map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

الفلسطينيون المهجّرون في مخيمات الشمال السوري... برسم الانتظار للعودة إلى مخيماتهم الأصلية

تاريخ النشر : 18-02-2025
الفلسطينيون المهجّرون في مخيمات الشمال السوري... برسم الانتظار للعودة إلى مخيماتهم الأصلية

مجموعة العمل| سوريا

من أشد أنواع المعاناة أن ترى الفرصة سانحة أمامك لكنك لا تستطيع التقاطها، أن تشاهد النور يضيء درب الناس ولا تستطيع اللحاق بهم، أن تراقب بأمِّ عينك الزهور تتفتح أمامك فوّاحة عطرة ولا تستطيع أن تقترب منها ليس لبعد المسافة، ولكن عسر الحال وشظف العيش أجبرك على الوقوف في قائمة الانتظار أملًا في أن يمد لك أحد يده لتنطلق معه.

مضى أكثر من شهرين على سقوط نظام الأسد الذي لم يسلَم من شرِّه البشر والحجر، وذاق منه الفلسطينيون في سوريا الكثير من الويلات، وكانوا يتعرضون لمأساة حقيقية من قتل واعتقال وتهجير وخسارة ممتلكات، خاصة بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، وهو ما دفع الكثيرين منهم للهجرة خارج سوريا أو النزوح إلى مدن أخرى داخلها، وكان ثمة عدد قليل بقي في مخيم اليرموك ورفض الخروج منه رغم الحصار والتجويع والقتل والتدمير، فأجبرها النظام بعد سيطرته على مخيم اليرموك عام 2016 على مغادرة المخيم نحو الشمال السوري كحال جميع المناطق التي كانت تسقط بيد النظام، ومكث معظمهم في مخيم دير بلوط بريف حلب قرب جنديرس.

ومنذ اليوم الأول على سقوط النظام كان اللاجئون الفلسطينيون في مخيم دير بلوط وفي مخيمات الشمال السوري يتوقون للعودة إلى ديارهم التي ألِفوها ومخيمهم الذي نشأوا به، ولكنهم سريعًا ما وجدوا أن الأحوال المادية المتعثرة لديهم ستكون عائقًا أمام تحقيق حلمهم.

ولأن أصحاب المبادرات الخيّرة دائمًا ينيرون طريق الناس ويُحيُون الأمل في نفوسهم، أطلق بعض شباب مخيم اليرموك في المهجر مبادرة لتأمين عودة أهالي مخيم دير بلوط تحديدًا ومخيمات الشمال السوري بشكل عامّ إلى مناطقهم الأصلية التي خرجوا منها، وأطلقوا على هذه المبادرة: " إيد بإيد بنعمرالمخيم من جديد"، مستهدفين أهل مخيم اليرموك بالدرجة الأولى، ومخيمات جنوب دمشق كهدف أساسي.

مجموعة العمل لأجل فلسطنييي سوريا أجرت لقاء مع أحد القائمين على هذه المبادرة السيد محمود الشهابي، حيث أكد في بداية حديثه أن هذه المبادرة خرجت فكرتها في اليوم الأول من سقوط النظام البائد، وانطلقت من واقع اطلاعهم على الوضع المعيشي البائس الذي يعانيه أهلنا في الشمال السوري، حيث يعيش الكثير منهم في الخيام حتى الآن، ولا بجدون عملًا وليس لهم مصدر دخل سوى المساعدات الإغاثية التي يحصلون عليها من المنظات الإغاثية التي تعمل هناك، وهذه المساعدات بالكاد تكفيهم مؤونة الطعام والشراب، وبعض الأدوية فيما لا يستطيعون شراء أي حاجة أخرى أو حتى التتقل من مكان إلى آخر.

وأضاف شهابي أن العائلات حينما قررت العودة لمخيماتها التي هُجّرت منها قسرًا رأت أن التكلفة المادية كبيرة بالنسبة لها؛ كونها لا تمتلك مصدر دخل؛ وهي تريد العودة بشكل كامل حتى مع أثاث بيتها، فعدَلت الكثير من العائلات عن قرارها ريثما يتسنى لها تأمين المبلغ، مؤكدًا أن تكلفة نقل عائلة مع أثاثها من مخيم دير البلوط إلى مخيم اليرموك بدمشق لا تتعدى ٣٠٠ دولار أمريكي، وهذا المبلغ كان ثقيلًا على الأهالي كما كان كذلك على المتبرعين، مبديًا أسفه من هذا الواقع.

ويؤكد الشهابي أن المبادرة أطلقت ندءات إغاثية عديدة على مواقع التواصل للعديد من الناشطين والمؤسسات الإغاثية لكنها لم تجد آذانًا صاغية، ولم يتحرك أحد للمساهمة في هذه المبادرة التي يراها "مهمة وضرورية لإعادة الحياة إلى مخيم اليرموك".

سألنا الشهابي عن آلية عمل المبادرة فقال: " بعد أن أطقلنا المبادرة ووجهنا نداءات الإغاثة بدأت العائلات تتواصل معنا، وأخبرناهم أننا نشترط أولًا أن يكون للعائلة التي ترغب بالعودة إلى مخيمها وجود سكن لها، كي لا تبقى بلا مأوى، ونحن بدورنا كنّا حينما يصبح عدد العائلات 3 أو 4 عائلات تنطلق بهم المركبة سويًا حتى نقلل التكلفة علينا وعلى العائلات، لذا لم نستطع تأمين ونقل سوى 55 عائلة حتى الآن من أصل 1300 عائلة يعيشون هناك".

وأردف الشهابي أنه رغم ذلك طلب من بعض العائلات المضطرة للعودة إلى مخيم اليرموك وليس لها بيت تسكنه، أن تبني خيمة على أبواب المخيم كأحد وسائل الضغط على المنظمات الدولية بغية التحرك والبدء بإعادة إعمار المخيم الذي يشهد دمارًا هائلًا.

هذه المبادرة أطلقت لأسباب متعددة، حيث أن العائلات بعد أن عاشت سنوات شديدة الصعوبة، منذ أواخر عام 2012 وحتى سيطرة النظام عليه، وشهدت المشاهد المروّعة أثناء حصار نظام الأسد والميليشيات الموالية له لمخيم اليرموك، وعانت الجوع والفقر، كما فقد العديد منهم أهله وأحبابه جراء قصف النظام آنذاك، وبعد صبره ومعاناته  تجرّعت مرارة النزوح والخروج من ديارها قسرًا مع البقية القليلة التي بقيت في المخيم وقتها، ثم عاشت فصلًا آخر من المعاناة وشظف العيش في مخيمات الشمال السوري، فهذه العائلات بحاجة للعودة إلى مخيماتها بسبب الوضع المأساوي الذي فُرض عليهم في مخيمات النزوح، ولأن مخيم اليرموك كغيره من المخيمات بحاجة لأهله كي يعمر من جديد، ولأن الناس لا تملك ثمن طريق عودتها...

ربما كان للمؤسسات الإغاثية والخيرية من وجهة نظرها أولويات وترتيبات معينة لتنفيذ مشاريعها، لكنه بالتأكيد سيكون لهذه المبادرة متّسع من الوقت والمال للتفاعل مع هذه المبادرة وغيرها والتحرّك لدعم العائلات كونها تساعد في حلّ مشكلة كبيرة للأهالي وتخفف الضغط عن مخيمات النزوح في الشمال السوري.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/21164

مجموعة العمل| سوريا

من أشد أنواع المعاناة أن ترى الفرصة سانحة أمامك لكنك لا تستطيع التقاطها، أن تشاهد النور يضيء درب الناس ولا تستطيع اللحاق بهم، أن تراقب بأمِّ عينك الزهور تتفتح أمامك فوّاحة عطرة ولا تستطيع أن تقترب منها ليس لبعد المسافة، ولكن عسر الحال وشظف العيش أجبرك على الوقوف في قائمة الانتظار أملًا في أن يمد لك أحد يده لتنطلق معه.

مضى أكثر من شهرين على سقوط نظام الأسد الذي لم يسلَم من شرِّه البشر والحجر، وذاق منه الفلسطينيون في سوريا الكثير من الويلات، وكانوا يتعرضون لمأساة حقيقية من قتل واعتقال وتهجير وخسارة ممتلكات، خاصة بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، وهو ما دفع الكثيرين منهم للهجرة خارج سوريا أو النزوح إلى مدن أخرى داخلها، وكان ثمة عدد قليل بقي في مخيم اليرموك ورفض الخروج منه رغم الحصار والتجويع والقتل والتدمير، فأجبرها النظام بعد سيطرته على مخيم اليرموك عام 2016 على مغادرة المخيم نحو الشمال السوري كحال جميع المناطق التي كانت تسقط بيد النظام، ومكث معظمهم في مخيم دير بلوط بريف حلب قرب جنديرس.

ومنذ اليوم الأول على سقوط النظام كان اللاجئون الفلسطينيون في مخيم دير بلوط وفي مخيمات الشمال السوري يتوقون للعودة إلى ديارهم التي ألِفوها ومخيمهم الذي نشأوا به، ولكنهم سريعًا ما وجدوا أن الأحوال المادية المتعثرة لديهم ستكون عائقًا أمام تحقيق حلمهم.

ولأن أصحاب المبادرات الخيّرة دائمًا ينيرون طريق الناس ويُحيُون الأمل في نفوسهم، أطلق بعض شباب مخيم اليرموك في المهجر مبادرة لتأمين عودة أهالي مخيم دير بلوط تحديدًا ومخيمات الشمال السوري بشكل عامّ إلى مناطقهم الأصلية التي خرجوا منها، وأطلقوا على هذه المبادرة: " إيد بإيد بنعمرالمخيم من جديد"، مستهدفين أهل مخيم اليرموك بالدرجة الأولى، ومخيمات جنوب دمشق كهدف أساسي.

مجموعة العمل لأجل فلسطنييي سوريا أجرت لقاء مع أحد القائمين على هذه المبادرة السيد محمود الشهابي، حيث أكد في بداية حديثه أن هذه المبادرة خرجت فكرتها في اليوم الأول من سقوط النظام البائد، وانطلقت من واقع اطلاعهم على الوضع المعيشي البائس الذي يعانيه أهلنا في الشمال السوري، حيث يعيش الكثير منهم في الخيام حتى الآن، ولا بجدون عملًا وليس لهم مصدر دخل سوى المساعدات الإغاثية التي يحصلون عليها من المنظات الإغاثية التي تعمل هناك، وهذه المساعدات بالكاد تكفيهم مؤونة الطعام والشراب، وبعض الأدوية فيما لا يستطيعون شراء أي حاجة أخرى أو حتى التتقل من مكان إلى آخر.

وأضاف شهابي أن العائلات حينما قررت العودة لمخيماتها التي هُجّرت منها قسرًا رأت أن التكلفة المادية كبيرة بالنسبة لها؛ كونها لا تمتلك مصدر دخل؛ وهي تريد العودة بشكل كامل حتى مع أثاث بيتها، فعدَلت الكثير من العائلات عن قرارها ريثما يتسنى لها تأمين المبلغ، مؤكدًا أن تكلفة نقل عائلة مع أثاثها من مخيم دير البلوط إلى مخيم اليرموك بدمشق لا تتعدى ٣٠٠ دولار أمريكي، وهذا المبلغ كان ثقيلًا على الأهالي كما كان كذلك على المتبرعين، مبديًا أسفه من هذا الواقع.

ويؤكد الشهابي أن المبادرة أطلقت ندءات إغاثية عديدة على مواقع التواصل للعديد من الناشطين والمؤسسات الإغاثية لكنها لم تجد آذانًا صاغية، ولم يتحرك أحد للمساهمة في هذه المبادرة التي يراها "مهمة وضرورية لإعادة الحياة إلى مخيم اليرموك".

سألنا الشهابي عن آلية عمل المبادرة فقال: " بعد أن أطقلنا المبادرة ووجهنا نداءات الإغاثة بدأت العائلات تتواصل معنا، وأخبرناهم أننا نشترط أولًا أن يكون للعائلة التي ترغب بالعودة إلى مخيمها وجود سكن لها، كي لا تبقى بلا مأوى، ونحن بدورنا كنّا حينما يصبح عدد العائلات 3 أو 4 عائلات تنطلق بهم المركبة سويًا حتى نقلل التكلفة علينا وعلى العائلات، لذا لم نستطع تأمين ونقل سوى 55 عائلة حتى الآن من أصل 1300 عائلة يعيشون هناك".

وأردف الشهابي أنه رغم ذلك طلب من بعض العائلات المضطرة للعودة إلى مخيم اليرموك وليس لها بيت تسكنه، أن تبني خيمة على أبواب المخيم كأحد وسائل الضغط على المنظمات الدولية بغية التحرك والبدء بإعادة إعمار المخيم الذي يشهد دمارًا هائلًا.

هذه المبادرة أطلقت لأسباب متعددة، حيث أن العائلات بعد أن عاشت سنوات شديدة الصعوبة، منذ أواخر عام 2012 وحتى سيطرة النظام عليه، وشهدت المشاهد المروّعة أثناء حصار نظام الأسد والميليشيات الموالية له لمخيم اليرموك، وعانت الجوع والفقر، كما فقد العديد منهم أهله وأحبابه جراء قصف النظام آنذاك، وبعد صبره ومعاناته  تجرّعت مرارة النزوح والخروج من ديارها قسرًا مع البقية القليلة التي بقيت في المخيم وقتها، ثم عاشت فصلًا آخر من المعاناة وشظف العيش في مخيمات الشمال السوري، فهذه العائلات بحاجة للعودة إلى مخيماتها بسبب الوضع المأساوي الذي فُرض عليهم في مخيمات النزوح، ولأن مخيم اليرموك كغيره من المخيمات بحاجة لأهله كي يعمر من جديد، ولأن الناس لا تملك ثمن طريق عودتها...

ربما كان للمؤسسات الإغاثية والخيرية من وجهة نظرها أولويات وترتيبات معينة لتنفيذ مشاريعها، لكنه بالتأكيد سيكون لهذه المبادرة متّسع من الوقت والمال للتفاعل مع هذه المبادرة وغيرها والتحرّك لدعم العائلات كونها تساعد في حلّ مشكلة كبيرة للأهالي وتخفف الضغط عن مخيمات النزوح في الشمال السوري.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/21164