سعيد سليمان| مجموعة العمل
لطالما كانت سوريا ملاذاً آمناً للاجئين الفلسطينيين منذ نكبة عام 1948، حيث استقر عشرات الآلاف منهم في عدة مخيمات وتمتعوا بحقوق اقتصادية واجتماعية نسبياً أفضل مقارنة بدول اللجوء الأخرى. ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، تغيرت أوضاع الفلسطينيين بشكل جذري، وكانت النساء والأطفال الأكثر تضرراً من النزاع المستمر، الذي أدى إلى تدمير عدد من المخيمات، وفقدان الأمان، والتهجير القسري داخل سوريا وخارجها.
أوضاع النساء والأطفال قبل الحرب
قبل اندلاع الحرب، كان عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يُقدّر بحوالي 560 ألف نسمة، موزعين على 13 مخيماً وعدة تجمعات سكانية، شكلت النساء 49% من هذا العدد، وكنّ يتمتعن بمستوى معين من الاستقرار، حيث شاركن في سوق العمل، التعليم، والعمل المجتمعي، أما الأطفال، فقد حظوا بفرص تعليمية جيدة في المدارس الحكومية السورية ومدارس الأونروا، مع توفر خدمات صحية أساسية. ورغم الصعوبات الاقتصادية، إلا أن المخيمات الفلسطينية كانت تتمتع ببنية تحتية مقبولة إلى حد كبير، وكانت الحياة الاجتماعية تسير بوتيرة طبيعية نسبياً.
تأثير الحرب على النساء والأطفال الفلسطينيين
مع دخول سوريا في دوامة الحرب، أصبحت بعض المخيمات الفلسطينية ساحة للصراع العسكري، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية وتشريد السكان. كان مخيم اليرموك، الذي كان يُعرف بـ"عاصمة الشتات الفلسطيني"، أبرز مثال على هذه المعاناة، حيث تعرض لحصار خانق استمر لسنوات، مما تسبب في مجاعة وانتشار الأمراض ونقص حاد في الأدوية والغذاء.
عانت النساء الفلسطينيات في سوريا من تبعات الحرب بطرق متعددة، أبرزها:
النزوح القسري: تعرّض 58% من اللاجئين الفلسطينيين للتهجير، مما أجبر العديد من النساء على الفرار مع أطفالهن إلى مناطق أخرى داخل سوريا أو إلى دول الجوار، مثل لبنان وتركيا، حيث واجهن ظروفاً معيشية قاسية.
الفقر وانعدام الموارد: بسبب فقدان المعيل، اضطرت الكثير من النساء إلى العمل في ظروف صعبة، مثل الأعمال اليدوية أو العمل غير الرسمي، في ظل غياب أي دعم قانوني أو اجتماعي.
الاستغلال والعنف: في بيئات النزوح، تعرضت بعض النساء لأشكال مختلفة من العنف الجسدي والنفسي، وتشير إحصائيات مجموعة العمل إلى أن 455 لاجئة فلسطينية قضين بسبب الحرب في سوريا، وذلك لأسباب متعددة منها القصف، والحصار، والاشتباكات، والتعذيب حتى الموت في سجون النظام السوري البائد، بالإضافة إلى ذلك، هناك 110 لاجئة فلسطينية بقين معتقلات في سجون النظام، ولم تخرج أي منهن بعد سقوط النظام وتحرير آلاف المعتقلين.
كان الأطفال الفلسطينيون من بين الفئات الأكثر تضرراً بالحرب، حيث واجهوا:
انقطاع التعليم: دُمرت العديد من مدارس الأونروا، مما أدى إلى تسرب آلاف الأطفال من التعليم، خاصة في المخيمات المتضررة مثل اليرموك ودرعا.
الصدمة النفسية: عايش الأطفال مشاهد القصف، الحصار، وفقدان أفراد من عائلاتهم، مما أدى إلى انتشار حالات اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب، ومشاكل سلوكية.
عمالة الأطفال: مع تفاقم الأزمة الاقتصادية، اضطر العديد من الأطفال إلى العمل في مهن خطرة أو استغلالهم في التسول، مما عرضهم لمخاطر جسدية ونفسية جسيمة.
المساعدات الإنسانية والجهود الإغاثية
حاولت منظمات دولية مثل الأونروا والهلال الأحمر تقديم مساعدات إغاثية للاجئين الفلسطينيين، إلا أن هذه الجهود كانت محدودة بسبب الوضع الأمني، ونقص التمويل، والقيود المفروضة على وصول المساعدات إلى بعض المناطق، كما أن الدعم النفسي والتعليمي للأطفال كان غير كافٍ، مما جعل الأجيال الجديدة تواجه مستقبلاً غامضاً.
تسببت الحرب السورية في معاناة هائلة للنساء والأطفال الفلسطينيين، حيث فقدوا الأمان، وفرص التعليم، وأبسط مقومات الحياة الكريمة. وعلى الرغم من أن بعض اللاجئين تمكنوا من إعادة بناء حياتهم في أماكن أخرى، إلا أن الآلاف لا يزالون يعانون داخل سوريا أو في دول اللجوء، في انتظار حل يضمن لهم حقوقهم الإنسانية، ويخفف من آثار هذه المأساة المستمرة.
سعيد سليمان| مجموعة العمل
لطالما كانت سوريا ملاذاً آمناً للاجئين الفلسطينيين منذ نكبة عام 1948، حيث استقر عشرات الآلاف منهم في عدة مخيمات وتمتعوا بحقوق اقتصادية واجتماعية نسبياً أفضل مقارنة بدول اللجوء الأخرى. ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، تغيرت أوضاع الفلسطينيين بشكل جذري، وكانت النساء والأطفال الأكثر تضرراً من النزاع المستمر، الذي أدى إلى تدمير عدد من المخيمات، وفقدان الأمان، والتهجير القسري داخل سوريا وخارجها.
أوضاع النساء والأطفال قبل الحرب
قبل اندلاع الحرب، كان عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يُقدّر بحوالي 560 ألف نسمة، موزعين على 13 مخيماً وعدة تجمعات سكانية، شكلت النساء 49% من هذا العدد، وكنّ يتمتعن بمستوى معين من الاستقرار، حيث شاركن في سوق العمل، التعليم، والعمل المجتمعي، أما الأطفال، فقد حظوا بفرص تعليمية جيدة في المدارس الحكومية السورية ومدارس الأونروا، مع توفر خدمات صحية أساسية. ورغم الصعوبات الاقتصادية، إلا أن المخيمات الفلسطينية كانت تتمتع ببنية تحتية مقبولة إلى حد كبير، وكانت الحياة الاجتماعية تسير بوتيرة طبيعية نسبياً.
تأثير الحرب على النساء والأطفال الفلسطينيين
مع دخول سوريا في دوامة الحرب، أصبحت بعض المخيمات الفلسطينية ساحة للصراع العسكري، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية وتشريد السكان. كان مخيم اليرموك، الذي كان يُعرف بـ"عاصمة الشتات الفلسطيني"، أبرز مثال على هذه المعاناة، حيث تعرض لحصار خانق استمر لسنوات، مما تسبب في مجاعة وانتشار الأمراض ونقص حاد في الأدوية والغذاء.
عانت النساء الفلسطينيات في سوريا من تبعات الحرب بطرق متعددة، أبرزها:
النزوح القسري: تعرّض 58% من اللاجئين الفلسطينيين للتهجير، مما أجبر العديد من النساء على الفرار مع أطفالهن إلى مناطق أخرى داخل سوريا أو إلى دول الجوار، مثل لبنان وتركيا، حيث واجهن ظروفاً معيشية قاسية.
الفقر وانعدام الموارد: بسبب فقدان المعيل، اضطرت الكثير من النساء إلى العمل في ظروف صعبة، مثل الأعمال اليدوية أو العمل غير الرسمي، في ظل غياب أي دعم قانوني أو اجتماعي.
الاستغلال والعنف: في بيئات النزوح، تعرضت بعض النساء لأشكال مختلفة من العنف الجسدي والنفسي، وتشير إحصائيات مجموعة العمل إلى أن 455 لاجئة فلسطينية قضين بسبب الحرب في سوريا، وذلك لأسباب متعددة منها القصف، والحصار، والاشتباكات، والتعذيب حتى الموت في سجون النظام السوري البائد، بالإضافة إلى ذلك، هناك 110 لاجئة فلسطينية بقين معتقلات في سجون النظام، ولم تخرج أي منهن بعد سقوط النظام وتحرير آلاف المعتقلين.
كان الأطفال الفلسطينيون من بين الفئات الأكثر تضرراً بالحرب، حيث واجهوا:
انقطاع التعليم: دُمرت العديد من مدارس الأونروا، مما أدى إلى تسرب آلاف الأطفال من التعليم، خاصة في المخيمات المتضررة مثل اليرموك ودرعا.
الصدمة النفسية: عايش الأطفال مشاهد القصف، الحصار، وفقدان أفراد من عائلاتهم، مما أدى إلى انتشار حالات اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب، ومشاكل سلوكية.
عمالة الأطفال: مع تفاقم الأزمة الاقتصادية، اضطر العديد من الأطفال إلى العمل في مهن خطرة أو استغلالهم في التسول، مما عرضهم لمخاطر جسدية ونفسية جسيمة.
المساعدات الإنسانية والجهود الإغاثية
حاولت منظمات دولية مثل الأونروا والهلال الأحمر تقديم مساعدات إغاثية للاجئين الفلسطينيين، إلا أن هذه الجهود كانت محدودة بسبب الوضع الأمني، ونقص التمويل، والقيود المفروضة على وصول المساعدات إلى بعض المناطق، كما أن الدعم النفسي والتعليمي للأطفال كان غير كافٍ، مما جعل الأجيال الجديدة تواجه مستقبلاً غامضاً.
تسببت الحرب السورية في معاناة هائلة للنساء والأطفال الفلسطينيين، حيث فقدوا الأمان، وفرص التعليم، وأبسط مقومات الحياة الكريمة. وعلى الرغم من أن بعض اللاجئين تمكنوا من إعادة بناء حياتهم في أماكن أخرى، إلا أن الآلاف لا يزالون يعانون داخل سوريا أو في دول اللجوء، في انتظار حل يضمن لهم حقوقهم الإنسانية، ويخفف من آثار هذه المأساة المستمرة.