map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

الفلسطينيون في تل شهاب يستقرئون مستقبلاً أفضل بعيون خضراء

تاريخ النشر : 25-12-2024
الفلسطينيون في تل شهاب يستقرئون مستقبلاً أفضل بعيون خضراء

فايز أبو عيدمجموعة العمل

تقع بلدة "تل شهاب" إلى الجنوب الغربي من مدينة "درعا" في حوران بجنوب سورية، حيث تبعد عن مركز المدينة بنحو 17 كم.

أما سبب تسميتها، فيعود إلى أول من سكنها، وهم الشهابيون، الذين جاؤوا مع القائد خالد بن الوليد عند دخوله إلى سورية، تتميز بمناظرها الخلابة وشلالاتها التي تنحدر على وادي خالد ويزينها السور والطواحين الرومانية القديمة، وقد أكدت إحصائيات مكاتب الإغاثة في بلدة تل شهاب أن عدد قاطني البلدة تضاعف لنحو 24 ألف نسمة، ولعل السبب هو ارتفاع نسبة النازحين إليها ، من محافظات ريف دمشق، وحمص والباقي من مناطق درعا البلد والريف الشرقي لدرعا، وهذه الارقام ما لبثت أن انخفضت بعد عقد التسوية عام 2018، واليوم يبدو هذا الرقم مرشحا للازدياد بعد انهيار حكم الاسد.

الواقع السكاني

شكلت تل شهاب منذ النكبة عام 1948 مركز جذب وبيئة حاضنة للفلسطينيين، وربما ساهم في ذلك ما تتمتع به البلدة من أراض خصبة ووفرة مياه، ولاسيما الذين يمتهنون الزراعة، ومن أهم العائلات هناك، الخطيب، عليان، حمايدة، طبجي، منصوري، الربيعي، الخطباء، الحنيني، السلايمة، الغزاوي ومعظم أصول هذه العائلات يعود لشمالي فلسطين، فعائلة العليان وخطباء تعود أصولهم من طبريا وعائلة الربيعي من الرملة من وادي حنين.

 يبلغ عدد فلسطيني تل شهاب قرابة 2500 نسمة، وهذا العدد كان مرشحا للانخفاض؛ نتيجة لاستمرار هجرة الفلسطينيين بحثاً عن الأمان المفقود في ظل حكم الأسد، كما لابد من الإشارة إلى امتلاك عدد من الفلسطينيين مزارع في هذه المنطقة كآل أبي عاتوق وآل نصر الصويتي.

الواقع الصحي

يبدو حال الفلسطينيين في هذه البلدة ليس بأفضل حال من نظرائهم المتواجدين في القرى والبلدات الأخرى، ولعل أهم المصاعب التي أقضت مضاجعهم،  انتشار الأمراض وخاصة مع اضطرارهم لاستخدام مياه الشرب الملوثة، إذ يفتقد الفلسطينيون أي خدمات صحية مقدمة من الأونروا، لتبقى تلك الخدمات مقتصرة على منشأة صحية وحيدة أقرب للمشفى، ورغم ذلك، فلابد من الإشارة إلى كثرة الأطباء والعيادات الطبية في تل شهاب، والتي ساهمت بالتخفيف عنهم، إلا أن هذا الأمر لا يمنع من ضرورة إقامة منشآت صحية تكون خاصة برعاية الفلسطينيين في ظل تزايد أعدادهم، فالمنشآت الصحية تتركز في بلدة المزيريب ومخيم درعا، وهذا الأمر لم يعد مقبولا بالنسبة للكثيرين في ظل التزايد الكبير للفلسطينيين واتساع خارطة الانتشار لهم، ولعل الفرصة اليوم تبدو سانحة بعد سقوط حكم الأسد، لتقوم المؤسسات الإغاثية بدور أكبر لا ينصب على بعض الأماكن دون أخرى، فالضرر الذي وقع على الفلسطينيين شمل الجغرافية السورية بأكملها، لذلك يدعو الفلسطينيون في تل شهاب إلى ضرورة مراعاة النمو السكاني المتزايد للاجئين، مما يحتّم تفعيل العيادات الصحية الثابتة والمتنقلة للفلسطينيين، وزيادة الاهتمام الصحي بهم، داعين وكالة الأونروا في سوريا للإيفاء بالتزاماتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.

الحرب وانعكاسها على الاقتصاد

ساهمت الحرب في سوريا بتقليص فرص الحياة والمعيشة هناك، مما أجبر الكثيرين على البحث عن رزقهم بمهن قد لا تسد احتياجات عوائلهم بسبب تدني ديمومة تلك المهن على مدار السنة، فقد امتهن غالبية الفلسطينيين في تل شهاب العمل في الزراعة ولهم يعود الفضل في جعل المنطقة واحة غناء، فهم أول من أدخل زراعة العنب والتوت والزيتون والرمان والليمون مستفيدين من مناخ المنطقة المشابه لحد كبير بمناخ بلداتهم في فلسطين، فالفلاح الفلسطيني كما هو  معروف لدى الجميع "منتج وماهر ولديه قدرات لا يمتلكها الآخرون"، وهذا ما جعله محل إعجاب وتقدير الآخرين، إلا أن ظروف الحرب ساهمت في انكفاء الكثيرين عن العمل في هذا المجال في ظل ما شهده الواقع السوري من تضخم العملة وارتفاع أسعار المحروقات وعدم توفر المياه رغم ما تمتاز به أراضي تل شهاب من خصوبة وصلاحية لزراعة معظم أنواع المحاصيل (حبوب، خضار، أشجار مثمرة، تبغ)، ولا يمكننا أن نتناسى غياب الدعم الحكومي المتعمّد للفلاح كإجراء عقابي كون تل شهاب كانت تحتل مركز الثقل في أجندة المعارضة السورية لمحاذاتها للأردن، والتي شكلت بوابة اللجوء الأولى، ولعل خير مثال على ذلك مشتل تل شهاب ومزرعة نهج وهما من أهم المنشآت الاقتصادية الموجودة في القرية، ويعتبر مشتل تل شهاب من أقدم المشاتل الزراعية في سوريا، ويعود إنشاؤه إلى عام 1948، حين تخصص بإنتاج غراس الزيتون بطريقة الإكثار الخضري، ومع ذلك فنظام الأسد الهارب لم يُعر المشتل أي اهتمام، إنما أخرجه من الخدمة، بحجة عدم توفر المياه، ونقل المولّد الكهربائي الذي يعمل على تشغيل المضخات لري الغراس إلى أماكن أخرى، ولم يعمل على عودة العمال المفصولين، وهذا حال المشتل الحكومي، فكيف بحال الفلسطينيين الذين اضطر الكثير منهم ترك أراضيهم عرضة للإهمال وتفضيل الهجرة او امتهان مهن أخرى.

الواقع التعليمي

شكلت تل شهاب مركز جذب للمهجرين، باعتبارها نقطة الوصل مع الأردن، مما ساهم في منحها نوعا من الاستقرار والهدوء، وساهم في فعالية كبيرة للمنظمات الإنسانية والهيئات الإدارية التابعة للمعارضة السورية، فكثرت المدارس، الأمر الذي انعكس إيجابا على الطلاب ولاسيما الفلسطينيين في ظل افتقادهم لمدارس الاونروا، إلا أن دخول قوات الأسد للمنطقة عام 2018 بعد عقد اتفاقية التسوية، أدى لتوقف عمل هذه المنظمات، وعودة غالبية المدارس الفاعلة لعهدة الدولة السورية التي لم تضف أي تغيير بل سارت الأمور إلى الأسوأ من حيث قلة الإنفاق وتأمين المستلزمات من تدفئة وكتب وكوادر تعليمية، ولعل الأمر المستغرب هو صمت الأونروا عن الطلبة الفلسطينيين في تل شهاب، فقد كان الأولى تأمين مدرسة تقوم برعايتهم في ظل الاكتظاظ الذي شهدته المنطقة جراء النزوح، بالإضافة إلى استقرار كثير من العوائل الفلسطينية القادمة من شتى أنحاء سوريا في سبيل الدخول للأردن، لتتحول تل شهاب مستقرا للكثير منهم بعد أن منعت السلطات الأردنية دخولهم تنفيذا لقرار رسمي من أعلى المستويات بالمملكة، واليوم تبدو الفرصة سانحة للقيام بدور أكبر تجاه الطلبة الفلسطينيين في تل شهاب بعد انهيار حكم الاسد ، وتعالي الصيحات لإعادة إعمار المنطقة .

نماذج يحتذى بها

إن الفلسطينيين في تل شهاب هم جزء أصيل من أهالي البلدة، امتزجت دماؤهم بدماء إخوانهم السوريين في مواجهة حكم الاسد، وقد ظلت مجموعة العمل حريصة منذ بداية الثورة السورية إلى اليوم على رصد واقع الفلسطينيين في تل شهاب وغيرها من المناطق، من خلال متابعة ملف المعتقلين وضحايا آلة الحرب في نظام الأسد، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل رأينا أن تل شهاب رافقت الفلسطينيين في أفراحهم وإنجازاتهم، فتل شهاب تمتلك كثيرا من النخب المثقفة من الفلسطينيين من أطباء ومهندسين ومعلمين واصحاب مهن، وليس هذا بالأمر الطارئ المستغرب، وهنا نذكر على سبيل المثال لا الحصر، الشيخ سالم ياسين سالم الطه (خطباء)، من مواليد قرية الشجرة الزاهرة قضاء طبريا حوالي عام 1878. وبعد نكبة فلسطين عام 1948 نزح من فلسطين إلى لبنان فسوريا واستقر في قرية تل شهاب محافظة درعا، قال المهندس حسام ياسين سالم ياسين في شهادة له عن حياة جده: عُرف جدي سالم بأنه كان يجبر الكسور وضاهى بذلك الأطباء والمستشفيات وحضرت له بعض الحالات التي جرت في المشفى وكان يعيد كسرها وتجبيرها من جديد. له من اسمه نصيب فهو سالم وكان مسالماً طيباً وكان يحب شجرة التوت في بيتنا وهي أكبر شجرة توت في تل شهاب ويحب الوضوء تحت شجرة الليمون في حاكورة البيت وكان بيته من حجر أسود.

أخيرا يبدو أن الفلسطينيين في تل شهاب باتوا يشاركون إخوانهم السوريين التفاؤل والأمل بتغيير الواقع المأساوي بعد سقوط حكم الطاغية إلى مستقبل أفضل يعيد الحياة إليهم وإلى  أراضيهم التي ذبلت وجف ماؤها 

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/20965

فايز أبو عيدمجموعة العمل

تقع بلدة "تل شهاب" إلى الجنوب الغربي من مدينة "درعا" في حوران بجنوب سورية، حيث تبعد عن مركز المدينة بنحو 17 كم.

أما سبب تسميتها، فيعود إلى أول من سكنها، وهم الشهابيون، الذين جاؤوا مع القائد خالد بن الوليد عند دخوله إلى سورية، تتميز بمناظرها الخلابة وشلالاتها التي تنحدر على وادي خالد ويزينها السور والطواحين الرومانية القديمة، وقد أكدت إحصائيات مكاتب الإغاثة في بلدة تل شهاب أن عدد قاطني البلدة تضاعف لنحو 24 ألف نسمة، ولعل السبب هو ارتفاع نسبة النازحين إليها ، من محافظات ريف دمشق، وحمص والباقي من مناطق درعا البلد والريف الشرقي لدرعا، وهذه الارقام ما لبثت أن انخفضت بعد عقد التسوية عام 2018، واليوم يبدو هذا الرقم مرشحا للازدياد بعد انهيار حكم الاسد.

الواقع السكاني

شكلت تل شهاب منذ النكبة عام 1948 مركز جذب وبيئة حاضنة للفلسطينيين، وربما ساهم في ذلك ما تتمتع به البلدة من أراض خصبة ووفرة مياه، ولاسيما الذين يمتهنون الزراعة، ومن أهم العائلات هناك، الخطيب، عليان، حمايدة، طبجي، منصوري، الربيعي، الخطباء، الحنيني، السلايمة، الغزاوي ومعظم أصول هذه العائلات يعود لشمالي فلسطين، فعائلة العليان وخطباء تعود أصولهم من طبريا وعائلة الربيعي من الرملة من وادي حنين.

 يبلغ عدد فلسطيني تل شهاب قرابة 2500 نسمة، وهذا العدد كان مرشحا للانخفاض؛ نتيجة لاستمرار هجرة الفلسطينيين بحثاً عن الأمان المفقود في ظل حكم الأسد، كما لابد من الإشارة إلى امتلاك عدد من الفلسطينيين مزارع في هذه المنطقة كآل أبي عاتوق وآل نصر الصويتي.

الواقع الصحي

يبدو حال الفلسطينيين في هذه البلدة ليس بأفضل حال من نظرائهم المتواجدين في القرى والبلدات الأخرى، ولعل أهم المصاعب التي أقضت مضاجعهم،  انتشار الأمراض وخاصة مع اضطرارهم لاستخدام مياه الشرب الملوثة، إذ يفتقد الفلسطينيون أي خدمات صحية مقدمة من الأونروا، لتبقى تلك الخدمات مقتصرة على منشأة صحية وحيدة أقرب للمشفى، ورغم ذلك، فلابد من الإشارة إلى كثرة الأطباء والعيادات الطبية في تل شهاب، والتي ساهمت بالتخفيف عنهم، إلا أن هذا الأمر لا يمنع من ضرورة إقامة منشآت صحية تكون خاصة برعاية الفلسطينيين في ظل تزايد أعدادهم، فالمنشآت الصحية تتركز في بلدة المزيريب ومخيم درعا، وهذا الأمر لم يعد مقبولا بالنسبة للكثيرين في ظل التزايد الكبير للفلسطينيين واتساع خارطة الانتشار لهم، ولعل الفرصة اليوم تبدو سانحة بعد سقوط حكم الأسد، لتقوم المؤسسات الإغاثية بدور أكبر لا ينصب على بعض الأماكن دون أخرى، فالضرر الذي وقع على الفلسطينيين شمل الجغرافية السورية بأكملها، لذلك يدعو الفلسطينيون في تل شهاب إلى ضرورة مراعاة النمو السكاني المتزايد للاجئين، مما يحتّم تفعيل العيادات الصحية الثابتة والمتنقلة للفلسطينيين، وزيادة الاهتمام الصحي بهم، داعين وكالة الأونروا في سوريا للإيفاء بالتزاماتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.

الحرب وانعكاسها على الاقتصاد

ساهمت الحرب في سوريا بتقليص فرص الحياة والمعيشة هناك، مما أجبر الكثيرين على البحث عن رزقهم بمهن قد لا تسد احتياجات عوائلهم بسبب تدني ديمومة تلك المهن على مدار السنة، فقد امتهن غالبية الفلسطينيين في تل شهاب العمل في الزراعة ولهم يعود الفضل في جعل المنطقة واحة غناء، فهم أول من أدخل زراعة العنب والتوت والزيتون والرمان والليمون مستفيدين من مناخ المنطقة المشابه لحد كبير بمناخ بلداتهم في فلسطين، فالفلاح الفلسطيني كما هو  معروف لدى الجميع "منتج وماهر ولديه قدرات لا يمتلكها الآخرون"، وهذا ما جعله محل إعجاب وتقدير الآخرين، إلا أن ظروف الحرب ساهمت في انكفاء الكثيرين عن العمل في هذا المجال في ظل ما شهده الواقع السوري من تضخم العملة وارتفاع أسعار المحروقات وعدم توفر المياه رغم ما تمتاز به أراضي تل شهاب من خصوبة وصلاحية لزراعة معظم أنواع المحاصيل (حبوب، خضار، أشجار مثمرة، تبغ)، ولا يمكننا أن نتناسى غياب الدعم الحكومي المتعمّد للفلاح كإجراء عقابي كون تل شهاب كانت تحتل مركز الثقل في أجندة المعارضة السورية لمحاذاتها للأردن، والتي شكلت بوابة اللجوء الأولى، ولعل خير مثال على ذلك مشتل تل شهاب ومزرعة نهج وهما من أهم المنشآت الاقتصادية الموجودة في القرية، ويعتبر مشتل تل شهاب من أقدم المشاتل الزراعية في سوريا، ويعود إنشاؤه إلى عام 1948، حين تخصص بإنتاج غراس الزيتون بطريقة الإكثار الخضري، ومع ذلك فنظام الأسد الهارب لم يُعر المشتل أي اهتمام، إنما أخرجه من الخدمة، بحجة عدم توفر المياه، ونقل المولّد الكهربائي الذي يعمل على تشغيل المضخات لري الغراس إلى أماكن أخرى، ولم يعمل على عودة العمال المفصولين، وهذا حال المشتل الحكومي، فكيف بحال الفلسطينيين الذين اضطر الكثير منهم ترك أراضيهم عرضة للإهمال وتفضيل الهجرة او امتهان مهن أخرى.

الواقع التعليمي

شكلت تل شهاب مركز جذب للمهجرين، باعتبارها نقطة الوصل مع الأردن، مما ساهم في منحها نوعا من الاستقرار والهدوء، وساهم في فعالية كبيرة للمنظمات الإنسانية والهيئات الإدارية التابعة للمعارضة السورية، فكثرت المدارس، الأمر الذي انعكس إيجابا على الطلاب ولاسيما الفلسطينيين في ظل افتقادهم لمدارس الاونروا، إلا أن دخول قوات الأسد للمنطقة عام 2018 بعد عقد اتفاقية التسوية، أدى لتوقف عمل هذه المنظمات، وعودة غالبية المدارس الفاعلة لعهدة الدولة السورية التي لم تضف أي تغيير بل سارت الأمور إلى الأسوأ من حيث قلة الإنفاق وتأمين المستلزمات من تدفئة وكتب وكوادر تعليمية، ولعل الأمر المستغرب هو صمت الأونروا عن الطلبة الفلسطينيين في تل شهاب، فقد كان الأولى تأمين مدرسة تقوم برعايتهم في ظل الاكتظاظ الذي شهدته المنطقة جراء النزوح، بالإضافة إلى استقرار كثير من العوائل الفلسطينية القادمة من شتى أنحاء سوريا في سبيل الدخول للأردن، لتتحول تل شهاب مستقرا للكثير منهم بعد أن منعت السلطات الأردنية دخولهم تنفيذا لقرار رسمي من أعلى المستويات بالمملكة، واليوم تبدو الفرصة سانحة للقيام بدور أكبر تجاه الطلبة الفلسطينيين في تل شهاب بعد انهيار حكم الاسد ، وتعالي الصيحات لإعادة إعمار المنطقة .

نماذج يحتذى بها

إن الفلسطينيين في تل شهاب هم جزء أصيل من أهالي البلدة، امتزجت دماؤهم بدماء إخوانهم السوريين في مواجهة حكم الاسد، وقد ظلت مجموعة العمل حريصة منذ بداية الثورة السورية إلى اليوم على رصد واقع الفلسطينيين في تل شهاب وغيرها من المناطق، من خلال متابعة ملف المعتقلين وضحايا آلة الحرب في نظام الأسد، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل رأينا أن تل شهاب رافقت الفلسطينيين في أفراحهم وإنجازاتهم، فتل شهاب تمتلك كثيرا من النخب المثقفة من الفلسطينيين من أطباء ومهندسين ومعلمين واصحاب مهن، وليس هذا بالأمر الطارئ المستغرب، وهنا نذكر على سبيل المثال لا الحصر، الشيخ سالم ياسين سالم الطه (خطباء)، من مواليد قرية الشجرة الزاهرة قضاء طبريا حوالي عام 1878. وبعد نكبة فلسطين عام 1948 نزح من فلسطين إلى لبنان فسوريا واستقر في قرية تل شهاب محافظة درعا، قال المهندس حسام ياسين سالم ياسين في شهادة له عن حياة جده: عُرف جدي سالم بأنه كان يجبر الكسور وضاهى بذلك الأطباء والمستشفيات وحضرت له بعض الحالات التي جرت في المشفى وكان يعيد كسرها وتجبيرها من جديد. له من اسمه نصيب فهو سالم وكان مسالماً طيباً وكان يحب شجرة التوت في بيتنا وهي أكبر شجرة توت في تل شهاب ويحب الوضوء تحت شجرة الليمون في حاكورة البيت وكان بيته من حجر أسود.

أخيرا يبدو أن الفلسطينيين في تل شهاب باتوا يشاركون إخوانهم السوريين التفاؤل والأمل بتغيير الواقع المأساوي بعد سقوط حكم الطاغية إلى مستقبل أفضل يعيد الحياة إليهم وإلى  أراضيهم التي ذبلت وجف ماؤها 

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/20965