map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

الفلسطينيّون في سوريا بين الخسارة والميلاد على حافة وطن مكسور

تاريخ النشر : 02-05-2025
الفلسطينيّون في سوريا بين الخسارة والميلاد على حافة وطن مكسور

نضال الخليلمجموعة العمل

في المخيمات السورية لم يكن الفلسطيني لاجئًا فحسب كان ظلًّا يتجوّل بين الخرائط المحظورة في كلّ زاوية كان عليه أن يتذكّر اسمه وألّا يخطئ في ترديد الشعارات لم يكن مسموحًا له أن يسأل:

  • لماذا سقطت حيفا؟
  • ولماذا صمتت بيروت؟
  • ولماذا لم يبقَ من اليرموك سوى الأسماء؟

على مدى نصف قرنٍ من حكم عائلة الأسد حُشر الفلسطينيّ السوري بين قضيّةٍ يتاجر بها النظام وحلمٍ يخشى أن ينطقه لا حقّ له بالبوح ولا أمان في السكوت قضيته عُلِّقت كيافطة فوق جدران المخيم وداستها المخابرات بأحذيتها الثقيلة.

بعد السابع من أكتوبر 2023 بدا أن الجدران ذاتها ترتجف غزة تُحاصر وتُقصف والقلوب في سوريا تخفق بألمٍ قديم وشيئًا فشيئًا انفتح حديثٌ ظلّ مسجونًا لعقود عن الهوية عن الخوف عن صمت المخيمات وعن الثورة التي أطاحت بآخر أصنام النظام في ديسمبر 2024.

كان لا بدّ أن يُقال هذا الكلام… بعد أن أُنهِك الجميع من الصمت.

في المخيمات حيث الهواء مشبّع بروائح الخبز اليابس والغبار لا تحتاج إلى منبّهٍ لتتذكّر أنك لاجئ الحكاية مكتوبة على الجدران المهشّمة في الأزقّة في العيون التي باتت تحفظ أسماء الشهداء أكثر مما تحفظ الأغنيات.

بعد 7 أكتوبر 2023 ارتفعت حرارة الأحاديث لا أحد في مخيم اليرموك ولا في درعا ولا في شتات حلب إلا وكان يحمل في قلبه نارًا غزة تُقصف والأنفاس في سوريا مقطوعة الجميع يتحدّث لكن لا أحد يسمع الشاشات تمتلئ بصور القتلى وأسماءٌ تُكرَّر كأنها تعويذة

كان الشباب يلتقون على "واتساب" يتناقلون مقاطع قصف أسماء جرحى أرقام شهداء مجموعات مغلقة تُذكّرك بحارات المخيم الضيقة كلّ مجموعةٍ جدارٌ العائلة الفصيل البلدة التضامن نعم لكنه متقطع هشّ متردد والجميع يحتمي خلف ذاكرةٍ واحدة ذاكرة المجازر والخذلان.

التحليل الاجتماعي يُظهر بوضوح أن الحوار الرقمي بين الفلسطينيين في سوريا غارقٌ في التكرار سردٌ للأحداث توثيقٌ للانتهاكات رثاءٌ للأبطال الذين غابوا لكن أين التنظيم أين التخطيط أين السعي لتغيير واقعٍ بالغ القسوة؟

عمر شابٌ من اليرموك كتب يومًا"نحن لا نتحدث عن غزة نحن نحدّق في مرآة وجوهنا المُدمّاة"

اللغة عاجزة عن التقدّم لأنها مشغولة بالحفر في القبر ذاته لا أدوات جديدة لا مصطلحات جديدة لا محاولة لاختراع خطاب قادر على التحرّك هذه الذاكرة لا تحرّر بل تشلّ.

في ظل حكم حافظ الأسد ثم ابنه بشار لم يكن الفلسطيني في سوريا لاجئًا فقط كان رهينة في المدارس حين يُذكر اسم فلسطين ترتفع أصابع التلاميذ لتحفظ أسماء المعارك والشعارات لكن في البيت يتحدث الآباء بصوتٍ خافت: "لا تتكلم… الجدران لها آذان."

في المخيمات كلّ حارةٍ تعرف أن مخبرًا يسكن بين العائلات كل كلمة محسوبة كل اجتماع مراقب  أن تتحدث عن مجازر تل الزعتر أو صبرا وشاتيلا أو فصائل مشتتة يعني أن تقترب من المحظور

كان الفلسطيني السوري يعيش في معسكرٍ مزدوج سجين وطنٍ لا يستطيع الرجوع إليه وأسير دولةٍ ترفع قضيته رايةً لكنها تزرع في قلبه الرعب جعلت من المخيمات المخابرات خرائط مصغّرة للرقابة.

أحمد (42 عامًا) "حضرت ندوة سرّية عن النكبة بعدها بثلاثة أيام جاء اثنان من الأمن أخذوني خمسة أيام تحت التحقيق فقط لأنني قلت :  نحن منسيّون."

عندما سقط نظام الأسد في سوريا لم يحتفل أحدٌ في المخيم كان الصمت سيّد اللحظة لا أحد يعرف كيف يُفرح قلبًا مكسورًا منذ خمسين عامًا.

السقوط لم يُشعر الناس بالخفة بل بالفراغ

  • ماذا بعد الآن؟
  • هل يتغيّر شيء؟
  • هل يمكن أن نحلم من جديد؟

منذ مجازر تل الزعتر وصبرا وشاتيلا ظل الفلسطيني السوري يعيش في قوس نكباتٍ متصلة لم يمنحه النظام شيئًا سوى الشعارات ولم يحمِه سوى بقائه تحت الخوف.

في المساء اجتمعوا صورة سهيل الطفل الغزي الذي قُتل قبل شهر وُضعت على الطاولة بين الخبز والشاي. ليلى تمسك بالصورة وكأنها سلاح سامر بعينيه التي لم تعرف الفرح يومًا ينظر إلى الخبز

ويقول: هذه بداية.

كان يقصد الخروج من متاهة التكرار من سردية "كنا وكانوا" إلى "ماذا نفعل؟" لم يكن الغضب على غزة وحدها كان غضبًا على كل الأعوام المسروقة على صمت المخيمات على جدران الذاكرة التي لم نجرؤ على هدمها.

بدأت أفكارٌ صغيرة تنمو ورشٌ داخل الأزقّة حواراتٌ بلا فصائل ولا عائلات صفحاتٌ تنقل ما يحدث في الميدان لا ما يُقال في المكاتب.

فهموا أن الذاكرة وحدها لا تصنع حرية أن نشر صور المجازر مهما كانت مؤلمة لم يعد كافيًا أن ترديد أسماء الشهداء دون أن يكون لهم أثرٌ في الواقع هو خيانةٌ ذكية.

في هذه النقطة بالذات بدأ التحوّل من السؤال "ماذا نُكرر؟" إلى السؤال الأصعب "ماذا نفعل؟"

صار بعض الفلسطينيين في سوريا يكتبون لا عن الماضي فقط بل عن أفكارٍ ملموسة دعم معيشي في المخيمات تعليم بديل مبادرات ثقافية مستقلة.

لم يكن التغيير كبيرًا لكنه كان واضحًا لم يكن الصوت عاليًا لكنه كان مختلفًا.

همست ليلى في إحدى الجلسات " لا نحتاج إلى صرخاتٍ أخرى  نحتاج إلى خطواتٍ صغيرةٍ  لا يخنقها الخوف."

محمود (35 عامًا) "عشنا سنوات لا نعرف فيها إلا الخوف حتى حين كنا نتحدّث عن فلسطين كنا نفعل ذلك بحذر بعد سقوط النظام بدأنا نشعر أن لدينا أفواهًا يمكن أن تقول الحقيقة لا تردّد الشعارات."

رُقيّة (27 عامًا) "كنت أتابع أخبار غزة وأشعر أنني أنا التي تُقصف ليس فقط لأننا شعبٌ واحد بل لأنني أعرف ماذا يعني أن تكون محاصرًا بدأت أكتب أتكلم لم أعد أخاف"

سامر (22 عامًا) "صار لدينا ورش تعليمية للأطفال في المخيم ما عدنا ننتظر وكالة ولا فصيل بدأنا ننظّم أنفسنا ونفكّر بما يمكن فعله كل شيء صغير لكنه بداية."

اليوم لا تزال الدوائر مغلقة في كثير من الأماكن لكن بعضها انفتح الأسئلة تُطرح الرقابة الذاتية تتآكل وهناك من يجرّب ومن يخطئ ومن يعيد الكرّة ليس في الأمر بطولة بل محاولة للحياة وربما هذا ما كان مفقودًا منذ البداية أن يتحوّل الفلسطيني من شاهدٍ على المأساة إلى كاتبٍ لها وأن لا تبقى صور الشهداء هي كلّ ما نحمله بل نصنع نحن الأحياء شيئًا يستحق أن يُروى.

لم يكن الفلسطينيّ السوري يومًا خارج المأساة كان دوماً في قلبها كُتب عليه أن يكون شاهدًا وأسيراً في آنٍ ومع تغيّر المشهد السياسي في سوريا وفي ظل ارتدادات غزة ظهرت فرص صغيرة لالتقاط الأنفاس ربما لا تزال الطريق طويلة لكنها بدأت تُفتح صار يمكن لمن بقي أن يحكي ويقترح ويجرب.

ولأن الحكاية وحدها لا تكفي بدأ الفلسطينيّون في سوريا يبحثون عن طريقة يصير فيها الكلام فعلًا عن بدايةٍ جديدة وسط الرماد.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/21451

نضال الخليلمجموعة العمل

في المخيمات السورية لم يكن الفلسطيني لاجئًا فحسب كان ظلًّا يتجوّل بين الخرائط المحظورة في كلّ زاوية كان عليه أن يتذكّر اسمه وألّا يخطئ في ترديد الشعارات لم يكن مسموحًا له أن يسأل:

  • لماذا سقطت حيفا؟
  • ولماذا صمتت بيروت؟
  • ولماذا لم يبقَ من اليرموك سوى الأسماء؟

على مدى نصف قرنٍ من حكم عائلة الأسد حُشر الفلسطينيّ السوري بين قضيّةٍ يتاجر بها النظام وحلمٍ يخشى أن ينطقه لا حقّ له بالبوح ولا أمان في السكوت قضيته عُلِّقت كيافطة فوق جدران المخيم وداستها المخابرات بأحذيتها الثقيلة.

بعد السابع من أكتوبر 2023 بدا أن الجدران ذاتها ترتجف غزة تُحاصر وتُقصف والقلوب في سوريا تخفق بألمٍ قديم وشيئًا فشيئًا انفتح حديثٌ ظلّ مسجونًا لعقود عن الهوية عن الخوف عن صمت المخيمات وعن الثورة التي أطاحت بآخر أصنام النظام في ديسمبر 2024.

كان لا بدّ أن يُقال هذا الكلام… بعد أن أُنهِك الجميع من الصمت.

في المخيمات حيث الهواء مشبّع بروائح الخبز اليابس والغبار لا تحتاج إلى منبّهٍ لتتذكّر أنك لاجئ الحكاية مكتوبة على الجدران المهشّمة في الأزقّة في العيون التي باتت تحفظ أسماء الشهداء أكثر مما تحفظ الأغنيات.

بعد 7 أكتوبر 2023 ارتفعت حرارة الأحاديث لا أحد في مخيم اليرموك ولا في درعا ولا في شتات حلب إلا وكان يحمل في قلبه نارًا غزة تُقصف والأنفاس في سوريا مقطوعة الجميع يتحدّث لكن لا أحد يسمع الشاشات تمتلئ بصور القتلى وأسماءٌ تُكرَّر كأنها تعويذة

كان الشباب يلتقون على "واتساب" يتناقلون مقاطع قصف أسماء جرحى أرقام شهداء مجموعات مغلقة تُذكّرك بحارات المخيم الضيقة كلّ مجموعةٍ جدارٌ العائلة الفصيل البلدة التضامن نعم لكنه متقطع هشّ متردد والجميع يحتمي خلف ذاكرةٍ واحدة ذاكرة المجازر والخذلان.

التحليل الاجتماعي يُظهر بوضوح أن الحوار الرقمي بين الفلسطينيين في سوريا غارقٌ في التكرار سردٌ للأحداث توثيقٌ للانتهاكات رثاءٌ للأبطال الذين غابوا لكن أين التنظيم أين التخطيط أين السعي لتغيير واقعٍ بالغ القسوة؟

عمر شابٌ من اليرموك كتب يومًا"نحن لا نتحدث عن غزة نحن نحدّق في مرآة وجوهنا المُدمّاة"

اللغة عاجزة عن التقدّم لأنها مشغولة بالحفر في القبر ذاته لا أدوات جديدة لا مصطلحات جديدة لا محاولة لاختراع خطاب قادر على التحرّك هذه الذاكرة لا تحرّر بل تشلّ.

في ظل حكم حافظ الأسد ثم ابنه بشار لم يكن الفلسطيني في سوريا لاجئًا فقط كان رهينة في المدارس حين يُذكر اسم فلسطين ترتفع أصابع التلاميذ لتحفظ أسماء المعارك والشعارات لكن في البيت يتحدث الآباء بصوتٍ خافت: "لا تتكلم… الجدران لها آذان."

في المخيمات كلّ حارةٍ تعرف أن مخبرًا يسكن بين العائلات كل كلمة محسوبة كل اجتماع مراقب  أن تتحدث عن مجازر تل الزعتر أو صبرا وشاتيلا أو فصائل مشتتة يعني أن تقترب من المحظور

كان الفلسطيني السوري يعيش في معسكرٍ مزدوج سجين وطنٍ لا يستطيع الرجوع إليه وأسير دولةٍ ترفع قضيته رايةً لكنها تزرع في قلبه الرعب جعلت من المخيمات المخابرات خرائط مصغّرة للرقابة.

أحمد (42 عامًا) "حضرت ندوة سرّية عن النكبة بعدها بثلاثة أيام جاء اثنان من الأمن أخذوني خمسة أيام تحت التحقيق فقط لأنني قلت :  نحن منسيّون."

عندما سقط نظام الأسد في سوريا لم يحتفل أحدٌ في المخيم كان الصمت سيّد اللحظة لا أحد يعرف كيف يُفرح قلبًا مكسورًا منذ خمسين عامًا.

السقوط لم يُشعر الناس بالخفة بل بالفراغ

  • ماذا بعد الآن؟
  • هل يتغيّر شيء؟
  • هل يمكن أن نحلم من جديد؟

منذ مجازر تل الزعتر وصبرا وشاتيلا ظل الفلسطيني السوري يعيش في قوس نكباتٍ متصلة لم يمنحه النظام شيئًا سوى الشعارات ولم يحمِه سوى بقائه تحت الخوف.

في المساء اجتمعوا صورة سهيل الطفل الغزي الذي قُتل قبل شهر وُضعت على الطاولة بين الخبز والشاي. ليلى تمسك بالصورة وكأنها سلاح سامر بعينيه التي لم تعرف الفرح يومًا ينظر إلى الخبز

ويقول: هذه بداية.

كان يقصد الخروج من متاهة التكرار من سردية "كنا وكانوا" إلى "ماذا نفعل؟" لم يكن الغضب على غزة وحدها كان غضبًا على كل الأعوام المسروقة على صمت المخيمات على جدران الذاكرة التي لم نجرؤ على هدمها.

بدأت أفكارٌ صغيرة تنمو ورشٌ داخل الأزقّة حواراتٌ بلا فصائل ولا عائلات صفحاتٌ تنقل ما يحدث في الميدان لا ما يُقال في المكاتب.

فهموا أن الذاكرة وحدها لا تصنع حرية أن نشر صور المجازر مهما كانت مؤلمة لم يعد كافيًا أن ترديد أسماء الشهداء دون أن يكون لهم أثرٌ في الواقع هو خيانةٌ ذكية.

في هذه النقطة بالذات بدأ التحوّل من السؤال "ماذا نُكرر؟" إلى السؤال الأصعب "ماذا نفعل؟"

صار بعض الفلسطينيين في سوريا يكتبون لا عن الماضي فقط بل عن أفكارٍ ملموسة دعم معيشي في المخيمات تعليم بديل مبادرات ثقافية مستقلة.

لم يكن التغيير كبيرًا لكنه كان واضحًا لم يكن الصوت عاليًا لكنه كان مختلفًا.

همست ليلى في إحدى الجلسات " لا نحتاج إلى صرخاتٍ أخرى  نحتاج إلى خطواتٍ صغيرةٍ  لا يخنقها الخوف."

محمود (35 عامًا) "عشنا سنوات لا نعرف فيها إلا الخوف حتى حين كنا نتحدّث عن فلسطين كنا نفعل ذلك بحذر بعد سقوط النظام بدأنا نشعر أن لدينا أفواهًا يمكن أن تقول الحقيقة لا تردّد الشعارات."

رُقيّة (27 عامًا) "كنت أتابع أخبار غزة وأشعر أنني أنا التي تُقصف ليس فقط لأننا شعبٌ واحد بل لأنني أعرف ماذا يعني أن تكون محاصرًا بدأت أكتب أتكلم لم أعد أخاف"

سامر (22 عامًا) "صار لدينا ورش تعليمية للأطفال في المخيم ما عدنا ننتظر وكالة ولا فصيل بدأنا ننظّم أنفسنا ونفكّر بما يمكن فعله كل شيء صغير لكنه بداية."

اليوم لا تزال الدوائر مغلقة في كثير من الأماكن لكن بعضها انفتح الأسئلة تُطرح الرقابة الذاتية تتآكل وهناك من يجرّب ومن يخطئ ومن يعيد الكرّة ليس في الأمر بطولة بل محاولة للحياة وربما هذا ما كان مفقودًا منذ البداية أن يتحوّل الفلسطيني من شاهدٍ على المأساة إلى كاتبٍ لها وأن لا تبقى صور الشهداء هي كلّ ما نحمله بل نصنع نحن الأحياء شيئًا يستحق أن يُروى.

لم يكن الفلسطينيّ السوري يومًا خارج المأساة كان دوماً في قلبها كُتب عليه أن يكون شاهدًا وأسيراً في آنٍ ومع تغيّر المشهد السياسي في سوريا وفي ظل ارتدادات غزة ظهرت فرص صغيرة لالتقاط الأنفاس ربما لا تزال الطريق طويلة لكنها بدأت تُفتح صار يمكن لمن بقي أن يحكي ويقترح ويجرب.

ولأن الحكاية وحدها لا تكفي بدأ الفلسطينيّون في سوريا يبحثون عن طريقة يصير فيها الكلام فعلًا عن بدايةٍ جديدة وسط الرماد.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/21451