map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

رمضان في مخيم اليرموك... مساجده تنادي أهلَه وتعيد الأملَ إليهم

تاريخ النشر : 28-02-2025
رمضان في مخيم اليرموك... مساجده تنادي أهلَه وتعيد الأملَ إليهم

مجموعة العمل خاص محمد الحسن

يمثّل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سورية رمزية كبيرة حيث كان أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سورية قبل الثورة السورية وكان يعجّ بالحياة ومليئًا بالأحداث والفعاليات، كما ضمّ بين جنباته العديد من المساجد التي كان لبعضها أثرٌ كبير في نفوس أهل المخيم وشبابه على وجه الخصوص، وكانت منطلقًا للعديد من الفعاليات الثوريّة، كما كانت موئلًا للنازحين من المناطق المجاورة للمخيم في أوائل أيام الثورة السورية، قبل أن يستهدفها النظام ويدمّر معظمها، ولعل الواقعة الأشهر حينما قصفت طائرات الميغ مسجد عبد القادر الحسيني والتي ما تزال جرحًا لم يندمل رغم مرور أكثر من 12 سنة عليها.

النظام لم يسمح بعودة أهل المخيم إليه

في مخيم اليرموك كان يوجد 15 مسجدًا موزعًا على أحياءه وشوارعه، وكلّ هذه المساجد لحِقَها الدمار والقصف والتخريب كليًّا أو جزئيًا ابتداء من جامع البشير الواقع على بوابة المخيم، الذي حوّله النظام إبان حصاره للمخيم عام 2103 إلى ثكنة عسكريّة، مرورًا بمسجد الوسيم والصفدي والقدس والرجولة وصلاح الدين وغيرها من مساجد المخيم، ورغم " تحرير المخيم" كما زعم النظام البائد سابقًا، لكنه لم يسمح لأهله أن يعودوا إليه، وكان يضع العراقيل والتعقيدات التي تحول دون عودتهم، ولم يعُد إلا نفرٌ قليلٌ منهم بشق الأنفس، كما أنه أطلق يد السارقين لممارسة هوايتهم بـ " التعفيش" الّتي لم يسلَم منها أي شيء من البنية التحتية للأبنية والمنشآت التي كان بعضها صامدًا أو تضرّر جزئيًا من المعارك الضارية التي شهدها المخيم، فسقط الكثير من الأبنية التي سلمت من القصف بفعل السرقة " التعفيش" حيث كانوا يسحبون قضبان الحديد من الأسقف والأساسات...

مخيم اليرموك بين 8 سنوات... و3 أشهر

منذ سقوط المخيم بيد النظام عام 2106 وحتى سقوط النظام أواخرعام 2024 لم يكُن في المخيم أيُّ مظهر من مظاهر الحياة، فلم يحرِّك النظام البائد ساكنًا نحو إصلاح البنية التحتية أو تشجيع الأهالي على العودة إلى المخيم بل على العكس، وكان الناس يدخلون لِتَفَقُّد بيوتهم إن كانت باقية أو دمّرها قصف النظام، ولم يستطيعوا أن يتعايشوا مع الواقع شديد الصعوبة الذي فرضه النظام، فاضطُّرت غالبيتهم للبقاء في أماكن نزوحهم، سوى عدد قليل منهم آثر العودة إلى المخيم وتحمّل المعاناة الشديدة وكان يحضر حاجياته الأساسية من منطقة الزاهرة ثم يعود إلى كهفه في مخيم اليرموك ليمكث بضعة أيام أخرى...

مساجد أصبحت جاهزة وأخرى على الطريق

ولأن المساجد كانت منطلق الثورة، صبّ النظام جام غضبه وحقده الدّفين عليها وعلى أهلها، ولم يكُن هناك أيّ مبادرة لترميم أو إعادة بناء أي مسجد في مخيم اليرموك أو في غيره من المناطق طيلة السنوات الماضية، لكن خلال الشهرين الماضيين بعد انتصار الثورة السورية، نجد أنّ الحياة دبّت من جديد في عدد من مساجد المخيم، وعلى رأسها مسجد عبد القادر الحسيني أيقونة مخيم اليرموك، الذي يقع في قلب المخيم ويعتبر أكبر مسجد فيه، حيث تجهّز طابقه السفلي بأبهى حلّة، بهمة ومبادرة أهلية وثلّة من أهل الفضل، ليكون جاهزًا لاستقبال المصلين في شهر رمضان المبارك، وكذلك الحال في مسجد فلسطين، ومسجد الصفدي الذي يقع في حي التقّدم التابع لمخيم اليرموك انتهى ترميمه وفرشه على نفقة أحد الجمعيات الخيرية، والعمل جارٍ في مسجد الوسيم ومسجد الرجولة ومسجد القدس.

مساجد كانت تدار من الأفرع الأمنية

مساجد مخيم اليرموك كانت كغيرها من المساجد في سوريا تحكمها وزارة أوقاف النظام البائد إلى جانب الأفرع الأمنية وتتحكم فيها وتعيّن فيها من تشاء وتعزل من يخرج عن طاعتها، والعديد من الأئمة والخطباء تعرّضوا للمضايقات والملاحقات الأمنية وبعضهم اعتقله النظام وهناك من قتل تحت التعذيب، واختار البقية الباقون الهجرة خوفًا من بطش النظام، ولكن للأسف كان هناك بعض الأئمة المحسوبين على النظام والذين نافحوا ودافعوا عنه بشدة، فكانت لهم بصمة سوداء في تاريخ المخيم، وهؤلاء لا يذكرون إلا بسوء وهم منبوذون من أهل المخيم، وخير دليل على ذلك الهبة الجماهيرية على مواقع التواصل التي أعقبت تعيين الشيخ محمد العمري إمامًا وخطيبًا مؤقتًا لمسجد النذير في الحجر الأسود الملاصق لمخيم اليرموك ما دفع الإدارة الجديدة لإلغاء القرار بعد يوم من صدوره فقط، وكان العمري إمامًا وخطيبًا سابقًا في عدد من مساجد مخيم اليرموك في عهد النظام وكانت له علاقات وطيدة مع أجهزة أمن النظام، ودافع بشراسة عن النظام رغم الجرائم التي ارتكبها بحق أهله في مخيم اليرموك.

الأجواء الرمضانية في المخيم كانت متألقة

الأجواء الرمضانية لا يعرف ألقها ورونقها سوى من عاش في قلب المخيم وعايش الروح التي كانت تنبض بالمخيم وأهله، حيث كان شهر رمضان شهرًا للتزاور بين الأهل والأصدقاء، والتكاتف بين الأغنياء والفقراء وفرصة روحانية لعودة التائهين حينما كانت تصدح المآذن بالتكبيرات وأصوات القرآن تعلو في الصلوات، كما كانت موسمًا لحلقات العلم، ومبادرات الخير التي تملأً أرجاء المخيم، إضافة لكونه مركزًا تجاريًا يعج بالمتاجر المميزة التي كان يقصدها الكثير من أهل دمشق من غير سكان المخيم.

هذه المبادرة المميزة وغيرها من الفعاليّات والنشاطات تهدف لإعادة البريق لمخيم اليرموك الذي فقده طيلة 14 عامًا خلت، تحوّل فيها إلى مدينة أشباح تعجّ بالظلام، بعد أن كان نابضًا بالحياة، وهي تقول لأهله أن عودوا إلى مخيمكم وأطلقوا النداءات للمنظمات الدولية والمؤسسات الإغاثية والمبادرات المؤثرة لتقف مع مخيم اليرموك وتعيد البسمة إلى قلوب أهله.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/21204

مجموعة العمل خاص محمد الحسن

يمثّل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سورية رمزية كبيرة حيث كان أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سورية قبل الثورة السورية وكان يعجّ بالحياة ومليئًا بالأحداث والفعاليات، كما ضمّ بين جنباته العديد من المساجد التي كان لبعضها أثرٌ كبير في نفوس أهل المخيم وشبابه على وجه الخصوص، وكانت منطلقًا للعديد من الفعاليات الثوريّة، كما كانت موئلًا للنازحين من المناطق المجاورة للمخيم في أوائل أيام الثورة السورية، قبل أن يستهدفها النظام ويدمّر معظمها، ولعل الواقعة الأشهر حينما قصفت طائرات الميغ مسجد عبد القادر الحسيني والتي ما تزال جرحًا لم يندمل رغم مرور أكثر من 12 سنة عليها.

النظام لم يسمح بعودة أهل المخيم إليه

في مخيم اليرموك كان يوجد 15 مسجدًا موزعًا على أحياءه وشوارعه، وكلّ هذه المساجد لحِقَها الدمار والقصف والتخريب كليًّا أو جزئيًا ابتداء من جامع البشير الواقع على بوابة المخيم، الذي حوّله النظام إبان حصاره للمخيم عام 2103 إلى ثكنة عسكريّة، مرورًا بمسجد الوسيم والصفدي والقدس والرجولة وصلاح الدين وغيرها من مساجد المخيم، ورغم " تحرير المخيم" كما زعم النظام البائد سابقًا، لكنه لم يسمح لأهله أن يعودوا إليه، وكان يضع العراقيل والتعقيدات التي تحول دون عودتهم، ولم يعُد إلا نفرٌ قليلٌ منهم بشق الأنفس، كما أنه أطلق يد السارقين لممارسة هوايتهم بـ " التعفيش" الّتي لم يسلَم منها أي شيء من البنية التحتية للأبنية والمنشآت التي كان بعضها صامدًا أو تضرّر جزئيًا من المعارك الضارية التي شهدها المخيم، فسقط الكثير من الأبنية التي سلمت من القصف بفعل السرقة " التعفيش" حيث كانوا يسحبون قضبان الحديد من الأسقف والأساسات...

مخيم اليرموك بين 8 سنوات... و3 أشهر

منذ سقوط المخيم بيد النظام عام 2106 وحتى سقوط النظام أواخرعام 2024 لم يكُن في المخيم أيُّ مظهر من مظاهر الحياة، فلم يحرِّك النظام البائد ساكنًا نحو إصلاح البنية التحتية أو تشجيع الأهالي على العودة إلى المخيم بل على العكس، وكان الناس يدخلون لِتَفَقُّد بيوتهم إن كانت باقية أو دمّرها قصف النظام، ولم يستطيعوا أن يتعايشوا مع الواقع شديد الصعوبة الذي فرضه النظام، فاضطُّرت غالبيتهم للبقاء في أماكن نزوحهم، سوى عدد قليل منهم آثر العودة إلى المخيم وتحمّل المعاناة الشديدة وكان يحضر حاجياته الأساسية من منطقة الزاهرة ثم يعود إلى كهفه في مخيم اليرموك ليمكث بضعة أيام أخرى...

مساجد أصبحت جاهزة وأخرى على الطريق

ولأن المساجد كانت منطلق الثورة، صبّ النظام جام غضبه وحقده الدّفين عليها وعلى أهلها، ولم يكُن هناك أيّ مبادرة لترميم أو إعادة بناء أي مسجد في مخيم اليرموك أو في غيره من المناطق طيلة السنوات الماضية، لكن خلال الشهرين الماضيين بعد انتصار الثورة السورية، نجد أنّ الحياة دبّت من جديد في عدد من مساجد المخيم، وعلى رأسها مسجد عبد القادر الحسيني أيقونة مخيم اليرموك، الذي يقع في قلب المخيم ويعتبر أكبر مسجد فيه، حيث تجهّز طابقه السفلي بأبهى حلّة، بهمة ومبادرة أهلية وثلّة من أهل الفضل، ليكون جاهزًا لاستقبال المصلين في شهر رمضان المبارك، وكذلك الحال في مسجد فلسطين، ومسجد الصفدي الذي يقع في حي التقّدم التابع لمخيم اليرموك انتهى ترميمه وفرشه على نفقة أحد الجمعيات الخيرية، والعمل جارٍ في مسجد الوسيم ومسجد الرجولة ومسجد القدس.

مساجد كانت تدار من الأفرع الأمنية

مساجد مخيم اليرموك كانت كغيرها من المساجد في سوريا تحكمها وزارة أوقاف النظام البائد إلى جانب الأفرع الأمنية وتتحكم فيها وتعيّن فيها من تشاء وتعزل من يخرج عن طاعتها، والعديد من الأئمة والخطباء تعرّضوا للمضايقات والملاحقات الأمنية وبعضهم اعتقله النظام وهناك من قتل تحت التعذيب، واختار البقية الباقون الهجرة خوفًا من بطش النظام، ولكن للأسف كان هناك بعض الأئمة المحسوبين على النظام والذين نافحوا ودافعوا عنه بشدة، فكانت لهم بصمة سوداء في تاريخ المخيم، وهؤلاء لا يذكرون إلا بسوء وهم منبوذون من أهل المخيم، وخير دليل على ذلك الهبة الجماهيرية على مواقع التواصل التي أعقبت تعيين الشيخ محمد العمري إمامًا وخطيبًا مؤقتًا لمسجد النذير في الحجر الأسود الملاصق لمخيم اليرموك ما دفع الإدارة الجديدة لإلغاء القرار بعد يوم من صدوره فقط، وكان العمري إمامًا وخطيبًا سابقًا في عدد من مساجد مخيم اليرموك في عهد النظام وكانت له علاقات وطيدة مع أجهزة أمن النظام، ودافع بشراسة عن النظام رغم الجرائم التي ارتكبها بحق أهله في مخيم اليرموك.

الأجواء الرمضانية في المخيم كانت متألقة

الأجواء الرمضانية لا يعرف ألقها ورونقها سوى من عاش في قلب المخيم وعايش الروح التي كانت تنبض بالمخيم وأهله، حيث كان شهر رمضان شهرًا للتزاور بين الأهل والأصدقاء، والتكاتف بين الأغنياء والفقراء وفرصة روحانية لعودة التائهين حينما كانت تصدح المآذن بالتكبيرات وأصوات القرآن تعلو في الصلوات، كما كانت موسمًا لحلقات العلم، ومبادرات الخير التي تملأً أرجاء المخيم، إضافة لكونه مركزًا تجاريًا يعج بالمتاجر المميزة التي كان يقصدها الكثير من أهل دمشق من غير سكان المخيم.

هذه المبادرة المميزة وغيرها من الفعاليّات والنشاطات تهدف لإعادة البريق لمخيم اليرموك الذي فقده طيلة 14 عامًا خلت، تحوّل فيها إلى مدينة أشباح تعجّ بالظلام، بعد أن كان نابضًا بالحياة، وهي تقول لأهله أن عودوا إلى مخيمكم وأطلقوا النداءات للمنظمات الدولية والمؤسسات الإغاثية والمبادرات المؤثرة لتقف مع مخيم اليرموك وتعيد البسمة إلى قلوب أهله.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/21204