نضال الخليل – مجموعة العمل
الفلسطيني السوري يعيش منذ سنوات طويلة على هامش الوعي السياسي والاجتماعي محاصَرًا بين وطن مفقود وواقع مؤلم في مكان مؤقت يعيش فيه لكنه لا ينتمي إليه بالكامل.
في هذا الفراغ تصبح البروباغندا أكثر من مجرد خطاب سياسي إنها أداة لإعادة تشكيل الواقع النفسي والاجتماعي لتحويل الذات الفلسطينية إلى كيان مزدوج أحد وجوهه في الانصياع ووجهه الآخر في الصمت والمراقبة.
البروباغندا هنا ليست أداة ثانوية، بل هي آلية إنتاجية للواقع تسيطر على الذاكرة تعيد تعريف الأعداء تحرف الرموز وتجعل من اللغة مساحة للهيمنة الرمزية.
الفلسطيني السوري يصبح بذلك متلقياً وليس فاعلاً جزءًا من سردية مفروضة لا قادرًا على تحريك وعيه إلا ضمن حدودها.
صناعة العدو وإعادة تعريف الهوية
ما يميز البروباغندا السورية أنها لا تصنع العدو لمجرد وجوده، بل لإعادة تعريف الذات:
من هو نحن؟
ومن هو الآخر؟
الفلسطيني السوري بحكم تاريخه المعقد يصبح متأثرًا بهذه الآلية مرتين - مرة عبر الانقسام الداخلي بين المخيمات ومرة عبر الخطابات التي تحدد الولاء والانتماء.
إنتاج العدو ليس مسألة سياسية فقط، بل عمل ثقافي ونفسي يولّد الشك بين الناس، يضعف الروابط الاجتماعية ويزرع الخوف من المختلف حتى داخل العائلة والمخيم نفسه النتيجة هي مجتمع مشتت كل جزء منه محتفظ بسرده الخاص متأثر بسردية السلطة التي توجه الانتماء وتفرض الولاء عبر الخوف والعاطفة أكثر من العقل.
الانقسام النفسي والذات المزدوجة
الفلسطيني السوري يعيش تجربة نفسية مزدوجة بين الإدراك الواقعي للمعاناة اليومية وبين الانغماس في السرديات الرسمية التي تحاول تفسير هذه المعاناة هذا ما أطلقنا عليه "الذات المزدوجة" الفرد يظهر في العلن ملتزمًا بما يُطلب منه بينما في الداخل يراقب الخراب ويشعر بالعجز والإحباط.
البروباغندا تصنع وهم المعرفة الفلسطيني يظن أنه يعرف الحقيقة لكنه في الواقع أسير سردية انتقائية هذا الوهم النفسي يجعل المقاومة الفكرية صعبة لأن أي محاولة للتمييز بين الواقع والوهم تواجه حملة تشويه مستمرة ويصبح الفرد محاصرًا بين الخوف والطاعة، بين الصمت والانكشاف.
الرموز والشعارات بين الانتماء والوهم
الرموز الوطنية الفلسطينية مثل الكوفية والمخيم كانت دائمًا عناصر ذاكرة جماعية أدوات للتماسك الاجتماعي والسياسي لكن في سوريا أعادت البروباغندا صياغتها لتخدم خطاب الدولة، المخيم لم يعد مجرد مجتمع يعيش تحدياته بل أصبح أداة للسيطرة الرمزية لتعزيز الولاء للسردية الرسمية ولتفكيك الانتماء الجماعي إلى هوية فلسطينية مستقلة.
الرموز التي كانت تقوي الشعور بالانتماء أصبحت الآن أدوات توجيه تجعل الفلسطيني السوري متلقياً ومكرراً وتزرع شعورًا مستمرًا بالعجز عن التمرد أو التعبير بحرية.
الفضاء الرقمي وسجن الوعي
مع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي صارت البروباغندا أكثر حدة جيوش إلكترونية، حسابات وهمية، أخبار مزيفة، حملات تشويه ممنهجة الهاتف المحمول أصبح امتدادًا للسيطرة على الوعي حيث كل رسالة أو صورة أو فيديو يكرر الخطاب الرسمي ويزيد من الانقسام النفسي والاجتماعي.
الفلسطيني السوري في ظل هذه الأدوات الرقمية يجد نفسه محتجزًا بين عالم خارجي مليء بالألم والحرمان وعالم داخلي مصمم لإخفاء الحقيقة أو تزييفها هذه الثنائية تجعل من الفضاء الرقمي سجنًا لا يقل خطورة عن الحصار المادي والاجتماعي الذي يعيش فيه الفلسطيني.
الانكشاف وأزمة الهوية
الواقع اليومي للفلسطيني السوري – نقص الخدمات، تهميش اقتصادي، تهجير مستمر، أزمات اجتماعية متكررة – يكشف فجوة حادة بين خطاب السلطة والواقع المعيشي الفجوة هذه تجعل البروباغندا مفلسة لأنها لم تعد قادرة على تغطية الانكسار النفسي والاجتماعي.
إن الفلسطيني السوري يعيش أزمة مزدوجة أزمة مادية وأزمة معرفية الانكشاف المستمر للواقع يجعل الوهم ضعيفًا ويعيد طرح أسئلة الهوية والانتماء ويعيد النظر في مفهوم الولاء والطاعة وفي معنى الاستمرار في مجتمع يفرض الصمت ويختزل الفعل.
المقاومة المعرفية وإعادة بناء الذات
مقاومة البروباغندا تبدأ بالكلمة - القدرة على تسمية الأشياء بأسمائها وفك الأسر الرمزي للغة والشعارات إنها استعادة للوعي الجماعي والفردي وإعادة بناء الذاكرة الوطنية والثقافية وفعل مقاومة للهيمنة الرمزية
الفلسطيني السوري حين يرفض الانصياع ويعيد قراءة الواقع ويعيد تفسير الرموز الوطنية يكون قد بدأ في استعادة ذاته كفاعل مستقل المقاومة هنا ليست مجرد فعل سياسي، بل فعل اجتماعي ونفسي إعادة ربط الفرد والمجتمع بالوعي واستعادة القدرة على التفكير الحر واستعادة الصوت الفلسطيني المفقود.
البروباغندا والفلسطيني السوري كأزمة وجودية
البروباغندا في سياق الفلسطيني السوري ليست مجرد أداة إعلامية، بل هي نظام لإعادة إنتاج الواقع النفسي والاجتماعي لقد حولت الفلسطينيين في سوريا إلى جمهور متكرر إلى مجتمع مشتت وإلى ذات مزدوجة بين الانصياع والخوف بين الوهم والحقيقة.
لكن التاريخ يعلم أن الوهم لا يدوم كل محاولة لإعادة بناء الوعي، كل فعل ثقافي أو اجتماعي نقدي هو خطوة نحو استعادة الحرية النفسية والاجتماعية واستعادة صوت الفلسطيني السوري كفاعل مستقل قادر على مقاومة الإقصاء والهيمنة الرمزية واستعادة وجوده في الفرد والمجتمع في اللغة والثقافة وفي الوعي والذاكرة
نضال الخليل – مجموعة العمل
الفلسطيني السوري يعيش منذ سنوات طويلة على هامش الوعي السياسي والاجتماعي محاصَرًا بين وطن مفقود وواقع مؤلم في مكان مؤقت يعيش فيه لكنه لا ينتمي إليه بالكامل.
في هذا الفراغ تصبح البروباغندا أكثر من مجرد خطاب سياسي إنها أداة لإعادة تشكيل الواقع النفسي والاجتماعي لتحويل الذات الفلسطينية إلى كيان مزدوج أحد وجوهه في الانصياع ووجهه الآخر في الصمت والمراقبة.
البروباغندا هنا ليست أداة ثانوية، بل هي آلية إنتاجية للواقع تسيطر على الذاكرة تعيد تعريف الأعداء تحرف الرموز وتجعل من اللغة مساحة للهيمنة الرمزية.
الفلسطيني السوري يصبح بذلك متلقياً وليس فاعلاً جزءًا من سردية مفروضة لا قادرًا على تحريك وعيه إلا ضمن حدودها.
صناعة العدو وإعادة تعريف الهوية
ما يميز البروباغندا السورية أنها لا تصنع العدو لمجرد وجوده، بل لإعادة تعريف الذات:
من هو نحن؟
ومن هو الآخر؟
الفلسطيني السوري بحكم تاريخه المعقد يصبح متأثرًا بهذه الآلية مرتين - مرة عبر الانقسام الداخلي بين المخيمات ومرة عبر الخطابات التي تحدد الولاء والانتماء.
إنتاج العدو ليس مسألة سياسية فقط، بل عمل ثقافي ونفسي يولّد الشك بين الناس، يضعف الروابط الاجتماعية ويزرع الخوف من المختلف حتى داخل العائلة والمخيم نفسه النتيجة هي مجتمع مشتت كل جزء منه محتفظ بسرده الخاص متأثر بسردية السلطة التي توجه الانتماء وتفرض الولاء عبر الخوف والعاطفة أكثر من العقل.
الانقسام النفسي والذات المزدوجة
الفلسطيني السوري يعيش تجربة نفسية مزدوجة بين الإدراك الواقعي للمعاناة اليومية وبين الانغماس في السرديات الرسمية التي تحاول تفسير هذه المعاناة هذا ما أطلقنا عليه "الذات المزدوجة" الفرد يظهر في العلن ملتزمًا بما يُطلب منه بينما في الداخل يراقب الخراب ويشعر بالعجز والإحباط.
البروباغندا تصنع وهم المعرفة الفلسطيني يظن أنه يعرف الحقيقة لكنه في الواقع أسير سردية انتقائية هذا الوهم النفسي يجعل المقاومة الفكرية صعبة لأن أي محاولة للتمييز بين الواقع والوهم تواجه حملة تشويه مستمرة ويصبح الفرد محاصرًا بين الخوف والطاعة، بين الصمت والانكشاف.
الرموز والشعارات بين الانتماء والوهم
الرموز الوطنية الفلسطينية مثل الكوفية والمخيم كانت دائمًا عناصر ذاكرة جماعية أدوات للتماسك الاجتماعي والسياسي لكن في سوريا أعادت البروباغندا صياغتها لتخدم خطاب الدولة، المخيم لم يعد مجرد مجتمع يعيش تحدياته بل أصبح أداة للسيطرة الرمزية لتعزيز الولاء للسردية الرسمية ولتفكيك الانتماء الجماعي إلى هوية فلسطينية مستقلة.
الرموز التي كانت تقوي الشعور بالانتماء أصبحت الآن أدوات توجيه تجعل الفلسطيني السوري متلقياً ومكرراً وتزرع شعورًا مستمرًا بالعجز عن التمرد أو التعبير بحرية.
الفضاء الرقمي وسجن الوعي
مع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي صارت البروباغندا أكثر حدة جيوش إلكترونية، حسابات وهمية، أخبار مزيفة، حملات تشويه ممنهجة الهاتف المحمول أصبح امتدادًا للسيطرة على الوعي حيث كل رسالة أو صورة أو فيديو يكرر الخطاب الرسمي ويزيد من الانقسام النفسي والاجتماعي.
الفلسطيني السوري في ظل هذه الأدوات الرقمية يجد نفسه محتجزًا بين عالم خارجي مليء بالألم والحرمان وعالم داخلي مصمم لإخفاء الحقيقة أو تزييفها هذه الثنائية تجعل من الفضاء الرقمي سجنًا لا يقل خطورة عن الحصار المادي والاجتماعي الذي يعيش فيه الفلسطيني.
الانكشاف وأزمة الهوية
الواقع اليومي للفلسطيني السوري – نقص الخدمات، تهميش اقتصادي، تهجير مستمر، أزمات اجتماعية متكررة – يكشف فجوة حادة بين خطاب السلطة والواقع المعيشي الفجوة هذه تجعل البروباغندا مفلسة لأنها لم تعد قادرة على تغطية الانكسار النفسي والاجتماعي.
إن الفلسطيني السوري يعيش أزمة مزدوجة أزمة مادية وأزمة معرفية الانكشاف المستمر للواقع يجعل الوهم ضعيفًا ويعيد طرح أسئلة الهوية والانتماء ويعيد النظر في مفهوم الولاء والطاعة وفي معنى الاستمرار في مجتمع يفرض الصمت ويختزل الفعل.
المقاومة المعرفية وإعادة بناء الذات
مقاومة البروباغندا تبدأ بالكلمة - القدرة على تسمية الأشياء بأسمائها وفك الأسر الرمزي للغة والشعارات إنها استعادة للوعي الجماعي والفردي وإعادة بناء الذاكرة الوطنية والثقافية وفعل مقاومة للهيمنة الرمزية
الفلسطيني السوري حين يرفض الانصياع ويعيد قراءة الواقع ويعيد تفسير الرموز الوطنية يكون قد بدأ في استعادة ذاته كفاعل مستقل المقاومة هنا ليست مجرد فعل سياسي، بل فعل اجتماعي ونفسي إعادة ربط الفرد والمجتمع بالوعي واستعادة القدرة على التفكير الحر واستعادة الصوت الفلسطيني المفقود.
البروباغندا والفلسطيني السوري كأزمة وجودية
البروباغندا في سياق الفلسطيني السوري ليست مجرد أداة إعلامية، بل هي نظام لإعادة إنتاج الواقع النفسي والاجتماعي لقد حولت الفلسطينيين في سوريا إلى جمهور متكرر إلى مجتمع مشتت وإلى ذات مزدوجة بين الانصياع والخوف بين الوهم والحقيقة.
لكن التاريخ يعلم أن الوهم لا يدوم كل محاولة لإعادة بناء الوعي، كل فعل ثقافي أو اجتماعي نقدي هو خطوة نحو استعادة الحرية النفسية والاجتماعية واستعادة صوت الفلسطيني السوري كفاعل مستقل قادر على مقاومة الإقصاء والهيمنة الرمزية واستعادة وجوده في الفرد والمجتمع في اللغة والثقافة وفي الوعي والذاكرة