نضال خليل | مجموعة العمل
مع دخول سورية مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، يجد الفلسطينيون في سورية أنفسهم أمام تحديات سياسية واجتماعية معقدة، وسط محاولات لإعادة رسم ملامح المشهد السوري الجديد.
في هذا السياق، عقد عدد من المثقفين الفلسطينيين في سورية سلسلة من الحوارات السياسية والفكرية، كان أبرزها ندوة حوارية في دمشق، استضافت الدكتورعمر شحرور، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، والذي ناقش مع أحد ممثلي إدارة العمليات من محافظة درعا قضايا محورية تتعلق بمستقبل الفلسطينيين في سورية الجديدة.
الفلسطينيون والثورة السورية: تاريخ طويل من النضال
في حديثه، شدد الدكتور شحرور على أن الفلسطينيين في سورية لم يكونوا مجرد متفرجين خلال سنوات الثورة السورية، بل كانوا جزءًا لا يتجزأ من النضال ضد النظام البائد، حيث لعب المثقفون والمناضلون الفلسطينيون دوراً أساسياً في دعم الحراك الثوري.
وأشار إلى أن المخيمات الفلسطينية في دمشق وحلب لم تكن فقط تجمعات سكانية، بل مراكز للحراك السياسي والمقاومة منذ الأيام الأولى للثورة، إذ قدمت دعماً لوجستياً، وإعلامياً للحراك المناهض للنظام، ولفت إلى أن المجموعات الإعلامية الفلسطينية كانت أحد أبرز الأدوات التي ساهمت في كشف جرائم النظام، حيث شكلت هذه المنصات الإعلامية نافذة مهمة لنقل حقيقة الأحداث للعالم، ومن أبرز هذه المجموعات، ذكر شحرور مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، التي لعبت دوراً بارزاً في التوثيق الإعلامي للحراك الثوري وتقديم تقارير ميدانية مستقلة.
إعادة تعريف الهوية الفلسطينية في المشهد السوري الجديد
من القضايا الشائكة التي طُرحت خلال الحوار كانت مسألة الهوية الفلسطينية في سورية ما بعد الأسد، فقد كان الفلسطينيون في ظل النظام السابق مقيدين بقوانين تحد من حقوقهم المدنية، وأبرزها قانون الملكية، الذي حرمهم من امتلاك العقارات بشكل قانوني لعقود. ومع انهيار النظام، تبرز الحاجة إلى إعادة النظر في هذه القوانين، بما يضمن حقوق الفلسطينيين دون المساس بهويتهم الوطنية أو المساس بحقهم في العودة.
وناقش الحاضرون أيضًا مسألة وضع المخيمات الفلسطينية، وكيف سيتم التعامل معها في ظل الحكومة الجديدة، وما إذا كانت ستظل مناطق منفصلة أم سيتم دمجها بالكامل في النسيج الحضري السوري، وفي هذا السياق، أكد شحرور أن الوجود الفلسطيني في سورية ليس حالة مؤقتة، بل هو جزء أصيل من المجتمع السوري، مما يتطلب حواراً مستمرًا مع الحكومة الجديدة لضمان تمثيل الفلسطينيين في المشهد السياسي المقبل.
من الثورة إلى بناء الدولة: الدور الفلسطيني في سورية الجديدة
لم يكن النقاش مقتصرًا على الماضي، بل امتد إلى دور الفلسطينيين في إعادة بناء سورية. فقد أكد الدكتور شحرور على أن الفلسطينيين، الذين خاضوا عقوداً من النضال الوطني والتنظيم السياسي، قادرون على المساهمة الفعالة في بناء الدولة السورية الجديدة، سواء عبر العمل السياسي، أو المشاركة في الاقتصاد، أو المساهمة في النهضة العلمية والثقافية.
وشدد على أن إقصاء الفلسطينيين من مستقبل سورية سيكون خسارة كبيرة، ليس فقط بسبب إرثهم النضالي، ولكن أيضًا بسبب ما يمكنهم تقديمه من خبرات في التنظيم والعمل السياسي، ودعا إلى إقامة تحالفات سياسية واسعة بين الأحزاب السورية الناشئة والفلسطينيين، لضمان مشاركة فاعلة في صياغة مستقبل سورية الجديد.
الإعلام الفلسطيني: ذاكرة الثورة السورية
في سياق الحديث عن دور الفلسطينيين، حظي الإعلام الفلسطيني بنقاش موسع، حيث تم التأكيد على أهمية الدور التوثيقي والإخباري الذي قامت به وسائل الإعلام الفلسطينية خلال الثورة السورية، فقد لعبت هذه المنصات دورًا محوريًا في فضح ممارسات النظام السابق، وتوثيق الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون، سواء في المخيمات الفلسطينية أو المدن السورية.
وأشاد الحاضرون بالتزام الصحفيين الفلسطينيين بقضايا الحريات والديمقراطية، مما جعلهم جزءًا من المشهد الإعلامي المقاوم للاستبداد في المنطقة.
الفلسطينيون وسورية الجديدة: بين الاندماج والاستقلالية
في ختام الجلسة، شدد الدكتور شحرور على أن المجتمع الفلسطيني في سورية ملتزم بالمشاركة في بناء سورية الجديدة، لكنه في الوقت ذاته، يسعى إلى الحفاظ على هويته الوطنية وحقوقه السياسية، وهو ما يتطلب، وفق قوله، حوارًا عميقًا بين مختلف الأطراف السياسية السورية والفلسطينية، بهدف ضمان شراكة حقيقية تضمن حقوق الجميع.
وبينما تدخل سورية مرحلة سياسية غير مسبوقة، يبقى السؤال: هل ستتمكن الحكومة الجديدة من دمج الفلسطينيين في النسيج الوطني دون تهميشهم؟ أم أن التعقيدات القانونية والسياسية ستبقيهم على الهامش؟ الإجابة، كما يرى المشاركون في هذه الندوة، لن تتحدد إلا عبر حوار وطني شامل ومفتوح، يكون الفلسطينيون فيه جزءًا أصيلًا من الحل، لا مجرد ملف يُطرح عند الحاجة.
نضال خليل | مجموعة العمل
مع دخول سورية مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، يجد الفلسطينيون في سورية أنفسهم أمام تحديات سياسية واجتماعية معقدة، وسط محاولات لإعادة رسم ملامح المشهد السوري الجديد.
في هذا السياق، عقد عدد من المثقفين الفلسطينيين في سورية سلسلة من الحوارات السياسية والفكرية، كان أبرزها ندوة حوارية في دمشق، استضافت الدكتورعمر شحرور، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، والذي ناقش مع أحد ممثلي إدارة العمليات من محافظة درعا قضايا محورية تتعلق بمستقبل الفلسطينيين في سورية الجديدة.
الفلسطينيون والثورة السورية: تاريخ طويل من النضال
في حديثه، شدد الدكتور شحرور على أن الفلسطينيين في سورية لم يكونوا مجرد متفرجين خلال سنوات الثورة السورية، بل كانوا جزءًا لا يتجزأ من النضال ضد النظام البائد، حيث لعب المثقفون والمناضلون الفلسطينيون دوراً أساسياً في دعم الحراك الثوري.
وأشار إلى أن المخيمات الفلسطينية في دمشق وحلب لم تكن فقط تجمعات سكانية، بل مراكز للحراك السياسي والمقاومة منذ الأيام الأولى للثورة، إذ قدمت دعماً لوجستياً، وإعلامياً للحراك المناهض للنظام، ولفت إلى أن المجموعات الإعلامية الفلسطينية كانت أحد أبرز الأدوات التي ساهمت في كشف جرائم النظام، حيث شكلت هذه المنصات الإعلامية نافذة مهمة لنقل حقيقة الأحداث للعالم، ومن أبرز هذه المجموعات، ذكر شحرور مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، التي لعبت دوراً بارزاً في التوثيق الإعلامي للحراك الثوري وتقديم تقارير ميدانية مستقلة.
إعادة تعريف الهوية الفلسطينية في المشهد السوري الجديد
من القضايا الشائكة التي طُرحت خلال الحوار كانت مسألة الهوية الفلسطينية في سورية ما بعد الأسد، فقد كان الفلسطينيون في ظل النظام السابق مقيدين بقوانين تحد من حقوقهم المدنية، وأبرزها قانون الملكية، الذي حرمهم من امتلاك العقارات بشكل قانوني لعقود. ومع انهيار النظام، تبرز الحاجة إلى إعادة النظر في هذه القوانين، بما يضمن حقوق الفلسطينيين دون المساس بهويتهم الوطنية أو المساس بحقهم في العودة.
وناقش الحاضرون أيضًا مسألة وضع المخيمات الفلسطينية، وكيف سيتم التعامل معها في ظل الحكومة الجديدة، وما إذا كانت ستظل مناطق منفصلة أم سيتم دمجها بالكامل في النسيج الحضري السوري، وفي هذا السياق، أكد شحرور أن الوجود الفلسطيني في سورية ليس حالة مؤقتة، بل هو جزء أصيل من المجتمع السوري، مما يتطلب حواراً مستمرًا مع الحكومة الجديدة لضمان تمثيل الفلسطينيين في المشهد السياسي المقبل.
من الثورة إلى بناء الدولة: الدور الفلسطيني في سورية الجديدة
لم يكن النقاش مقتصرًا على الماضي، بل امتد إلى دور الفلسطينيين في إعادة بناء سورية. فقد أكد الدكتور شحرور على أن الفلسطينيين، الذين خاضوا عقوداً من النضال الوطني والتنظيم السياسي، قادرون على المساهمة الفعالة في بناء الدولة السورية الجديدة، سواء عبر العمل السياسي، أو المشاركة في الاقتصاد، أو المساهمة في النهضة العلمية والثقافية.
وشدد على أن إقصاء الفلسطينيين من مستقبل سورية سيكون خسارة كبيرة، ليس فقط بسبب إرثهم النضالي، ولكن أيضًا بسبب ما يمكنهم تقديمه من خبرات في التنظيم والعمل السياسي، ودعا إلى إقامة تحالفات سياسية واسعة بين الأحزاب السورية الناشئة والفلسطينيين، لضمان مشاركة فاعلة في صياغة مستقبل سورية الجديد.
الإعلام الفلسطيني: ذاكرة الثورة السورية
في سياق الحديث عن دور الفلسطينيين، حظي الإعلام الفلسطيني بنقاش موسع، حيث تم التأكيد على أهمية الدور التوثيقي والإخباري الذي قامت به وسائل الإعلام الفلسطينية خلال الثورة السورية، فقد لعبت هذه المنصات دورًا محوريًا في فضح ممارسات النظام السابق، وتوثيق الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون، سواء في المخيمات الفلسطينية أو المدن السورية.
وأشاد الحاضرون بالتزام الصحفيين الفلسطينيين بقضايا الحريات والديمقراطية، مما جعلهم جزءًا من المشهد الإعلامي المقاوم للاستبداد في المنطقة.
الفلسطينيون وسورية الجديدة: بين الاندماج والاستقلالية
في ختام الجلسة، شدد الدكتور شحرور على أن المجتمع الفلسطيني في سورية ملتزم بالمشاركة في بناء سورية الجديدة، لكنه في الوقت ذاته، يسعى إلى الحفاظ على هويته الوطنية وحقوقه السياسية، وهو ما يتطلب، وفق قوله، حوارًا عميقًا بين مختلف الأطراف السياسية السورية والفلسطينية، بهدف ضمان شراكة حقيقية تضمن حقوق الجميع.
وبينما تدخل سورية مرحلة سياسية غير مسبوقة، يبقى السؤال: هل ستتمكن الحكومة الجديدة من دمج الفلسطينيين في النسيج الوطني دون تهميشهم؟ أم أن التعقيدات القانونية والسياسية ستبقيهم على الهامش؟ الإجابة، كما يرى المشاركون في هذه الندوة، لن تتحدد إلا عبر حوار وطني شامل ومفتوح، يكون الفلسطينيون فيه جزءًا أصيلًا من الحل، لا مجرد ملف يُطرح عند الحاجة.