map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

الفلسطينيون في سوريا. معاناة متواصلة للحصول على الرعاية الصحية الأساسية

تاريخ النشر : 14-06-2025
الفلسطينيون في سوريا. معاناة متواصلة للحصول على الرعاية الصحية الأساسية

 فايز أبو عيد مجموعة العمل

يعيش اللاجئون الفلسطينيون في سوريا تحت ظروف استثنائية مليئة بالتحديات، حيث يعانون من نقص حاد في الخدمات الطبية التي أصبحت من الاحتياجات الأساسية للحياة، فالمراكز الصحية التابعة لوكالة الأونروا والتي تمثل نقطة الدفاع الأولى عن صحة اللاجئين، تواجه العديد من الصعوبات التي تعيق قدرتها على تقديم الرعاية الطبية المناسبة لهم.

من أبرز هذه التحديات، مشكلة الوصول إلى الأدوية الضرورية التي تعد عنصرًا حيويًا في حياة اللاجئين، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية التي تعمق معاناتهم، فعلى الرغم من التقديرات المتزايدة لحاجة اللاجئ الفلسطيني للأدوية الأساسية، إلا أن الوضع في المراكز الصحية لا يزال يفتقر إلى هذه الإمكانيات.

ففي مخيم جرمانا يشتكي اللاجئون الفلسطينيون من صعوبات كبيرة في الحصول على الأدوية المناسبة، هناك العديد من القصص المؤلمة التي تروي معاناة هؤلاء الأشخاص الذين اضطروا لمغادرة منازلهم بسبب الأحداث المؤلمة في سوريا.

تروي إحدى اللاجئات الفلسطينيّات، التي نزحت من مخيم اليرموك إلى جرمانا عام 2011، تجربتها مع عدم توفر الأدوية. تذهب هذه السيدة بانتظام إلى مستوصف "الكابري" المحلي، إلا أنها غالبًا ما تصطدم بعدم توفر الأدوية التي تحتاجها بشكل أساسي. تعاني السيدة من مرض ضغط الدم، ولا تجد الأدوية الخاصة بتنظيمه في المستوصف، بل تُضطر إلى الحصول على أدوية بسيطة لا تفيد في حالتها مثل الأسبرين أو البروفين، مما يزيد معاناتها الصحية.

إلى جانب معاناتها الصحية، فإن زوج هذه السيدة، الذي يعاني من أمراض القلب وداء السكري، كان يعتمد على الأدوية الموزعة من المستوصف، ولكن بعد اختفاء الأدوية اللازمة هناك، أصبح مضطراً لشراء الأدوية من الصيدليات الخاصة بأسعار مرتفعة. "أنا لا أستطيع تحمل هذه الأعباء المالية، وأسعار الأدوية في السوق أصبحت أعلى من قدرتنا، فالوضع الاقتصادي في سوريا لا يساعدنا"، يقول الزوج بنبرة يأس.

ويتحدث الزوج عن محاولاته المتكررة للحصول على مساعدة من خلال تقديم طلب "الأكثر عوزًا"، إلا أن هذا الطلب قد قوبل بالرفض رغم استيفائه الشروط المطلوبة، منها نوع المرض وتقدمه في السن. "لقد تقدمت بأكثر من طلب، لكن دون فائدة. لم أتلق أي مساعدة، وكان الرد دائمًا سلبيًا، كما أنني لم أجد إلا معاملة سيئة من قبل الموظفين"، يضيف الزوج بحسرة. ويتطرق إلى معاناته في التعامل مع الإجراءات الإدارية، مشيرًا إلى ما وصفه "بالمحسوبية" في توزيع الأدوية.

ليس غريبًا أن تكون معاناة اللاجئين الفلسطينيين في الحصول على الرعاية الصحية، إلا أن المشكلة لا تقتصر على نقص الأدوية فقط، بل تشمل أيضًا معوقات اجتماعية تتعلق بوجود محسوبيات في توزيع الأدوية.

يقول أحد الرجال النازحين من مخيم اليرموك: "هناك ممارسات سلبية من بعض العاملين في المجال الصحي، حيث يعتمد بعضهم على العلاقات العشائرية لصرف الأدوية لأقاربهم، مما يخلق نوعًا من الظلم، في حين يعاني آخرون من عدم الحصول على العلاج اللازم".

تتفاقم معاناة هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين بسبب الظروف الاقتصادية القاسية التي يعيشونها، الأمر الذي ينعكس بشكل كبير على حالتهم النفسية. فغياب الرعاية الصحية والعجز عن الحصول على الأدوية اللازمة، يضيف عبئًا نفسيًا مضاعفًا على اللاجئين، الذين يعانون من القلق المستمر والخوف من المستقبل. هذه الضغوط النفسية تؤدي إلى تفاقم حالات الاكتئاب، مما يجعل من الضروري توفير دعم نفسي إضافي لهذه الفئة التي تجد نفسها عالقة في حلقة مفرغة من المعاناة.

في النهاية، يبقى اللاجئون الفلسطينيون في سوريا يعانون في صمت، في انتظار الحلول التي قد تخفف من معاناتهم وتتيح لهم حق الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية التي يستحقونها.

 ومع استمرار هذا الواقع، تظل الدعوات مستمرة من قبل المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي من أجل تحسين ظروف اللاجئين الفلسطينيين وتوفير الدعم الطبي اللازم لهم في ظل هذه الظروف الصعبة.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/21632

 فايز أبو عيد مجموعة العمل

يعيش اللاجئون الفلسطينيون في سوريا تحت ظروف استثنائية مليئة بالتحديات، حيث يعانون من نقص حاد في الخدمات الطبية التي أصبحت من الاحتياجات الأساسية للحياة، فالمراكز الصحية التابعة لوكالة الأونروا والتي تمثل نقطة الدفاع الأولى عن صحة اللاجئين، تواجه العديد من الصعوبات التي تعيق قدرتها على تقديم الرعاية الطبية المناسبة لهم.

من أبرز هذه التحديات، مشكلة الوصول إلى الأدوية الضرورية التي تعد عنصرًا حيويًا في حياة اللاجئين، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية التي تعمق معاناتهم، فعلى الرغم من التقديرات المتزايدة لحاجة اللاجئ الفلسطيني للأدوية الأساسية، إلا أن الوضع في المراكز الصحية لا يزال يفتقر إلى هذه الإمكانيات.

ففي مخيم جرمانا يشتكي اللاجئون الفلسطينيون من صعوبات كبيرة في الحصول على الأدوية المناسبة، هناك العديد من القصص المؤلمة التي تروي معاناة هؤلاء الأشخاص الذين اضطروا لمغادرة منازلهم بسبب الأحداث المؤلمة في سوريا.

تروي إحدى اللاجئات الفلسطينيّات، التي نزحت من مخيم اليرموك إلى جرمانا عام 2011، تجربتها مع عدم توفر الأدوية. تذهب هذه السيدة بانتظام إلى مستوصف "الكابري" المحلي، إلا أنها غالبًا ما تصطدم بعدم توفر الأدوية التي تحتاجها بشكل أساسي. تعاني السيدة من مرض ضغط الدم، ولا تجد الأدوية الخاصة بتنظيمه في المستوصف، بل تُضطر إلى الحصول على أدوية بسيطة لا تفيد في حالتها مثل الأسبرين أو البروفين، مما يزيد معاناتها الصحية.

إلى جانب معاناتها الصحية، فإن زوج هذه السيدة، الذي يعاني من أمراض القلب وداء السكري، كان يعتمد على الأدوية الموزعة من المستوصف، ولكن بعد اختفاء الأدوية اللازمة هناك، أصبح مضطراً لشراء الأدوية من الصيدليات الخاصة بأسعار مرتفعة. "أنا لا أستطيع تحمل هذه الأعباء المالية، وأسعار الأدوية في السوق أصبحت أعلى من قدرتنا، فالوضع الاقتصادي في سوريا لا يساعدنا"، يقول الزوج بنبرة يأس.

ويتحدث الزوج عن محاولاته المتكررة للحصول على مساعدة من خلال تقديم طلب "الأكثر عوزًا"، إلا أن هذا الطلب قد قوبل بالرفض رغم استيفائه الشروط المطلوبة، منها نوع المرض وتقدمه في السن. "لقد تقدمت بأكثر من طلب، لكن دون فائدة. لم أتلق أي مساعدة، وكان الرد دائمًا سلبيًا، كما أنني لم أجد إلا معاملة سيئة من قبل الموظفين"، يضيف الزوج بحسرة. ويتطرق إلى معاناته في التعامل مع الإجراءات الإدارية، مشيرًا إلى ما وصفه "بالمحسوبية" في توزيع الأدوية.

ليس غريبًا أن تكون معاناة اللاجئين الفلسطينيين في الحصول على الرعاية الصحية، إلا أن المشكلة لا تقتصر على نقص الأدوية فقط، بل تشمل أيضًا معوقات اجتماعية تتعلق بوجود محسوبيات في توزيع الأدوية.

يقول أحد الرجال النازحين من مخيم اليرموك: "هناك ممارسات سلبية من بعض العاملين في المجال الصحي، حيث يعتمد بعضهم على العلاقات العشائرية لصرف الأدوية لأقاربهم، مما يخلق نوعًا من الظلم، في حين يعاني آخرون من عدم الحصول على العلاج اللازم".

تتفاقم معاناة هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين بسبب الظروف الاقتصادية القاسية التي يعيشونها، الأمر الذي ينعكس بشكل كبير على حالتهم النفسية. فغياب الرعاية الصحية والعجز عن الحصول على الأدوية اللازمة، يضيف عبئًا نفسيًا مضاعفًا على اللاجئين، الذين يعانون من القلق المستمر والخوف من المستقبل. هذه الضغوط النفسية تؤدي إلى تفاقم حالات الاكتئاب، مما يجعل من الضروري توفير دعم نفسي إضافي لهذه الفئة التي تجد نفسها عالقة في حلقة مفرغة من المعاناة.

في النهاية، يبقى اللاجئون الفلسطينيون في سوريا يعانون في صمت، في انتظار الحلول التي قد تخفف من معاناتهم وتتيح لهم حق الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية التي يستحقونها.

 ومع استمرار هذا الواقع، تظل الدعوات مستمرة من قبل المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي من أجل تحسين ظروف اللاجئين الفلسطينيين وتوفير الدعم الطبي اللازم لهم في ظل هذه الظروف الصعبة.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/21632