوثي

بعد قرابة 14 عامًا من الحرب والدمار إثر تعرض المخيمات الفلسطينية في سوريا للاستهداف والتدمير الممنهج من قبل قوات النظام السوري المخلوع وبعض المجموعات الفلسطينية الموالية له، تعرضت هذه المخيمات، وعلى رأسها مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، لدمار كبير في البنية التحتية والخدمات الأساسية، مما أفقدها الكثير من المقومات الخدمية، خاصة في القطاعين الصحي والخدمي.

أثمان كبيرة قدمتها المخيمات الفلسطينية في سورية حيث وصلت نسبة الدمار في أبنية مخيم اليرموك إلى ما يقارب 80%، بالإضافة إلى فاتورة كبيرة دفعها فلسطينيو سورية من الشهداء والمفقودين تجاوزت 7 آلاف شهيد ومفقود وذلك بحسب الاحصائيات الموثقة التي نشرتها مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية.

وفي ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني بعمومه، من إبادة جماعية في غزة إلى مصادرة الأراضي في الضفة الغربية، وسط خذلان عربي ودولي غير مسبوق، باتت الحاجة إلى إعادة بناء المخيمات وصيانتها ضرورة ملحّة تتطلب تعاونًا مكثفًا من المؤسسات الإغاثية والتنموية، مع الأخذ بعين الاعتبار قلة الموارد وكثرة الاحتياجات وتنوعها في الملفات الفلسطينية المختلفة داخل الوطن وخارجه.

وفيما يلي بعض النقاط الأساسية المتعلقة بالعمل الإغاثي والتنموي التي من الممكن العمل عليها خلال الفترة القادمة:

أولاً: إعادة بناء المرافق الأساسية في المخيمات الفلسطينية في سورية

حتى نكون عمليين علينا التركيز على إعادة بناء المرافق الأساسية يقسم إلى مسارين، الأول هو هو البنى التحيتة من كهرباء وماء وصرف صحي وإتصالات، وهذا المسار يجب أن يتم بالتنسيق بين السلطات المحلية في سورية، وبين المؤسسات الدولية المعنية بالمخيمات الفلسطينية كوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

أما المسار الثاني، وهو المسار الذي المتعلق بتهئية الظروف لتمكين عودة أكبر عدد من العوائل الفلسطينية إلى مخيماتها في سورية، ريثما إعادة إعمار المخيمات الفسطينية لسابق عهدها، وهو المجال التنموي قصير الأمد، كالعمل على تأمين وصيانة الحد الأدنى من المرافق ق الأساسية مثل المشافي، المستوصفات، المدارس، ورياض الأطفال.

حيث تفتقر العديد من المخيمات إلى الخدمات الصحية خاصة بعد تعرض معظم تلك المرافق للدمار الكامل ونهب التجهيزات كما هو الحال في مشفى فلسطين في مخيم اليرموك.

 يضاف إلى ذلك، أن معظم المدارس في المخيمات الفلسطينية في سورية تعود مرجعيتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إلا أن ذلك لم يشفع لها من الاستهداف بالبراميل المتفجرة، مما أدى إلى خروج معظمها عن الخدمة، الأمر الذي يتطلب جهوداً وتمويلاً كبيراً حتى يتم إعادة بنائها، الأمر الذي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عن التخطيط لحملات إعادة الإعمار، ويضاف إلى ذلك أهمية توفير رياض الأطفال والمراكز التعليمية في المخيمات.

ثانيًا: التكامل بين العمل الإغاثي والتنموي
القوافل الإغاثية تمثل استجابة عاجلة وضرورية للأزمات الإنسانية، لكنها ليست الحل الوحيد. يجب أن يتحول التركيز تدريجيًا نحو مشاريع تنموية تسهم في بناء قدرات السكان على المدى الطويل. إن فلسطينيو سوريا ليسوا أزمة مؤقتة، بل هم في انتظار طويل الأمد ريثما تتهيأ الظروف لعودتهم. لذلك، فإن العمل الإغاثي يجب أن يتكامل مع استراتيجيات تنموية تضمن استدامة الحياة الكريمة في المخيمات.

ثالثًا: إنشاء بنك مشاريع تنموية
لتعزيز التنمية في المخيمات، يجب على المؤسسات الإغاثية تبني نهج استراتيجي من خلال وضع بنك مشاريع تنموية يتضمن:

  • إعادة تأهيل البنية التحتية للمخيمات.
  • إنشاء وتطوير المشافي والمراكز الصحية.
  • مشاريع دعم الطلاب في المدارس والجامعات.
  • توفير مشاريع صغيرة مدرة للدخل لتحسين الوضع الاقتصادي للسكان.

رابعاً: تفعيل دور المؤسسات الإعلامية والحقوقية:
دور المؤسسات الإغاثية والتنموية لا يقتصر على تقديم المساعدات فحسب، بل يمتد إلى بناء شراكات مع الحكومات، المنظمات الدولية، والمجتمعات المحلية. هذه الشراكات تساهم في ضمان تمويل واستدامة المشاريع التنموية.

يضاف إلى ذلك أهمية دعم وتعزيز المؤسسات التخصصية في القطاعات الإغاثية، الإعلامية، والحقوقية، خاصة فيما يتعلق بمتابعة ملفات المعتقلين والمفقودين من فلسطينيي سورية على يد النظام المخلوع. كذلك، ينبغي العمل على تقديم المتورطين في الجرائم ضد الشعبين السوري والفلسطيني إلى المحاسبة والعقاب.

ومن المهم أيضًا تسليط الضوء على أهمية العمل في المجالين الحقوقي والإعلامي للحفاظ على حقوق اللاجئين الفلسطينيين في سورية، ومواجهة أي مشاريع مشبوهة تهدف إلى زرع الفتنة بين الشعبين الفلسطيني والسوري.

الخلاصة:

إعادة بناء المخيمات الفلسطينية وتطوير مرافقها الأساسية يمثلان خطوة حيوية نحو تحسين حياة اللاجئين الفلسطينيين وتثبيت حق العودة. العمل الإغاثي وحده لا يكفي، بل يجب أن يترافق مع خطط تنموية استراتيجية تلبي احتياجات اللاجئين الفلسطينيين في سورية، وكما يقال المستقبل يبدأ من الآن.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/20957

مجموعة العمل| علاء البرغوثي

بعد قرابة 14 عامًا من الحرب والدمار إثر تعرض المخيمات الفلسطينية في سوريا للاستهداف والتدمير الممنهج من قبل قوات النظام السوري المخلوع وبعض المجموعات الفلسطينية الموالية له، تعرضت هذه المخيمات، وعلى رأسها مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، لدمار كبير في البنية التحتية والخدمات الأساسية، مما أفقدها الكثير من المقومات الخدمية، خاصة في القطاعين الصحي والخدمي.

أثمان كبيرة قدمتها المخيمات الفلسطينية في سورية حيث وصلت نسبة الدمار في أبنية مخيم اليرموك إلى ما يقارب 80%، بالإضافة إلى فاتورة كبيرة دفعها فلسطينيو سورية من الشهداء والمفقودين تجاوزت 7 آلاف شهيد ومفقود وذلك بحسب الاحصائيات الموثقة التي نشرتها مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية.

وفي ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني بعمومه، من إبادة جماعية في غزة إلى مصادرة الأراضي في الضفة الغربية، وسط خذلان عربي ودولي غير مسبوق، باتت الحاجة إلى إعادة بناء المخيمات وصيانتها ضرورة ملحّة تتطلب تعاونًا مكثفًا من المؤسسات الإغاثية والتنموية، مع الأخذ بعين الاعتبار قلة الموارد وكثرة الاحتياجات وتنوعها في الملفات الفلسطينية المختلفة داخل الوطن وخارجه.

وفيما يلي بعض النقاط الأساسية المتعلقة بالعمل الإغاثي والتنموي التي من الممكن العمل عليها خلال الفترة القادمة:

أولاً: إعادة بناء المرافق الأساسية في المخيمات الفلسطينية في سورية

حتى نكون عمليين علينا التركيز على إعادة بناء المرافق الأساسية يقسم إلى مسارين، الأول هو هو البنى التحيتة من كهرباء وماء وصرف صحي وإتصالات، وهذا المسار يجب أن يتم بالتنسيق بين السلطات المحلية في سورية، وبين المؤسسات الدولية المعنية بالمخيمات الفلسطينية كوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

أما المسار الثاني، وهو المسار الذي المتعلق بتهئية الظروف لتمكين عودة أكبر عدد من العوائل الفلسطينية إلى مخيماتها في سورية، ريثما إعادة إعمار المخيمات الفسطينية لسابق عهدها، وهو المجال التنموي قصير الأمد، كالعمل على تأمين وصيانة الحد الأدنى من المرافق ق الأساسية مثل المشافي، المستوصفات، المدارس، ورياض الأطفال.

حيث تفتقر العديد من المخيمات إلى الخدمات الصحية خاصة بعد تعرض معظم تلك المرافق للدمار الكامل ونهب التجهيزات كما هو الحال في مشفى فلسطين في مخيم اليرموك.

 يضاف إلى ذلك، أن معظم المدارس في المخيمات الفلسطينية في سورية تعود مرجعيتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إلا أن ذلك لم يشفع لها من الاستهداف بالبراميل المتفجرة، مما أدى إلى خروج معظمها عن الخدمة، الأمر الذي يتطلب جهوداً وتمويلاً كبيراً حتى يتم إعادة بنائها، الأمر الذي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عن التخطيط لحملات إعادة الإعمار، ويضاف إلى ذلك أهمية توفير رياض الأطفال والمراكز التعليمية في المخيمات.

ثانيًا: التكامل بين العمل الإغاثي والتنموي
القوافل الإغاثية تمثل استجابة عاجلة وضرورية للأزمات الإنسانية، لكنها ليست الحل الوحيد. يجب أن يتحول التركيز تدريجيًا نحو مشاريع تنموية تسهم في بناء قدرات السكان على المدى الطويل. إن فلسطينيو سوريا ليسوا أزمة مؤقتة، بل هم في انتظار طويل الأمد ريثما تتهيأ الظروف لعودتهم. لذلك، فإن العمل الإغاثي يجب أن يتكامل مع استراتيجيات تنموية تضمن استدامة الحياة الكريمة في المخيمات.

ثالثًا: إنشاء بنك مشاريع تنموية
لتعزيز التنمية في المخيمات، يجب على المؤسسات الإغاثية تبني نهج استراتيجي من خلال وضع بنك مشاريع تنموية يتضمن:

  • إعادة تأهيل البنية التحتية للمخيمات.
  • إنشاء وتطوير المشافي والمراكز الصحية.
  • مشاريع دعم الطلاب في المدارس والجامعات.
  • توفير مشاريع صغيرة مدرة للدخل لتحسين الوضع الاقتصادي للسكان.

رابعاً: تفعيل دور المؤسسات الإعلامية والحقوقية:
دور المؤسسات الإغاثية والتنموية لا يقتصر على تقديم المساعدات فحسب، بل يمتد إلى بناء شراكات مع الحكومات، المنظمات الدولية، والمجتمعات المحلية. هذه الشراكات تساهم في ضمان تمويل واستدامة المشاريع التنموية.

يضاف إلى ذلك أهمية دعم وتعزيز المؤسسات التخصصية في القطاعات الإغاثية، الإعلامية، والحقوقية، خاصة فيما يتعلق بمتابعة ملفات المعتقلين والمفقودين من فلسطينيي سورية على يد النظام المخلوع. كذلك، ينبغي العمل على تقديم المتورطين في الجرائم ضد الشعبين السوري والفلسطيني إلى المحاسبة والعقاب.

ومن المهم أيضًا تسليط الضوء على أهمية العمل في المجالين الحقوقي والإعلامي للحفاظ على حقوق اللاجئين الفلسطينيين في سورية، ومواجهة أي مشاريع مشبوهة تهدف إلى زرع الفتنة بين الشعبين الفلسطيني والسوري.

الخلاصة:

إعادة بناء المخيمات الفلسطينية وتطوير مرافقها الأساسية يمثلان خطوة حيوية نحو تحسين حياة اللاجئين الفلسطينيين وتثبيت حق العودة. العمل الإغاثي وحده لا يكفي، بل يجب أن يترافق مع خطط تنموية استراتيجية تلبي احتياجات اللاجئين الفلسطينيين في سورية، وكما يقال المستقبل يبدأ من الآن.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/20957