سعيد سليمان| مجموعة العمل
تُلقي الأزمة التي تواجهها السويد في استيعاب الكفاءات المهاجرة بظلال قاتمة على حياة الفلسطينيين القادمين من سوريا، الذين فروا من ويلات الحرب والبحث عن ملاذ آمن وحياة كريمة في أوروبا.
فبدلاً من أن تُستثمر مؤهلاتهم وخبراتهم، يجد العديد منهم أنفسهم عالقين في وظائف لا تتناسب مع خلفيتهم التعليمية والمهنية، مما يزيد من شعورهم بالإحباط والضياع بعد رحلة لجوء قاسية.
عبد السلام، هو سائق حافلة فلسطيني سوري تخرج من جامعة دمشق بشهادة في اللغة الإنجليزية وعمل كمدرس، وصوله إلى السويد لم يمنحه الفرصة لممارسة مهنته التي أفنى فيها سنوات من حياته، بل وجد نفسه يقود حافلة في محافظة سكونة جنوب السويد، هذه الحالة ليست فردية، بل تعكس واقعاً مريراً يعيشه العديد من الفلسطينيين السوريين الذين يحملون شهادات جامعية وخبرات قيمة، لكنهم يواجهون صعوبات جمة في الاندماج في سوق العمل السويدي بما يتناسب مع مؤهلاتهم.
قصص أخرى قد لا تصل إلى عناوين الأخبار، لكنها لا تقلّ ألماً.
تخيل مهندساً فلسطينياً سورياً أمضى سنوات في دراسة الهندسة المعمارية، ليجد نفسه يعمل في وظيفة يدوية بسيطة لا تتطلب أياً من مهاراته، أو طبيب أسنان فلسطيني سوري كان يعالج المرضى في ريف دمشق، ليصبح عامل في دار رعاية المسنين في السويد.
هذه ليست مجرد خسارة فردية لهؤلاء الأشخاص، بل هي خسارة للمجتمع السويدي الذي يفقد فرصة الاستفادة من طاقاتهم وإمكانياتهم.
وأظهر تقرير حديث صادر عن مؤسسة "لايت هاوس ريبورتس" أن السويد تحتل المرتبة الثانية كأسوأ دولة أوروبية بعد اليونان في الاستفادة من مؤهلات المهاجرين الحاصلين على شهادات جامعية ، وتكشف الأرقام أن نسبة البطالة بين المهاجرين الجامعيين تصل إلى 8.14% مقارنة بـ2.08% فقط بين المولودين في السويد، بفارق يزيد عن 6 نقاط مئوية .
إن التحديات التي يواجهها الفلسطينيون القادمون من سوريا قد تكون مضاعفة، فبالإضافة إلى صعوبات اللغة والثقافة التي يواجهها أي مهاجر جديد، قد يواجهون أيضاً تحديات تتعلق بالاعتراف بشهاداتهم القادمة من سوريا، والتي قد لا تُعامل بنفس الطريقة التي تُعامل بها الشهادات من دول أخرى، كما أن تجاربهم المؤلمة كلاجئين والظروف الصعبة التي مروا بها قد تزيد من حاجتهم للدعم النفسي والاجتماعي، وهو ما قد لا يحصلون عليه بشكل كافٍ عند تركيز الجهود على إيجاد فرص عمل بغض النظر عن طبيعتها.
إن أزمة استيعاب الكفاءات المهاجرة في السويد ليست مجرد مشكلة اقتصادية، بل هي أيضاً قضية إنسانية واجتماعية تؤثر بشكل عميق على حياة الأفراد، بمن فيهم الفلسطينيون القادمون من سوريا الذين كانوا يأملون في بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولعائلاتهم في بلد آمن ومستقر.
إن عدم القدرة على الاستفادة من خبراتهم ومؤهلاتهم لا يحرمهم من تحقيق ذواتهم فحسب، بل قد يؤدي أيضاً إلى تفاقم شعورهم بالاغتراب والتهميش في مجتمع جديد كان من المفترض أن يكون ملاذاً لهم.
سعيد سليمان| مجموعة العمل
تُلقي الأزمة التي تواجهها السويد في استيعاب الكفاءات المهاجرة بظلال قاتمة على حياة الفلسطينيين القادمين من سوريا، الذين فروا من ويلات الحرب والبحث عن ملاذ آمن وحياة كريمة في أوروبا.
فبدلاً من أن تُستثمر مؤهلاتهم وخبراتهم، يجد العديد منهم أنفسهم عالقين في وظائف لا تتناسب مع خلفيتهم التعليمية والمهنية، مما يزيد من شعورهم بالإحباط والضياع بعد رحلة لجوء قاسية.
عبد السلام، هو سائق حافلة فلسطيني سوري تخرج من جامعة دمشق بشهادة في اللغة الإنجليزية وعمل كمدرس، وصوله إلى السويد لم يمنحه الفرصة لممارسة مهنته التي أفنى فيها سنوات من حياته، بل وجد نفسه يقود حافلة في محافظة سكونة جنوب السويد، هذه الحالة ليست فردية، بل تعكس واقعاً مريراً يعيشه العديد من الفلسطينيين السوريين الذين يحملون شهادات جامعية وخبرات قيمة، لكنهم يواجهون صعوبات جمة في الاندماج في سوق العمل السويدي بما يتناسب مع مؤهلاتهم.
قصص أخرى قد لا تصل إلى عناوين الأخبار، لكنها لا تقلّ ألماً.
تخيل مهندساً فلسطينياً سورياً أمضى سنوات في دراسة الهندسة المعمارية، ليجد نفسه يعمل في وظيفة يدوية بسيطة لا تتطلب أياً من مهاراته، أو طبيب أسنان فلسطيني سوري كان يعالج المرضى في ريف دمشق، ليصبح عامل في دار رعاية المسنين في السويد.
هذه ليست مجرد خسارة فردية لهؤلاء الأشخاص، بل هي خسارة للمجتمع السويدي الذي يفقد فرصة الاستفادة من طاقاتهم وإمكانياتهم.
وأظهر تقرير حديث صادر عن مؤسسة "لايت هاوس ريبورتس" أن السويد تحتل المرتبة الثانية كأسوأ دولة أوروبية بعد اليونان في الاستفادة من مؤهلات المهاجرين الحاصلين على شهادات جامعية ، وتكشف الأرقام أن نسبة البطالة بين المهاجرين الجامعيين تصل إلى 8.14% مقارنة بـ2.08% فقط بين المولودين في السويد، بفارق يزيد عن 6 نقاط مئوية .
إن التحديات التي يواجهها الفلسطينيون القادمون من سوريا قد تكون مضاعفة، فبالإضافة إلى صعوبات اللغة والثقافة التي يواجهها أي مهاجر جديد، قد يواجهون أيضاً تحديات تتعلق بالاعتراف بشهاداتهم القادمة من سوريا، والتي قد لا تُعامل بنفس الطريقة التي تُعامل بها الشهادات من دول أخرى، كما أن تجاربهم المؤلمة كلاجئين والظروف الصعبة التي مروا بها قد تزيد من حاجتهم للدعم النفسي والاجتماعي، وهو ما قد لا يحصلون عليه بشكل كافٍ عند تركيز الجهود على إيجاد فرص عمل بغض النظر عن طبيعتها.
إن أزمة استيعاب الكفاءات المهاجرة في السويد ليست مجرد مشكلة اقتصادية، بل هي أيضاً قضية إنسانية واجتماعية تؤثر بشكل عميق على حياة الأفراد، بمن فيهم الفلسطينيون القادمون من سوريا الذين كانوا يأملون في بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولعائلاتهم في بلد آمن ومستقر.
إن عدم القدرة على الاستفادة من خبراتهم ومؤهلاتهم لا يحرمهم من تحقيق ذواتهم فحسب، بل قد يؤدي أيضاً إلى تفاقم شعورهم بالاغتراب والتهميش في مجتمع جديد كان من المفترض أن يكون ملاذاً لهم.