السويد | مجموعة العمل
في شهادة مؤثرة ومؤلمة، كشف الناشط الفلسطيني السوري المقيم في السويد، "عبد الله مرعي" عن تجربته القاسية التي دفع ثمنها غالياً بسبب موقفه العلني والداعم للقضية الفلسطينية.
وعبّر الناشط عن هذه التجربة في منشور مؤثر، مؤكداً أنه لم يكتب من موقع قوة أو أمان زائف، بل من عمق إحساس إنسان عاش الخسارة بكل تفاصيلها، لا لخطأ ارتكبه، بل لتمسكه بمبادئه وقيمه الإنسانية.
وذكر الناشط أنه دفع ثمناً باهظاً لموقفه الواضح تجاه فلسطين، حيث خسر وظيفته، ومنصبه الحساس، وتم شطب أكثر من 250 مقالة كان يكتبها في مختلف الصحف السويدية، كما تم إلغاء دراسات عمل عليها لسنوات، واضطر لترك مجلس إدارة الأمم المتحدة في السويد، وتم إبلاغه بإلغاء عضويته في مجالس إدارة العديد من المنظمات الرائدة هناك.
ولم تتوقف الخسائر عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل مضايقات شخصية وحملات تشويه سمعة، "خسرت الكثير. لكنني لم أخسر ضميري، لم أخسر موقفي.. ولم أندم"، وأشار إلى أن مسيرته السياسية كانت تسير بثبات حتى اللحظة التي قرر فيها أن يكون واضحاً وصريحاً بموقفه الداعم لفلسطين. "لحظة واحدة، كلمة واحدة، كانت كفيلة بقلب كل شيء".
وأوضح أنه كان بإمكانه السكوت والاستمرار في مسيرته، لكنه تساءل عن قيمة أي موقع أو منصب إذا كان ثمنه الصمت عن الدماء التي تسيل، "ما حدث ليس بطولة أو تضحية استعراضية، لكنني أدركت فوراً أن المواقف الكبيرة تتطلب أثماناً كبيرة. لم أقل شيئاً غير الحقيقة، لكن يبدو أن الحقيقة كانت مكلفة ومؤلمة".
وشدد الناشط على أنه لم يختر الحياد لأن الحيادية أحياناً تعني الشراكة، ولم يختر الصمت لأن الصمت أحياناً يعني الخيانة، ورداً على من اعتبروا موقفه "تطرفاً" أو "مجازفة"، تساءل: "متى أصبحت الإنسانية تهمة؟".
واعتبر أن فلسطين كانت اختباراً له، وأنه كان بإمكانه المساومة أو التلفيق أو تجاهل ما يحدث، لكنه لم يستطع أن يرى أطفالاً يقتلون ويظل صامتاً. وكتب هذا المنشور ليكون شاهداً على موقفه في يوم من الأيام، وليكون جواباً على بعض الأصوات "المقززة" التي تصدر في العتمة.
وأكد أنه اختار قراراته عن قناعة وليس عن قضية موسمية، معترفاً بأنه شعر بالحزن والألم والتعب والوحدة كونه إنساناً، لكن مع كل هذا الوجع كان يشعر براحة داخلية، راحة الضمير والإخلاص لقيم تربى عليها وكانت "غير قابلة للبيع".
وفي ختام منشوره المؤثر، قال الناشط: "بصراحة لست نادماً أبداً. ربما خسرت الكثير، لكنني كسبت راحتي. كسبت نظرة احترام من ناس لا أعرفهم، لكنهم يشبهونني. كسبت إيماني بنفسي من جديد، ورأيت الناس الحقيقيين، والحب والدعم الذي يأتي بدون مصالح من ناس لا يعرفونني لكنهم يؤمنون بما وقفت عشانه". وشدد على أنه لم يكن يزايد على أحد أو يبحث عن بطولة، بل كان يعبر عن موقف وإنسانية وضمير لم يرضَ أن يسكت أمام ما يحدث. "اليوم ليس لدي منصب، لكن لدي موقف، وإذا كان هذا الموقف ثمن نهاية هذه المسيرة.. فلتنتهِ وهي نظيفة".
السويد | مجموعة العمل
في شهادة مؤثرة ومؤلمة، كشف الناشط الفلسطيني السوري المقيم في السويد، "عبد الله مرعي" عن تجربته القاسية التي دفع ثمنها غالياً بسبب موقفه العلني والداعم للقضية الفلسطينية.
وعبّر الناشط عن هذه التجربة في منشور مؤثر، مؤكداً أنه لم يكتب من موقع قوة أو أمان زائف، بل من عمق إحساس إنسان عاش الخسارة بكل تفاصيلها، لا لخطأ ارتكبه، بل لتمسكه بمبادئه وقيمه الإنسانية.
وذكر الناشط أنه دفع ثمناً باهظاً لموقفه الواضح تجاه فلسطين، حيث خسر وظيفته، ومنصبه الحساس، وتم شطب أكثر من 250 مقالة كان يكتبها في مختلف الصحف السويدية، كما تم إلغاء دراسات عمل عليها لسنوات، واضطر لترك مجلس إدارة الأمم المتحدة في السويد، وتم إبلاغه بإلغاء عضويته في مجالس إدارة العديد من المنظمات الرائدة هناك.
ولم تتوقف الخسائر عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل مضايقات شخصية وحملات تشويه سمعة، "خسرت الكثير. لكنني لم أخسر ضميري، لم أخسر موقفي.. ولم أندم"، وأشار إلى أن مسيرته السياسية كانت تسير بثبات حتى اللحظة التي قرر فيها أن يكون واضحاً وصريحاً بموقفه الداعم لفلسطين. "لحظة واحدة، كلمة واحدة، كانت كفيلة بقلب كل شيء".
وأوضح أنه كان بإمكانه السكوت والاستمرار في مسيرته، لكنه تساءل عن قيمة أي موقع أو منصب إذا كان ثمنه الصمت عن الدماء التي تسيل، "ما حدث ليس بطولة أو تضحية استعراضية، لكنني أدركت فوراً أن المواقف الكبيرة تتطلب أثماناً كبيرة. لم أقل شيئاً غير الحقيقة، لكن يبدو أن الحقيقة كانت مكلفة ومؤلمة".
وشدد الناشط على أنه لم يختر الحياد لأن الحيادية أحياناً تعني الشراكة، ولم يختر الصمت لأن الصمت أحياناً يعني الخيانة، ورداً على من اعتبروا موقفه "تطرفاً" أو "مجازفة"، تساءل: "متى أصبحت الإنسانية تهمة؟".
واعتبر أن فلسطين كانت اختباراً له، وأنه كان بإمكانه المساومة أو التلفيق أو تجاهل ما يحدث، لكنه لم يستطع أن يرى أطفالاً يقتلون ويظل صامتاً. وكتب هذا المنشور ليكون شاهداً على موقفه في يوم من الأيام، وليكون جواباً على بعض الأصوات "المقززة" التي تصدر في العتمة.
وأكد أنه اختار قراراته عن قناعة وليس عن قضية موسمية، معترفاً بأنه شعر بالحزن والألم والتعب والوحدة كونه إنساناً، لكن مع كل هذا الوجع كان يشعر براحة داخلية، راحة الضمير والإخلاص لقيم تربى عليها وكانت "غير قابلة للبيع".
وفي ختام منشوره المؤثر، قال الناشط: "بصراحة لست نادماً أبداً. ربما خسرت الكثير، لكنني كسبت راحتي. كسبت نظرة احترام من ناس لا أعرفهم، لكنهم يشبهونني. كسبت إيماني بنفسي من جديد، ورأيت الناس الحقيقيين، والحب والدعم الذي يأتي بدون مصالح من ناس لا يعرفونني لكنهم يؤمنون بما وقفت عشانه". وشدد على أنه لم يكن يزايد على أحد أو يبحث عن بطولة، بل كان يعبر عن موقف وإنسانية وضمير لم يرضَ أن يسكت أمام ما يحدث. "اليوم ليس لدي منصب، لكن لدي موقف، وإذا كان هذا الموقف ثمن نهاية هذه المسيرة.. فلتنتهِ وهي نظيفة".