map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

في الذكرى الـ77 للنكبة: فلسطينيو سوريا يحيون جراحاً متجددة بعد سقوط نظام الأسد

تاريخ النشر : 16-05-2025
في الذكرى الـ77 للنكبة: فلسطينيو سوريا يحيون جراحاً متجددة بعد سقوط نظام الأسد

مجموعة العمل| سوريا

فيما يحيي الفلسطينيون حول العالم الذكرى السابعة والسبعين لنكبة عام 1948، يقف فلسطينيو سوريا هذا العام أمام مشهد مختلف، لا يقل مرارة عن ذكرى تهجيرهم الأول. ففي عام شهد نهاية عهد النظام السوري بقيادة بشار الأسد، يستعيد اللاجئون الفلسطينيون في سوريا آلامهم المتجددة، حيث عاشوا نكبة ثانية على يد نظام لم يرحمهم، فاعتقل وقتل ودمر مخيماتهم، تماماً كما فعل مع كثير من المناطق السورية.

لطالما مثّلت النكبة جرحاً مفتوحاً في الذاكرة الفلسطينية، لكن السنوات الماضية، وتحديداً منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011، أضافت إلى هذه المأساة جراحاً جديدة. فقد دفع آلاف الفلسطينيين في سوريا ثمن صراعات لم يكونوا طرفاً فيها، بل وجدوا أنفسهم في قلب المأساة. وتشير تقارير حقوقية إلى أن النظام السوري المنهار اعتقل آلاف الفلسطينيين تعسفياً، وتعرض الكثير منهم للتعذيب وسوء المعاملة، بينما قضى المئات تحت التعذيب في سجون النظام، في انتهاكات موثقة من قبل جهات حقوقية كـ"مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا".

لم تسلم المخيمات الفلسطينية في سوريا من آلة الدمار، فمخيم اليرموك ـ الذي كان يُعرف بـ"عاصمة الشتات الفلسطيني" ـ تحول إلى ركام، بعد حصار دام لسنوات، تبعه قصف ومعارك ضارية أدت إلى تهجير من تبقى من سكانه. وفي درعا وخان الشيح وحمص ومخيم حندرات بحلب، تكررت المأساة نفسها، ما أجبر آلاف العائلات على النزوح داخلياً أو الهروب إلى دول الجوار، وبعضهم إلى الشتات من جديد.

في هذه الذكرى، لا يقتصر الحنين الفلسطيني على البيوت التي هُجروا منها عام 1948، بل يمتد إلى مخيمات كانت ملاذهم الآمن بعد النكبة، قبل أن تبتلعها نيران الحرب. في كل عام، تُرفع مفاتيح البيوت المفقودة كرمز للتمسك بحق العودة، لكن اليوم، يحمل فلسطينيو سوريا مفاتيح لبيوت تهدمت مرتين، وشعوراً مضاعفاً بالخسارة.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد هجّرت النكبة نحو 950 ألف فلسطيني من أصل مليون و400 ألف كانوا يقطنون في 1300 مدينة وقرية، ودُمّرت 774 منها، لتُقام على أنقاضها 531 مستوطنة إسرائيلية. ومنذ ذلك الحين، تضاعف عدد الفلسطينيين ليبلغ قرابة 13 مليوناً، منهم نحو 6 ملايين لاجئ يعيشون في دول عربية، ويواجهون ظروفاً معيشية قاسية، لا سيما في مخيمات سوريا المدمّرة.

اليوم، يعيش حوالي 5 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، ونحو 1.6 مليون في الأراضي المحتلة عام 1948، بينما تشتّت الآخرون بين دول المهجر. ويظل الفلسطيني السوري من أكثر فئات الشعب الفلسطيني تهميشاً ومعاناة، إذ لا تزال الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والانقسام المجتمعي، وغياب الحلول السياسية، تدفع بالكثير من شبابه إلى الهجرة والبحث عن وطن بديل.

النكبة، إذن، لم تكن حدثاً تاريخياً فحسب، بل واقعاً مستمراً يعاد إنتاجه بأشكال متعددة. واليوم، في الذكرى الـ77، يبدو أن فلسطينيي سوريا لا يحيون ذكرى النكبة فقط، بل يعيشونها بكل تفاصيلها، في حاضر ما زال يفتقد للعدالة، ومستقبل لا يزال معلقاً بين الأطلال والمنفى.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/21511

مجموعة العمل| سوريا

فيما يحيي الفلسطينيون حول العالم الذكرى السابعة والسبعين لنكبة عام 1948، يقف فلسطينيو سوريا هذا العام أمام مشهد مختلف، لا يقل مرارة عن ذكرى تهجيرهم الأول. ففي عام شهد نهاية عهد النظام السوري بقيادة بشار الأسد، يستعيد اللاجئون الفلسطينيون في سوريا آلامهم المتجددة، حيث عاشوا نكبة ثانية على يد نظام لم يرحمهم، فاعتقل وقتل ودمر مخيماتهم، تماماً كما فعل مع كثير من المناطق السورية.

لطالما مثّلت النكبة جرحاً مفتوحاً في الذاكرة الفلسطينية، لكن السنوات الماضية، وتحديداً منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011، أضافت إلى هذه المأساة جراحاً جديدة. فقد دفع آلاف الفلسطينيين في سوريا ثمن صراعات لم يكونوا طرفاً فيها، بل وجدوا أنفسهم في قلب المأساة. وتشير تقارير حقوقية إلى أن النظام السوري المنهار اعتقل آلاف الفلسطينيين تعسفياً، وتعرض الكثير منهم للتعذيب وسوء المعاملة، بينما قضى المئات تحت التعذيب في سجون النظام، في انتهاكات موثقة من قبل جهات حقوقية كـ"مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا".

لم تسلم المخيمات الفلسطينية في سوريا من آلة الدمار، فمخيم اليرموك ـ الذي كان يُعرف بـ"عاصمة الشتات الفلسطيني" ـ تحول إلى ركام، بعد حصار دام لسنوات، تبعه قصف ومعارك ضارية أدت إلى تهجير من تبقى من سكانه. وفي درعا وخان الشيح وحمص ومخيم حندرات بحلب، تكررت المأساة نفسها، ما أجبر آلاف العائلات على النزوح داخلياً أو الهروب إلى دول الجوار، وبعضهم إلى الشتات من جديد.

في هذه الذكرى، لا يقتصر الحنين الفلسطيني على البيوت التي هُجروا منها عام 1948، بل يمتد إلى مخيمات كانت ملاذهم الآمن بعد النكبة، قبل أن تبتلعها نيران الحرب. في كل عام، تُرفع مفاتيح البيوت المفقودة كرمز للتمسك بحق العودة، لكن اليوم، يحمل فلسطينيو سوريا مفاتيح لبيوت تهدمت مرتين، وشعوراً مضاعفاً بالخسارة.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد هجّرت النكبة نحو 950 ألف فلسطيني من أصل مليون و400 ألف كانوا يقطنون في 1300 مدينة وقرية، ودُمّرت 774 منها، لتُقام على أنقاضها 531 مستوطنة إسرائيلية. ومنذ ذلك الحين، تضاعف عدد الفلسطينيين ليبلغ قرابة 13 مليوناً، منهم نحو 6 ملايين لاجئ يعيشون في دول عربية، ويواجهون ظروفاً معيشية قاسية، لا سيما في مخيمات سوريا المدمّرة.

اليوم، يعيش حوالي 5 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، ونحو 1.6 مليون في الأراضي المحتلة عام 1948، بينما تشتّت الآخرون بين دول المهجر. ويظل الفلسطيني السوري من أكثر فئات الشعب الفلسطيني تهميشاً ومعاناة، إذ لا تزال الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والانقسام المجتمعي، وغياب الحلول السياسية، تدفع بالكثير من شبابه إلى الهجرة والبحث عن وطن بديل.

النكبة، إذن، لم تكن حدثاً تاريخياً فحسب، بل واقعاً مستمراً يعاد إنتاجه بأشكال متعددة. واليوم، في الذكرى الـ77، يبدو أن فلسطينيي سوريا لا يحيون ذكرى النكبة فقط، بل يعيشونها بكل تفاصيلها، في حاضر ما زال يفتقد للعدالة، ومستقبل لا يزال معلقاً بين الأطلال والمنفى.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/21511