map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

العجمي.. قرية سورية تتنفس فلسطينياً بين جمال الطبيعة ومعاناة الواقع

تاريخ النشر : 19-09-2025
العجمي.. قرية سورية تتنفس فلسطينياً بين جمال الطبيعة ومعاناة الواقع

فايز أبو عيد مجموعة العمل

تتربع قرية العجمي على كتف وادي الهرير في ريف درعا الغربي، كلوحة فنية طبيعية آسرة، تزينها بحيرتها الصغيرة وينابيع "عين العبد" المتدفقة، وأشجار الزيتون والرمان.

ويكفي شهادة الفنان مازن الناطور نقيب الفنانين الذي يملك مزرعة في منطقة "العجمي" غرب درعا الذي قال في أحد الحوارات:

 أنا ابن ريف ومن سكان مدينة "طفس" ومعتاد على جو الريف وطبيعته لذلك دائما وكلما تتاح لي الفرصة اقضي إجازتي هنا فالمكان يبعث على الراحة والهواء هنا عليل.

لكن وراء هذا الجمال الطبيعي الأخّاذ، تكمن معاناة يومية لأبناء القرية، لا سيما الفلسطينيين منهم، الذين نسجوا مع إخوتهم السوريين نسيجاً اجتماعياً متماسكاً قائماً على المحبة والتآخي، لكنهم يحملون هموم التعليم والخدمات والوصول إلى أبسط مقومات الحياة.

الفلسطينيون في العجمي

يقطن في قرية العجمي ما يزيد عن 25 عائلة فلسطينية، تشكل جزءاً أصيلاً من نسيجها الاجتماعي.

من بين هذه العائلات: "السوالمة" (ومنهم عائلة شحادة الذيبان التي لجأت إلى القرية عام 1948 من قرية الخصاص)، و"العقرباوي"، و"شتيوي"، و"البيطار"، و"السعيد". هذه العائلات، رغم صغر حجم القرية وطبيعتها الريفية، تمارس حياتها بكفاح يومي، يعمل معظم أفرادها في الزراعة وتربية المواشي، مستفيدين من خصوبة الأرض ووفرة المياه سابقاً.

التعليم رحلة شاقة

تتمثل أحد أبرز معاناة أهل العجمي، سوريين وفلسطينيين، في قضية التعليم، فالقرية لا تضم سوى مدرسة ابتدائية واحدة فقط.

هذا النقص يفرض على طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، ومن بينهم عشرات الطلاب الفلسطينيين، رحلة يومية شاقة ومكلفة للوصول إلى مدارسهم في بلدة المزيريب المجاورة، التي تبعد حوالي 7 كيلومترات.

تقضي هذه المعاناة بانتظار الطلاب لوقت طويل على قارعة الطريق الرئيسي، في مفرق طرقات غير آمن، ريثما تمر إحدى وسائل النقل العشوائية أو "الواسطة" التي تنقلهم ذهاباً وإياباً.

وتتحمل الأسر، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، أعباء مالية إضافية لتأمين أجرة النقل هذه، والتي قد تصل إلى حوالي 120 ألف ليرة سورية أسبوعياً لأسرة واحدة، وهو مبلغ باهظ في الوقت الراهن.

يدفع هذا الواقع المؤلم العديد من الأهالي إلى التوجه بمطالب عاجلة إلى وكالة "الأونروا" والجمعيات الخيرية لتوفير وسيلة نقل منتظمة وآمنة لطلاب القرية، خاصة الفلسطينيين منهم، لتخفيف هذا العبء اليومي وتأمين وصولهم إلى مدارسهم دون مشقة أو مخاطر.

كما تتوجه إلى مبادرات من مثل أبشري حوران أن تأخذ بعين الاعتبار طلبة العجمي وحاجتهم الماسة لوسيلة نقل تؤمن انتظامهم الدائم في التعليم.

نماذج مشرقة

رغم الصعوبات، يبرز من أبناء العجمي الفلسطينيين نماذج مشرقة للشباب المكافح الذي يرفض الاستسلام للواقع. ومن هذه النماذج زياد السعيد، وهو خريج جيولوجيا، فضّل أن يخلق فرصته بيديه بدلاً من انتظار الوظيفة.

قرر زياد، الاستثمار في أرض القرية، فحول قطعة أرض في العجمي إلى جنة خضراء صغيرة، يزرع فيها مختلف أنواع الخضروات، ويربي الأبقار والدواجن.

أصبح مشروعه الصغير مصدر رزق كريم ومثالاً على الإصرار والعمل الجاد.

يقول زياد في حديثه: "هذه الأرض علمتني أن العطاء لا يتوقف، وأن الكفاح هو طريقنا الوحيد لبناء مستقبلنا". ويتمنى زياد أن يجد الشريك الذي يساعده في مشروعه ويمشي معه في نفس الدرب، مجسّداً حب الأرض والتعلق بها.

وقد علمنا أن زياد يبحث عن امرأة لا تحمل الطباشير بل تحمل هموم الأرض، شريكة حياة تضع قدميها في الطين وتقف بجواره تحت أشعة الشمس الحارقة.

إنه يريد رفيقة درب تشاركه تعب المحراث وسعادة الحصاد، وهذا المعيار الصعب هو سر عزوفه عن الزواج حتى الآن.

الواقع الخدمي

لا تقتصر المعاناة على التعليم فحسب، فالقرية تواجه تحديات كبيرة في مجال الخدمات، أبرزها أزمة الصرف الصحي المستمرة، والتي تتفاقم بسبب انسداد الخط الرئيسي، مما يتسبب بفيضان المياه الآسنة إلى منازل الأهالي في الأحياء المنخفضة، مهدداً صحتهم وممتلكاتهم وبيئتهم.

بالإضافة إلى ذلك، تشهد القرية أزمة مياه شرب بعد جفاف "عيون العبد" التي كانت المصدر الأساسي للمياه العذبة، مما اضطر الأهالي لشراء الماء من الصهاريج بأسعار مرتفعة.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/22022

فايز أبو عيد مجموعة العمل

تتربع قرية العجمي على كتف وادي الهرير في ريف درعا الغربي، كلوحة فنية طبيعية آسرة، تزينها بحيرتها الصغيرة وينابيع "عين العبد" المتدفقة، وأشجار الزيتون والرمان.

ويكفي شهادة الفنان مازن الناطور نقيب الفنانين الذي يملك مزرعة في منطقة "العجمي" غرب درعا الذي قال في أحد الحوارات:

 أنا ابن ريف ومن سكان مدينة "طفس" ومعتاد على جو الريف وطبيعته لذلك دائما وكلما تتاح لي الفرصة اقضي إجازتي هنا فالمكان يبعث على الراحة والهواء هنا عليل.

لكن وراء هذا الجمال الطبيعي الأخّاذ، تكمن معاناة يومية لأبناء القرية، لا سيما الفلسطينيين منهم، الذين نسجوا مع إخوتهم السوريين نسيجاً اجتماعياً متماسكاً قائماً على المحبة والتآخي، لكنهم يحملون هموم التعليم والخدمات والوصول إلى أبسط مقومات الحياة.

الفلسطينيون في العجمي

يقطن في قرية العجمي ما يزيد عن 25 عائلة فلسطينية، تشكل جزءاً أصيلاً من نسيجها الاجتماعي.

من بين هذه العائلات: "السوالمة" (ومنهم عائلة شحادة الذيبان التي لجأت إلى القرية عام 1948 من قرية الخصاص)، و"العقرباوي"، و"شتيوي"، و"البيطار"، و"السعيد". هذه العائلات، رغم صغر حجم القرية وطبيعتها الريفية، تمارس حياتها بكفاح يومي، يعمل معظم أفرادها في الزراعة وتربية المواشي، مستفيدين من خصوبة الأرض ووفرة المياه سابقاً.

التعليم رحلة شاقة

تتمثل أحد أبرز معاناة أهل العجمي، سوريين وفلسطينيين، في قضية التعليم، فالقرية لا تضم سوى مدرسة ابتدائية واحدة فقط.

هذا النقص يفرض على طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، ومن بينهم عشرات الطلاب الفلسطينيين، رحلة يومية شاقة ومكلفة للوصول إلى مدارسهم في بلدة المزيريب المجاورة، التي تبعد حوالي 7 كيلومترات.

تقضي هذه المعاناة بانتظار الطلاب لوقت طويل على قارعة الطريق الرئيسي، في مفرق طرقات غير آمن، ريثما تمر إحدى وسائل النقل العشوائية أو "الواسطة" التي تنقلهم ذهاباً وإياباً.

وتتحمل الأسر، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، أعباء مالية إضافية لتأمين أجرة النقل هذه، والتي قد تصل إلى حوالي 120 ألف ليرة سورية أسبوعياً لأسرة واحدة، وهو مبلغ باهظ في الوقت الراهن.

يدفع هذا الواقع المؤلم العديد من الأهالي إلى التوجه بمطالب عاجلة إلى وكالة "الأونروا" والجمعيات الخيرية لتوفير وسيلة نقل منتظمة وآمنة لطلاب القرية، خاصة الفلسطينيين منهم، لتخفيف هذا العبء اليومي وتأمين وصولهم إلى مدارسهم دون مشقة أو مخاطر.

كما تتوجه إلى مبادرات من مثل أبشري حوران أن تأخذ بعين الاعتبار طلبة العجمي وحاجتهم الماسة لوسيلة نقل تؤمن انتظامهم الدائم في التعليم.

نماذج مشرقة

رغم الصعوبات، يبرز من أبناء العجمي الفلسطينيين نماذج مشرقة للشباب المكافح الذي يرفض الاستسلام للواقع. ومن هذه النماذج زياد السعيد، وهو خريج جيولوجيا، فضّل أن يخلق فرصته بيديه بدلاً من انتظار الوظيفة.

قرر زياد، الاستثمار في أرض القرية، فحول قطعة أرض في العجمي إلى جنة خضراء صغيرة، يزرع فيها مختلف أنواع الخضروات، ويربي الأبقار والدواجن.

أصبح مشروعه الصغير مصدر رزق كريم ومثالاً على الإصرار والعمل الجاد.

يقول زياد في حديثه: "هذه الأرض علمتني أن العطاء لا يتوقف، وأن الكفاح هو طريقنا الوحيد لبناء مستقبلنا". ويتمنى زياد أن يجد الشريك الذي يساعده في مشروعه ويمشي معه في نفس الدرب، مجسّداً حب الأرض والتعلق بها.

وقد علمنا أن زياد يبحث عن امرأة لا تحمل الطباشير بل تحمل هموم الأرض، شريكة حياة تضع قدميها في الطين وتقف بجواره تحت أشعة الشمس الحارقة.

إنه يريد رفيقة درب تشاركه تعب المحراث وسعادة الحصاد، وهذا المعيار الصعب هو سر عزوفه عن الزواج حتى الآن.

الواقع الخدمي

لا تقتصر المعاناة على التعليم فحسب، فالقرية تواجه تحديات كبيرة في مجال الخدمات، أبرزها أزمة الصرف الصحي المستمرة، والتي تتفاقم بسبب انسداد الخط الرئيسي، مما يتسبب بفيضان المياه الآسنة إلى منازل الأهالي في الأحياء المنخفضة، مهدداً صحتهم وممتلكاتهم وبيئتهم.

بالإضافة إلى ذلك، تشهد القرية أزمة مياه شرب بعد جفاف "عيون العبد" التي كانت المصدر الأساسي للمياه العذبة، مما اضطر الأهالي لشراء الماء من الصهاريج بأسعار مرتفعة.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/22022