map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

سوريا.. 90% من الطلبة الفلسطينيين يؤدون امتحانات الثانوية في ظروف صعبة

تاريخ النشر : 21-07-2025
سوريا.. 90% من الطلبة الفلسطينيين يؤدون امتحانات الثانوية في ظروف صعبة

مجموعة العمل ــ سوريا

رغم الظروف القاسية التي تعصف بالفلسطينيين في سوريا للسنة الرابعة عشرة على التوالي، يستمر أكثر من 10,000 طالب فلسطيني في مختلف مناطق سوريا ومخيماتها بتقديم امتحانات الشهادة الثانوية العامة لعام 2025، إلى جانب بقية الطلاب السوريين الذين يبلغ عددهم الإجمالي هذا العام 344 ألف طالب وطالبة، موزعين على 1582 مركزاً امتحانياً.

وتكشف شهادات الطلاب عن صعوبات مركبة يعانونها في موسم الامتحانات، حيث أظهرت تقارير ميدانية أن حوالي 90% من الطلبة الفلسطينيين يواجهون بشكل يومي انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 10 ساعات، ما ينعكس سلباً على قدرتهم على التحضير والتركيز. كما أشار نحو 75% من الطلاب إلى أنّ ضعف الإنترنت وغياب التبريد والإنارة، وارتفاع درجات الحرارة تزيد من التوتر والضغط النفسي.

الطالبة يارا خالد محمد (الفرع العلمي) وصفت امتحان الفيزياء هذا العام بأنه جاء صعباً ودقيقاً، مع تأخر في توزيع الأوراق الامتحانية لأكثر من 20 دقيقة، ما أدى لقلق جماعي بين الطلبة. وتقول: "كان الوقت ضيقاً جداً، والأسئلة تتطلب تركيزاً مضاعفاً، وفوق ذلك نشعر بضيق الوقت وحرارة القاعة وانقطاع الكهرباء".

أما الطالبة مي حسين من نفس المرحلة فتقول: "اضطررت لمغادرة المخيم للدراسة عند أقارب لي بسبب تكرر انقطاع الكهرباء وعدم توفر المعلمين في مدرستي. حتى الطريق إلى مركز الامتحان متعب ويحتاج لساعات وسط المواصلات المزدحمة". وتضيف: "النقل المجاني الذي وفرته بعض الجهات الطلابية خفف عنا، لكنه لم يلغِ الازدحام، ففي كثير من الأحيان وقفنا طوال الطريق بسبب امتلاء الباصات بالأهالي والطلاب".

الطالب محمود نبيل أسعد يلفت إلى أن منهج الثانوية لهذا العام كان كثيفاً وواسع النطاق، ويحتاج لجهد أكبر مما هو متاح في ظل الأوضاع الراهنة. ويشيد بجهود المبادرات الطلابية التطوعية التي ساعدت في تخفيف أعباء التنقل عن الطلبة.

من جهته، يوضح الدكتور ناصر الحسن، الباحث التربوي المتخصص في شؤون التعليم في مناطق النزاع، أن "الطلبة الفلسطينيين في سوريا يواجهون تحديات فريدة من نوعها، حيث تتضاعف صعوبة التحصيل العلمي لديهم بسبب غياب الاستقرار المعيشي وندرة الخدمات الأساسية، وضعف البنية التحتية التعليمية في مخيماتهم". ويؤكد أن "الضغط النفسي الناتج عن انقطاع الكهرباء وصعوبة النقل وسوء الخدمات ينعكس بشكل مباشر على أداء الطلبة، ويهدّد كثيرين منهم بخسارة عامهم الدراسي رغم قدراتهم وإصرارهم".

تشير إحصائيات محلية إلى أن ما يقارب 35% من المدارس في بعض المخيمات تعاني من نقص شديد في الكوادر التعليمية، فيما يلجأ حوالي 40% من الطلاب الفلسطينيين إلى الدروس الخصوصية رغم الظروف الاقتصادية الصعبة لتعويض النقص في الحصص النظامية.

ورغم معاناة الطلاب، شكرت غالبية الأسر والطلاب المبادرات المجتمعية التي توفر بعض الحلول المؤقتة، من بينها إطلاق وسائل نقل مجانية للامتحانات أو توزيع مصابيح شحن كهربائية للمذاكرة، لكنهم أجمعوا أن الحلول الجذرية تبدأ بإصلاح واقع الخدمات في المخيمات، وتوفير الدعم النفسي والتربوي للطلبة.

يبقى الطلبة الفلسطينيون في سوريا نموذجاً للصمود والتحدي وسط أزمات متفاقمة في الكهرباء والتعليم والمواصلات، آملين أن تتم جهود حقيقية لدعمهم في مواصلة حقهم الأساسي في التعليم، الذي يعتبرونه نافذتهم الوحيدة نحو مستقبل أكثر استقراراً وكرامة.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/21782

مجموعة العمل ــ سوريا

رغم الظروف القاسية التي تعصف بالفلسطينيين في سوريا للسنة الرابعة عشرة على التوالي، يستمر أكثر من 10,000 طالب فلسطيني في مختلف مناطق سوريا ومخيماتها بتقديم امتحانات الشهادة الثانوية العامة لعام 2025، إلى جانب بقية الطلاب السوريين الذين يبلغ عددهم الإجمالي هذا العام 344 ألف طالب وطالبة، موزعين على 1582 مركزاً امتحانياً.

وتكشف شهادات الطلاب عن صعوبات مركبة يعانونها في موسم الامتحانات، حيث أظهرت تقارير ميدانية أن حوالي 90% من الطلبة الفلسطينيين يواجهون بشكل يومي انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 10 ساعات، ما ينعكس سلباً على قدرتهم على التحضير والتركيز. كما أشار نحو 75% من الطلاب إلى أنّ ضعف الإنترنت وغياب التبريد والإنارة، وارتفاع درجات الحرارة تزيد من التوتر والضغط النفسي.

الطالبة يارا خالد محمد (الفرع العلمي) وصفت امتحان الفيزياء هذا العام بأنه جاء صعباً ودقيقاً، مع تأخر في توزيع الأوراق الامتحانية لأكثر من 20 دقيقة، ما أدى لقلق جماعي بين الطلبة. وتقول: "كان الوقت ضيقاً جداً، والأسئلة تتطلب تركيزاً مضاعفاً، وفوق ذلك نشعر بضيق الوقت وحرارة القاعة وانقطاع الكهرباء".

أما الطالبة مي حسين من نفس المرحلة فتقول: "اضطررت لمغادرة المخيم للدراسة عند أقارب لي بسبب تكرر انقطاع الكهرباء وعدم توفر المعلمين في مدرستي. حتى الطريق إلى مركز الامتحان متعب ويحتاج لساعات وسط المواصلات المزدحمة". وتضيف: "النقل المجاني الذي وفرته بعض الجهات الطلابية خفف عنا، لكنه لم يلغِ الازدحام، ففي كثير من الأحيان وقفنا طوال الطريق بسبب امتلاء الباصات بالأهالي والطلاب".

الطالب محمود نبيل أسعد يلفت إلى أن منهج الثانوية لهذا العام كان كثيفاً وواسع النطاق، ويحتاج لجهد أكبر مما هو متاح في ظل الأوضاع الراهنة. ويشيد بجهود المبادرات الطلابية التطوعية التي ساعدت في تخفيف أعباء التنقل عن الطلبة.

من جهته، يوضح الدكتور ناصر الحسن، الباحث التربوي المتخصص في شؤون التعليم في مناطق النزاع، أن "الطلبة الفلسطينيين في سوريا يواجهون تحديات فريدة من نوعها، حيث تتضاعف صعوبة التحصيل العلمي لديهم بسبب غياب الاستقرار المعيشي وندرة الخدمات الأساسية، وضعف البنية التحتية التعليمية في مخيماتهم". ويؤكد أن "الضغط النفسي الناتج عن انقطاع الكهرباء وصعوبة النقل وسوء الخدمات ينعكس بشكل مباشر على أداء الطلبة، ويهدّد كثيرين منهم بخسارة عامهم الدراسي رغم قدراتهم وإصرارهم".

تشير إحصائيات محلية إلى أن ما يقارب 35% من المدارس في بعض المخيمات تعاني من نقص شديد في الكوادر التعليمية، فيما يلجأ حوالي 40% من الطلاب الفلسطينيين إلى الدروس الخصوصية رغم الظروف الاقتصادية الصعبة لتعويض النقص في الحصص النظامية.

ورغم معاناة الطلاب، شكرت غالبية الأسر والطلاب المبادرات المجتمعية التي توفر بعض الحلول المؤقتة، من بينها إطلاق وسائل نقل مجانية للامتحانات أو توزيع مصابيح شحن كهربائية للمذاكرة، لكنهم أجمعوا أن الحلول الجذرية تبدأ بإصلاح واقع الخدمات في المخيمات، وتوفير الدعم النفسي والتربوي للطلبة.

يبقى الطلبة الفلسطينيون في سوريا نموذجاً للصمود والتحدي وسط أزمات متفاقمة في الكهرباء والتعليم والمواصلات، آملين أن تتم جهود حقيقية لدعمهم في مواصلة حقهم الأساسي في التعليم، الذي يعتبرونه نافذتهم الوحيدة نحو مستقبل أكثر استقراراً وكرامة.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/21782