مجموعة العمل| حلب
في ظل ما شهدته سوريا من أزمات متلاحقة، ظل التعليم رمزاً للصمود والأمل، وخاصة في مخيم النيرب، حيث شكلت مدارس الأونروا على مدى عقود مناراتٍ علمية أنتجت أجيالاً من المهندسين والأطباء والمثقفين، غير أن تلك الصورة المشرقة بدأت تتلاشى تحت وطأة الفساد الإداري والقرارات غير المسؤولة، مما حوّل هذه المدارس إلى ساحة تعكس التراجع والتخبط.
تقلص الموارد التعليمية وتفاقم الأعباء
على مدار السنوات الماضية، انخفض عدد المدارس في المخيم من ثمانية إلى ستة، في وقت تضاعفت فيه أعداد الطلاب نتيجة الأزمة، هذا التراجع لم يأتِ نتيجة شح الموارد فحسب، بل بفعل قرارات إدارية تقشفية ألغت أكثر من 12 وظيفة تدريسية، ما أدى إلى زيادة العبء على المعلمين والطلاب على حد سواء.
الفساد الإداري: محور الأزمة
تكشف التقارير عن فساد ممنهج يقوده رئيس قسم التربية، الذي أدار العملية التعليمية بسياسات استبدادية تقوم على استغلال السلطة والمصالح الشخصية، ومن بين أبرز مظاهر هذا الفساد، سرقة مادة المازوت المخصصة لتدفئة الفصول الدراسية، ما ترك الطلاب والمعلمين عرضة لبيئة تعليمية قاسية وغير مهيأة.
تتحدث شهادات المعلمين -الحاليين والمتقاعدين- عن ممارسات ترهيبية تعرضوا لها لمنعهم من الكشف عن تلك الانتهاكات، ويؤكدون أن الإدارة لا تخدم التعليم بقدر ما تركز على مصالحها الشخصية، ما جعل مدارس الأونروا في المخيم رمزاً لخيبة أمل بعد أن كانت نموذجاً للتميز.
الأعباء على الأهالي والطلاب
في ظل هذا التدهور، لم يعد التعليم المجاني في متناول الطلاب، ما دفع الكثير من الأسر إلى اللجوء لمعاهد التقوية الخاصة، رغم ظروفهم الاقتصادية الصعبة، هذه الظاهرة تعكس فشل النظام التعليمي في توفير أبسط حقوق الطلاب، وزادت من معاناة الأهالي الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة فجوة تعليمية عميقة.
دعوة للإصلاح والمحاسبة
ما يجري في مدارس الأونروا بمخيم النيرب لا يقتصر على نقص في الموارد أو تقصير إداري عابر، بل هو تجسيد لانهيار منظومة كاملة بسبب سياسات فساد ممنهجة، وإن المسؤولية اليوم تقع على عاتق الجميع، من أهالي المخيم والمعلمين إلى الجهات الرقابية والمنظمات الدولية، لإعادة النظر في هذه السياسات ومحاسبة المسؤولين عن هذا الانحلال الإداري.
التعليم ليس مجرد حق أساسي، إنه حجر الزاوية لبناء المجتمعات ونهضة الأجيال، وأطفال مخيم النيرب يستحقون نظاماً تعليمياً نزيهاً يُعيد إليهم الأمل والطموح، إن وقت التحرك الآن، لإعادة النور إلى تلك المدارس، وترسيخ مبادئ العدالة والشفافية التي تُعيد لها مكانتها كمناراتٍ علمية تستحق أن تكون عليها.
مجموعة العمل| حلب
في ظل ما شهدته سوريا من أزمات متلاحقة، ظل التعليم رمزاً للصمود والأمل، وخاصة في مخيم النيرب، حيث شكلت مدارس الأونروا على مدى عقود مناراتٍ علمية أنتجت أجيالاً من المهندسين والأطباء والمثقفين، غير أن تلك الصورة المشرقة بدأت تتلاشى تحت وطأة الفساد الإداري والقرارات غير المسؤولة، مما حوّل هذه المدارس إلى ساحة تعكس التراجع والتخبط.
تقلص الموارد التعليمية وتفاقم الأعباء
على مدار السنوات الماضية، انخفض عدد المدارس في المخيم من ثمانية إلى ستة، في وقت تضاعفت فيه أعداد الطلاب نتيجة الأزمة، هذا التراجع لم يأتِ نتيجة شح الموارد فحسب، بل بفعل قرارات إدارية تقشفية ألغت أكثر من 12 وظيفة تدريسية، ما أدى إلى زيادة العبء على المعلمين والطلاب على حد سواء.
الفساد الإداري: محور الأزمة
تكشف التقارير عن فساد ممنهج يقوده رئيس قسم التربية، الذي أدار العملية التعليمية بسياسات استبدادية تقوم على استغلال السلطة والمصالح الشخصية، ومن بين أبرز مظاهر هذا الفساد، سرقة مادة المازوت المخصصة لتدفئة الفصول الدراسية، ما ترك الطلاب والمعلمين عرضة لبيئة تعليمية قاسية وغير مهيأة.
تتحدث شهادات المعلمين -الحاليين والمتقاعدين- عن ممارسات ترهيبية تعرضوا لها لمنعهم من الكشف عن تلك الانتهاكات، ويؤكدون أن الإدارة لا تخدم التعليم بقدر ما تركز على مصالحها الشخصية، ما جعل مدارس الأونروا في المخيم رمزاً لخيبة أمل بعد أن كانت نموذجاً للتميز.
الأعباء على الأهالي والطلاب
في ظل هذا التدهور، لم يعد التعليم المجاني في متناول الطلاب، ما دفع الكثير من الأسر إلى اللجوء لمعاهد التقوية الخاصة، رغم ظروفهم الاقتصادية الصعبة، هذه الظاهرة تعكس فشل النظام التعليمي في توفير أبسط حقوق الطلاب، وزادت من معاناة الأهالي الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة فجوة تعليمية عميقة.
دعوة للإصلاح والمحاسبة
ما يجري في مدارس الأونروا بمخيم النيرب لا يقتصر على نقص في الموارد أو تقصير إداري عابر، بل هو تجسيد لانهيار منظومة كاملة بسبب سياسات فساد ممنهجة، وإن المسؤولية اليوم تقع على عاتق الجميع، من أهالي المخيم والمعلمين إلى الجهات الرقابية والمنظمات الدولية، لإعادة النظر في هذه السياسات ومحاسبة المسؤولين عن هذا الانحلال الإداري.
التعليم ليس مجرد حق أساسي، إنه حجر الزاوية لبناء المجتمعات ونهضة الأجيال، وأطفال مخيم النيرب يستحقون نظاماً تعليمياً نزيهاً يُعيد إليهم الأمل والطموح، إن وقت التحرك الآن، لإعادة النور إلى تلك المدارس، وترسيخ مبادئ العدالة والشفافية التي تُعيد لها مكانتها كمناراتٍ علمية تستحق أن تكون عليها.