map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

معاناة طلبة الجامعات الفلسطينيين في درعا: تكاليف باهظة وتحديات متعددة

تاريخ النشر : 10-06-2025
معاناة طلبة الجامعات الفلسطينيين في درعا: تكاليف باهظة وتحديات متعددة

 فايز أبو عيد مجموعة العمل

يواجه الطلاب الفلسطينيون في محافظة درعا السورية تحديات كبيرة في سعيهم للحصول على التعليم العالي، وسط ظروف اقتصادية صعبة وتكاليف دراسية متزايدة.

التكاليف الباهظة للدراسة:

هؤلاء الطلبة يتحملون العبء الأكبر من المعاناة، إذ إن هناك من يدرس في مدينة درعا التي تحوي بعض الكليات النظرية التابعة لجامعة دمشق كاللغة العربية والانجليزية والحقوق والاقتصاد والعلوم والرّياضيات وعلم الاجتماع وعلم النفس، ويتكلّفُ طلّابُ هذه الأقسام مبلغاً لا يقلُّ عن800 ألف ليرة في حال قرّر الطالب الدوام بشكل يومي، ونتيجة لذلك يفضّل الكثيرون الاقتصار على دوام يومٍ أو يومين في الأسبوع، فيما يضطرُّ طلبةُ الفروع العلمية إلى الذهاب إلى جامعة دمشق، وجامعات أخرى.

صعوبات مادية

 لدى حواري مع بعض الطّلبة الفلسطينيين من جلّين حول ما يتكلّفونه من مشاق ماديّةٍ ومعنويةٍ في دراستهم، فقد ذكرت (ن. ن) إحدى طالبات كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق أنّها تحتاج إلى جانب أجور المواصلات، إلى 4 كراتين للرسم أسبوعياً، سعرُ الواحدة 5000 ليرة، فضلاً عن عدّة الرّسم التي يشتريها الطلّابُ مع بداية العام الدراسي.

موضحة، أنه بالنظر إلى المشروبات أو السندويشة، التي قد يعتبرها البعضُ من الكماليّات، فهي مصاريفُ محسوبةٌ لطلّاب العمارة، تُضاف إلى مُجمل المصاريف، وخاصّةً أنّ طالبَ العمارة يقضي كلَّ نهاره في المراسم، هذه المصاريفُ المرتفعةُ دفعتِ الكثيرَ من الطّلاب لاختصار الدوامِ إلى يومين في الأسبوع.

 وهو ما أكّده (أ. س) طالب في كلية الزّراعة بجامعة البعث، حيث قال إنّه يحتاج 200 ألف ليرة في كل مرّة يذهب فيها للجامعة تتضمّنُ أجورَ المواصلات وتناولِ سندويشةٍ مع فنجان شاي، دون حسابِ تكاليفِ المحاضراتِ الجامعية مضيفاً، أذهبُ إلى الجامعة، فقط في الأيّام المُخصّصة لإعطاء الجانب العملي وذلك لتوفير النفقات، وفي باقي الأيّامِ أعمل في الورشات الزراعيّة في جلّين لتغطيةِ مصاريفي الجامعيّة، وفوق ذلك أقومُ بالعمل طيلة فترة الصّيفِ لأساعدَ أهلي بجزءٍ من مصروفي.

مشاكل تأمين السكن

في السياق، شرح محمد، وهو طالب طب أسنان بجامعة حلب انزعاجه معاناته في تأمين السكن، فالمدنُ الجامعية تشهد ازدحاماً كبيراً، حيث يصل عدد الطلاب في الغرفة الواحدة إلى أشخاص، وهذا العدد ينعكس سلباً على راحة الطالب ولا يتناسب وعلى تأمين جوّ مريح للدراسة.

لافتاً إلى أنّ وضع السكن في أغلب الوحدات سيئ جداً، مضيفاً نحن نتسلّم بعض الغرف ليس لها شبابيك ولا أبواب ولا مآخذ كهرباء ولا إنارة، وإن وُجدت الأبوابُ فلا أقفال، مما اضطرّ للاستئجار مع 4 طلاب في سبيل تأمين جوّ الدّراسة، مُضطرّاً لدفع 400 ألف ليرة مع مطالباتٍ بالزّيادة، ومع ذلك تبدو فكرة الاستئجار أفضل من السكن.

تحديات النقل

لا تنحصر معاناة الطلبة الجامعيين فقط في .... بل تتعداها إلى صعوبة التنقل من الأرياف إلى الجامعات، وكذلك في ارتفاع تكاليف النقل الخاص، والتي قد تفوق أحياناً الأقساط الجامعية.

إذ أكد (ق. غ طالب هندسة معلوماتية في جامعة قاسيون سنة ثالثة) أن المشكلة تكمن في  غلاء الأسعار غير المنطقية، فأقساط الجامعة ترتفع كل سنة مئة بالمئة، والطلاب المستجدون سيدفعون مبلغ 14 مليون قسط جامعة بدون قسط نقل، والنقل يعتبر قسطاً خاصاً يزداد كل فصل، ولعل هذه المشكلة هي ما يعاني منها كونه من جلين والنقل لا يخدم الأرياف إنّما لمركز المدينة، لذلك يُضطر للتعاقد مع باص خاص، وهذه الباصات تستغل الطالب ليتضاعف السعرُ مرّاتٍ عديدةً، ودائماً لا يتمكّن من حضور المحاضرة الأولى، ويضطرُّ للانصراف قبل بداية المحاضرة الأخيرة، وقد كشف لنا أنه في سبيل تأمين هذه الأقساط، يضطرُّ الأهالي لبيع سياراتهم او أراضيهم، مؤكداً استغرابه من أجور النقل التي تتضاعف لتغدو أعلى من قسط الجامعة،

الأعباء المالية على الأسر

 في الوقت نفسِه يقول طالبٌ (م.م كان يدرس في كلية هندسة الطّيران بجامعة حلب) إنه "ترك الدراسة في السنة الثانية وهو يجمعُ النقود في محاولة يائسةٍ للهجرة خارجِ سوريا، لأنّ الدراسةَ اليومَ لم تعدْ مُجديةً ماديّاً، وكلفتُها أكبرُ من فائدتها"، على حد تعبيره.

وفي النّهاية: فإنّ الطّلبةَ الفلسطينيين في جلّين ليسوا إلا امتداداً لما يعانيه أبناؤنا الطّلبةُ في كلّ مخيمات سوريّة، مما يشكل عائقاً كبيراً أمام تحصيلهم العلمي ومستقبلهم المهني.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/21615

 فايز أبو عيد مجموعة العمل

يواجه الطلاب الفلسطينيون في محافظة درعا السورية تحديات كبيرة في سعيهم للحصول على التعليم العالي، وسط ظروف اقتصادية صعبة وتكاليف دراسية متزايدة.

التكاليف الباهظة للدراسة:

هؤلاء الطلبة يتحملون العبء الأكبر من المعاناة، إذ إن هناك من يدرس في مدينة درعا التي تحوي بعض الكليات النظرية التابعة لجامعة دمشق كاللغة العربية والانجليزية والحقوق والاقتصاد والعلوم والرّياضيات وعلم الاجتماع وعلم النفس، ويتكلّفُ طلّابُ هذه الأقسام مبلغاً لا يقلُّ عن800 ألف ليرة في حال قرّر الطالب الدوام بشكل يومي، ونتيجة لذلك يفضّل الكثيرون الاقتصار على دوام يومٍ أو يومين في الأسبوع، فيما يضطرُّ طلبةُ الفروع العلمية إلى الذهاب إلى جامعة دمشق، وجامعات أخرى.

صعوبات مادية

 لدى حواري مع بعض الطّلبة الفلسطينيين من جلّين حول ما يتكلّفونه من مشاق ماديّةٍ ومعنويةٍ في دراستهم، فقد ذكرت (ن. ن) إحدى طالبات كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق أنّها تحتاج إلى جانب أجور المواصلات، إلى 4 كراتين للرسم أسبوعياً، سعرُ الواحدة 5000 ليرة، فضلاً عن عدّة الرّسم التي يشتريها الطلّابُ مع بداية العام الدراسي.

موضحة، أنه بالنظر إلى المشروبات أو السندويشة، التي قد يعتبرها البعضُ من الكماليّات، فهي مصاريفُ محسوبةٌ لطلّاب العمارة، تُضاف إلى مُجمل المصاريف، وخاصّةً أنّ طالبَ العمارة يقضي كلَّ نهاره في المراسم، هذه المصاريفُ المرتفعةُ دفعتِ الكثيرَ من الطّلاب لاختصار الدوامِ إلى يومين في الأسبوع.

 وهو ما أكّده (أ. س) طالب في كلية الزّراعة بجامعة البعث، حيث قال إنّه يحتاج 200 ألف ليرة في كل مرّة يذهب فيها للجامعة تتضمّنُ أجورَ المواصلات وتناولِ سندويشةٍ مع فنجان شاي، دون حسابِ تكاليفِ المحاضراتِ الجامعية مضيفاً، أذهبُ إلى الجامعة، فقط في الأيّام المُخصّصة لإعطاء الجانب العملي وذلك لتوفير النفقات، وفي باقي الأيّامِ أعمل في الورشات الزراعيّة في جلّين لتغطيةِ مصاريفي الجامعيّة، وفوق ذلك أقومُ بالعمل طيلة فترة الصّيفِ لأساعدَ أهلي بجزءٍ من مصروفي.

مشاكل تأمين السكن

في السياق، شرح محمد، وهو طالب طب أسنان بجامعة حلب انزعاجه معاناته في تأمين السكن، فالمدنُ الجامعية تشهد ازدحاماً كبيراً، حيث يصل عدد الطلاب في الغرفة الواحدة إلى أشخاص، وهذا العدد ينعكس سلباً على راحة الطالب ولا يتناسب وعلى تأمين جوّ مريح للدراسة.

لافتاً إلى أنّ وضع السكن في أغلب الوحدات سيئ جداً، مضيفاً نحن نتسلّم بعض الغرف ليس لها شبابيك ولا أبواب ولا مآخذ كهرباء ولا إنارة، وإن وُجدت الأبوابُ فلا أقفال، مما اضطرّ للاستئجار مع 4 طلاب في سبيل تأمين جوّ الدّراسة، مُضطرّاً لدفع 400 ألف ليرة مع مطالباتٍ بالزّيادة، ومع ذلك تبدو فكرة الاستئجار أفضل من السكن.

تحديات النقل

لا تنحصر معاناة الطلبة الجامعيين فقط في .... بل تتعداها إلى صعوبة التنقل من الأرياف إلى الجامعات، وكذلك في ارتفاع تكاليف النقل الخاص، والتي قد تفوق أحياناً الأقساط الجامعية.

إذ أكد (ق. غ طالب هندسة معلوماتية في جامعة قاسيون سنة ثالثة) أن المشكلة تكمن في  غلاء الأسعار غير المنطقية، فأقساط الجامعة ترتفع كل سنة مئة بالمئة، والطلاب المستجدون سيدفعون مبلغ 14 مليون قسط جامعة بدون قسط نقل، والنقل يعتبر قسطاً خاصاً يزداد كل فصل، ولعل هذه المشكلة هي ما يعاني منها كونه من جلين والنقل لا يخدم الأرياف إنّما لمركز المدينة، لذلك يُضطر للتعاقد مع باص خاص، وهذه الباصات تستغل الطالب ليتضاعف السعرُ مرّاتٍ عديدةً، ودائماً لا يتمكّن من حضور المحاضرة الأولى، ويضطرُّ للانصراف قبل بداية المحاضرة الأخيرة، وقد كشف لنا أنه في سبيل تأمين هذه الأقساط، يضطرُّ الأهالي لبيع سياراتهم او أراضيهم، مؤكداً استغرابه من أجور النقل التي تتضاعف لتغدو أعلى من قسط الجامعة،

الأعباء المالية على الأسر

 في الوقت نفسِه يقول طالبٌ (م.م كان يدرس في كلية هندسة الطّيران بجامعة حلب) إنه "ترك الدراسة في السنة الثانية وهو يجمعُ النقود في محاولة يائسةٍ للهجرة خارجِ سوريا، لأنّ الدراسةَ اليومَ لم تعدْ مُجديةً ماديّاً، وكلفتُها أكبرُ من فائدتها"، على حد تعبيره.

وفي النّهاية: فإنّ الطّلبةَ الفلسطينيين في جلّين ليسوا إلا امتداداً لما يعانيه أبناؤنا الطّلبةُ في كلّ مخيمات سوريّة، مما يشكل عائقاً كبيراً أمام تحصيلهم العلمي ومستقبلهم المهني.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/21615