map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

الأونروا بين مأساة الفلسطيني وحضور الغياب

تاريخ النشر : 26-06-2025
الأونروا بين مأساة الفلسطيني وحضور الغياب

نضال الخليل مجموعة العمل

وكالة اللاجئين.. عنوانٌ لا ينتهي

كانت الأونروا منذ تأسيسها قبل سبعين عاماً ملجأً ضيقاً أمام عاصفة التشرد والشتات بوابة أولى نحو العدم ومتنفساً مؤقتاً لفلسطيني ينزح من وطنه دون أفق واضح للعودة في سوريا كانت صورة الأونروا ترتبط بالمخيم وبالتسجيل وببطاقات الهوية وأحياناً بتوزيع طعام أو دواء حتى غدت المؤسسة رمزاً لبقاء فلسطيني تحت سقف لا وطن له.

لكن سقوط الأسد لم يكن فقط نهاية نظام، بل بداية انهيار آليات الأونروا في دولة انهارت وفي مجتمع مشتت ما بين النزوح الداخلي والخارجي ما بين القهر السياسي والاضطهاد الاقتصادي.

الأونروا ما بعد الأسد – منظمة في مفترق طرق

تجربة الأونروا في سوريا بعد سقوط الأسد ليست مجرد سرد إداري أو تقارير مالية، بل مرآة لصراع الحياة والموت

 كانت الأونروا لا تزال الجهة الرسمية التي تقدم خدمات للفلسطينيين لكنها تقلصت مواردها بشكل حاد بفعل الأزمة الاقتصادية وانقطاع الدعم، هي الآن ليست فقط وكالة تقدم مساعدات، بل ساحة صراع سياسي بين أطراف: النظام السابق - الثورة - الفصائل الفلسطينية - والدول المانحة كل يملأ فراغها بما يشبه استثمار المأساة

الأونروا والهوية الفلسطينية – تأرجح بين الحضور والغياب

الأونروا ليست مجرد منظمة إنسانية، بل مؤسسة حافظت على حضور الفلسطيني.

 الفلسطيني داخل ذاكرة اللاجئ بطاقة التسجيل ليست ورقة فقط، بل شهادة على الوجود، دفاع عن الهوية وطوق نجاة من نسيان العالم.

لكن بعد أن تحوّل الفلسطيني السوري إلى لاجئ جديد في أصقاع الأرض باتت أونروا تئن تحت ثقل الفشل السياسي والاقتصادي مع كل خفض في الخدمات مع كل تقليص في الدعم يتآكل حضور الفلسطيني ويتراجع صوته ويتعمق غيابُه.

واقع الخدمات – بين الوعود المقيدة والاحتياجات المفتوحة

كانت المدارس التي تديرها الأونروا في مخيمات اللاجئين في سوريا بؤر حياة ومنارات أمل رغم الخراب لكن فيما بعد شهدت تدميراً ممنهجاً للمخيمات مما جعل التعليم أمام تحديات غير مسبوقة: نقص التمويل - تدمير البنى التحتية - نزوح المعلمين - وغياب الأمان، المساعدات الغذائية والطبية التي كانت شريان حياة باتت في عديد الأحيان غير كافية أو متوقفة الأسر الفلسطينية تجد نفسها أمام جوع ليس فقط الجسد، بل جوع الروح ذلك الجوع الذي لا تعالجه صرفيات ولا أرقام.

الأونروا والسياسة – بين الاستقلالية والاحتواء

حاولت الأونروا أن تحافظ على حيادها في معركة سوريا السياسية لكن في عالم تنعدم فيه الحدود بين السياسة والإنسان لا يمكن لمنظمة تُدعى إنسانية أن تبقى بعيدة.

في دمشق كانت الأونروا تواجه ضغوطاً من النظام السابق وفي المخيمات المحررة أو الخارجة عن السيطرة كانت خاضعة لتوازنات معقدة بين الفصائل المسلحة والسياسات الدولية.

هذا الواقع جعل منها مؤسسة بين نارين: رغبة في الحفاظ على الخدمات وضغط سياسي يجعلها أحياناً أداة في لعبة أكبر من قدراتها.

البعد النفسي والإنساني – الفلسطيني بين فقدان الوطن وفقدان المساعدة

لا يمكن قراءة دور الأونروا في سوريا بمعزل عن الألم النفسي الذي يعيشه الفلسطيني: فقدان الوطن - الإحساس بالهجومية المستمرة على وجوده والخوف من أن يتحول اسمه إلى مجرد رقم في سجلّات وكالة لم تعد قادرة على الاحتواء.

الشباب الفلسطيني الذين كانوا يشكلون نسبة كبيرة من المنتفعين يعانون من إحباط مزمن ليس فقط من البطالة والفقر، بل من غياب أفق سياسي يؤمن لهم مستقبلاً.

النساء - أمهات وأرامل شهداء ينتظرن بصمت الدعم الذي لا يكفي والاهتمام الذي لا يصل وكل عائلة فلسطينية في سوريا تحمل على عاتقها مأساة مزدوجة: لا وطن ولا كرامة.

أفق المستقبل – هل ثمة منقذ في زمن الغياب؟

يبقى السؤال مطروحاً:

  • كيف يمكن للأونروا أن تعيد بناء حضورها في ظل سوريا ما بعد الأسد؟
  • وكيف يمكنها أن تكون أكثر من مجرد وكيل خدمات لتصبح فاعلاً في صوغ مستقبل فلسطيني أكثر كرامة ووجوداً؟

هل يمكنها تجاوز القيود المالية والسياسية لتعيد بناء الثقة مع الفلسطيني ليستعيد هذا الأخير ثقته بحقه في وطنه أو على الأقل بحقه في الحياة الإنسانية الكريمة؟

ربما لا تكمن الإجابة في توسيع برامج مساعدات عاجلة فقط، بل في إعادة بناء سردية فلسطينية سورية حاضرة في سوريا الجديدة سردية تتخطى الألم لتصنع أملًا يتنفسه الشباب ويشعر به كبار السن.

بين الغياب والحضور.. أونروا تحت الرحمة

الأونروا اليوم ليست فقط منظمة تحت الضغط المالي والسياسي، بل صورة صارخة عن مأزق فلسطينيي سوريا حضورها هو في ذات الوقت غيابها:  تقدم المساعدات لكن لا تستطيع أن تعيد بناء وطن.

الفلسطيني السوري بحاجة إلى أكثر من معونات مؤقتة إلى أكثر من بطاقة تسجيل يحتاج إلى اعتراف إلى حماية إلى مستقبل يتجاوز انتظار العودة في زمن تبدلت فيه الأرض والسماء

في هذا المأزق تظل الأونروا تقف بين الطموح والواقع بين الوعود المقطوعة والانتظارات المتزايدة كمنارة تتأرجح في عاصفة لا تهدأ.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/21678

نضال الخليل مجموعة العمل

وكالة اللاجئين.. عنوانٌ لا ينتهي

كانت الأونروا منذ تأسيسها قبل سبعين عاماً ملجأً ضيقاً أمام عاصفة التشرد والشتات بوابة أولى نحو العدم ومتنفساً مؤقتاً لفلسطيني ينزح من وطنه دون أفق واضح للعودة في سوريا كانت صورة الأونروا ترتبط بالمخيم وبالتسجيل وببطاقات الهوية وأحياناً بتوزيع طعام أو دواء حتى غدت المؤسسة رمزاً لبقاء فلسطيني تحت سقف لا وطن له.

لكن سقوط الأسد لم يكن فقط نهاية نظام، بل بداية انهيار آليات الأونروا في دولة انهارت وفي مجتمع مشتت ما بين النزوح الداخلي والخارجي ما بين القهر السياسي والاضطهاد الاقتصادي.

الأونروا ما بعد الأسد – منظمة في مفترق طرق

تجربة الأونروا في سوريا بعد سقوط الأسد ليست مجرد سرد إداري أو تقارير مالية، بل مرآة لصراع الحياة والموت

 كانت الأونروا لا تزال الجهة الرسمية التي تقدم خدمات للفلسطينيين لكنها تقلصت مواردها بشكل حاد بفعل الأزمة الاقتصادية وانقطاع الدعم، هي الآن ليست فقط وكالة تقدم مساعدات، بل ساحة صراع سياسي بين أطراف: النظام السابق - الثورة - الفصائل الفلسطينية - والدول المانحة كل يملأ فراغها بما يشبه استثمار المأساة

الأونروا والهوية الفلسطينية – تأرجح بين الحضور والغياب

الأونروا ليست مجرد منظمة إنسانية، بل مؤسسة حافظت على حضور الفلسطيني.

 الفلسطيني داخل ذاكرة اللاجئ بطاقة التسجيل ليست ورقة فقط، بل شهادة على الوجود، دفاع عن الهوية وطوق نجاة من نسيان العالم.

لكن بعد أن تحوّل الفلسطيني السوري إلى لاجئ جديد في أصقاع الأرض باتت أونروا تئن تحت ثقل الفشل السياسي والاقتصادي مع كل خفض في الخدمات مع كل تقليص في الدعم يتآكل حضور الفلسطيني ويتراجع صوته ويتعمق غيابُه.

واقع الخدمات – بين الوعود المقيدة والاحتياجات المفتوحة

كانت المدارس التي تديرها الأونروا في مخيمات اللاجئين في سوريا بؤر حياة ومنارات أمل رغم الخراب لكن فيما بعد شهدت تدميراً ممنهجاً للمخيمات مما جعل التعليم أمام تحديات غير مسبوقة: نقص التمويل - تدمير البنى التحتية - نزوح المعلمين - وغياب الأمان، المساعدات الغذائية والطبية التي كانت شريان حياة باتت في عديد الأحيان غير كافية أو متوقفة الأسر الفلسطينية تجد نفسها أمام جوع ليس فقط الجسد، بل جوع الروح ذلك الجوع الذي لا تعالجه صرفيات ولا أرقام.

الأونروا والسياسة – بين الاستقلالية والاحتواء

حاولت الأونروا أن تحافظ على حيادها في معركة سوريا السياسية لكن في عالم تنعدم فيه الحدود بين السياسة والإنسان لا يمكن لمنظمة تُدعى إنسانية أن تبقى بعيدة.

في دمشق كانت الأونروا تواجه ضغوطاً من النظام السابق وفي المخيمات المحررة أو الخارجة عن السيطرة كانت خاضعة لتوازنات معقدة بين الفصائل المسلحة والسياسات الدولية.

هذا الواقع جعل منها مؤسسة بين نارين: رغبة في الحفاظ على الخدمات وضغط سياسي يجعلها أحياناً أداة في لعبة أكبر من قدراتها.

البعد النفسي والإنساني – الفلسطيني بين فقدان الوطن وفقدان المساعدة

لا يمكن قراءة دور الأونروا في سوريا بمعزل عن الألم النفسي الذي يعيشه الفلسطيني: فقدان الوطن - الإحساس بالهجومية المستمرة على وجوده والخوف من أن يتحول اسمه إلى مجرد رقم في سجلّات وكالة لم تعد قادرة على الاحتواء.

الشباب الفلسطيني الذين كانوا يشكلون نسبة كبيرة من المنتفعين يعانون من إحباط مزمن ليس فقط من البطالة والفقر، بل من غياب أفق سياسي يؤمن لهم مستقبلاً.

النساء - أمهات وأرامل شهداء ينتظرن بصمت الدعم الذي لا يكفي والاهتمام الذي لا يصل وكل عائلة فلسطينية في سوريا تحمل على عاتقها مأساة مزدوجة: لا وطن ولا كرامة.

أفق المستقبل – هل ثمة منقذ في زمن الغياب؟

يبقى السؤال مطروحاً:

  • كيف يمكن للأونروا أن تعيد بناء حضورها في ظل سوريا ما بعد الأسد؟
  • وكيف يمكنها أن تكون أكثر من مجرد وكيل خدمات لتصبح فاعلاً في صوغ مستقبل فلسطيني أكثر كرامة ووجوداً؟

هل يمكنها تجاوز القيود المالية والسياسية لتعيد بناء الثقة مع الفلسطيني ليستعيد هذا الأخير ثقته بحقه في وطنه أو على الأقل بحقه في الحياة الإنسانية الكريمة؟

ربما لا تكمن الإجابة في توسيع برامج مساعدات عاجلة فقط، بل في إعادة بناء سردية فلسطينية سورية حاضرة في سوريا الجديدة سردية تتخطى الألم لتصنع أملًا يتنفسه الشباب ويشعر به كبار السن.

بين الغياب والحضور.. أونروا تحت الرحمة

الأونروا اليوم ليست فقط منظمة تحت الضغط المالي والسياسي، بل صورة صارخة عن مأزق فلسطينيي سوريا حضورها هو في ذات الوقت غيابها:  تقدم المساعدات لكن لا تستطيع أن تعيد بناء وطن.

الفلسطيني السوري بحاجة إلى أكثر من معونات مؤقتة إلى أكثر من بطاقة تسجيل يحتاج إلى اعتراف إلى حماية إلى مستقبل يتجاوز انتظار العودة في زمن تبدلت فيه الأرض والسماء

في هذا المأزق تظل الأونروا تقف بين الطموح والواقع بين الوعود المقطوعة والانتظارات المتزايدة كمنارة تتأرجح في عاصفة لا تهدأ.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/21678