map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

فلسطينيو قرية المسريتية على خط الاشتباك في حوض اليرموك بدرعا

تاريخ النشر : 29-09-2025
فلسطينيو قرية المسريتية على خط الاشتباك في حوض اليرموك بدرعا

فايز أبو عيد مجموعة العمل

تقع المسريتية في أقصى جنوب غرب محافظة درعا، على بعد حوالي 5 كيلومترات من قرية عين ذكر، وتعتبر آخر قرية سورية في هذا الاتجاه قبل خط الهدنة مع إسرائيل، بسبب موقعها الحدودي، تعاني القرية من إهمال كبير من حيث الخدمات الأساسية، كما أن طرقها متدهورة، مما يجعل الوصول إليها صعباً، خاصة في فصل الشتاء، لا يوجد في القرية سوى مدرسة شبه مدمرة وجامع.

الأصول العائلية

يبلغ عدد سكان القرية حوالي 200 إلى 300 نسمة، معظمهم من العائلات الفلسطينية التي هُجرت من أراضيها خلال النكبة عام 1948، من طبرية والجليل، وتنحدر أصولهم من عشيرة "السوالمة"، وخاصة عائلة "الطاهات"، بالإضافة إلى عائلة أخرى كبيرة تُعرف باسم "المحمدات"، وهم من العشائر الفلسطينية.

 يعتمد سكان القرية بشكل أساسي على المساعدات المقدمة من وكالة الأونروا، حيث يتلقون مساعدات مالية وغذائية، لكن هذه المساعدات شهدت انقطاعاً في فترات متعددة بسبب الظروف السياسية والأمنية في سوريا، ولاسيما بعد التحرير من حكم نظام الأسد البائد إذ توقفت المساعدات بشكل تام.

تحديات وعقبات

1- نقص المياه والكهرباء: 

تعاني القرية من شح حاد في المياه، حيث لا تصلها شبكة مياه عامة، ويعتمد الأهالي على الصهاريج التي تأتي من القرى المجاورة، مما يجعل الحصول على مياه الشرب أمراً صعباً ومكلفاً، كما أن القرية غير موصولة بشبكة الكهرباء الوطنية، ويعتمد السكان على مولدات صغيرة أو الطاقة الشمسية بشكل محدود. 

2- واقع تعليمي متردي: 

تضم القرية مدرسة ابتدائية صغيرة هي الوحيدة فيها، ولا يوجد أي مرحلة تعليمية أعلى، مما يضطر الطلاب إلى ترك التعليم بعد الصف السادس لمساعدة أهاليهم في الزراعة وتربية المواشي. المدرسة تفتقر إلى أبسط المرافق، مثل دورات المياه والتدفئة في الشتاء، كما أن نقص المعلمين يشكل أزمة دائمة، حيث يرفض معظم المدرسين العمل في القرية بسبب بعدها وصعوبة المواصلات، فالمعلم القادم على دراجة نارية سيضطر لدفع راتبه وزيادة ثمن بنزين دراجته في سبيل الوصول للقرية، لذلك يرفض المعلمون القدوم لهذه القرية.

يقول أحد السكان: الوضع التعليمي هنا كارثة، المدرسة لا يوجد فيها حتى حمامات، والمعلمون يتهربون من التعيين هنا لأن المواصلات صعبة والرواتب لا تكفي حتى لثمن البنزين، كثير من أبنائنا يتركون المدرسة لأن الوصول إلى المدارس في القرى الأخرى مكلف جداً.

3- المواصلات والعزلة:

تعد المسريتية من أكثر القرى تكلفةً من حيث المواصلات، حيث أن سيارات النقل الجماعي (السرافيس) ترفض الذهاب إليها بسبب بعدها ورداءة الطرق، هذا يجعل تنقل السكان صعباً، خاصةً للذين يعملون خارج القرية أو يحتاجون إلى الخدمات الطبية. 

أبو محمد أحد الأهالي يقول: بعض أطفالنا لم يزوروا حتى مدينة درعا، ناهيك عن دمشق، نحن نعيش هنا كما لو كنا في جزيرة منعزلة، حتى أن بعض الناس لم يغادروا المنطقة منذ سنوات بسبب صعوبة التنقل. 

الواقع الاقتصادي المنهار

يعمل معظم سكان القرية في الزراعة وتربية الأغنام، حيث تشتهر المنطقة بتربية الماشية، كما أن بعض الأهالي يعملون في زراعة الخضروات مثل البندورة والبامية في الأراضي المجاورة، لكن ضعف البنية التحتية وندرة المياه تجعل النشاط الزراعي محدوداً. 

جذور وهوية وانتماء

رغم كل المعاناة، يتمسك أهالي المسريتية بهويتهم الفلسطينية، ويتذكرون قراهم الأصلية في الجليل وطبريا، فالكبار منهم يحكون للأجيال الشابة عن مدنهم وقراهم التي احتلت عام 1948، ويحافظون على الرواية الفلسطينية حية في ذاكرة الأبناء،

يشير أبو أحمد أحد كبار السن في القرية:  إلى أنهم لا يملكون مكاناً آخر يذهبون إليه، ولكنهم لم ولن ينسوا أنهم فلسطينيين، مردفاً نعلم أولادنا أن هذه الأرض التي نعيش عليها ليست وطننا الأصلي، لكننا سنبقى هنا حتى يعود الحق إلى أصحابه.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/22072

فايز أبو عيد مجموعة العمل

تقع المسريتية في أقصى جنوب غرب محافظة درعا، على بعد حوالي 5 كيلومترات من قرية عين ذكر، وتعتبر آخر قرية سورية في هذا الاتجاه قبل خط الهدنة مع إسرائيل، بسبب موقعها الحدودي، تعاني القرية من إهمال كبير من حيث الخدمات الأساسية، كما أن طرقها متدهورة، مما يجعل الوصول إليها صعباً، خاصة في فصل الشتاء، لا يوجد في القرية سوى مدرسة شبه مدمرة وجامع.

الأصول العائلية

يبلغ عدد سكان القرية حوالي 200 إلى 300 نسمة، معظمهم من العائلات الفلسطينية التي هُجرت من أراضيها خلال النكبة عام 1948، من طبرية والجليل، وتنحدر أصولهم من عشيرة "السوالمة"، وخاصة عائلة "الطاهات"، بالإضافة إلى عائلة أخرى كبيرة تُعرف باسم "المحمدات"، وهم من العشائر الفلسطينية.

 يعتمد سكان القرية بشكل أساسي على المساعدات المقدمة من وكالة الأونروا، حيث يتلقون مساعدات مالية وغذائية، لكن هذه المساعدات شهدت انقطاعاً في فترات متعددة بسبب الظروف السياسية والأمنية في سوريا، ولاسيما بعد التحرير من حكم نظام الأسد البائد إذ توقفت المساعدات بشكل تام.

تحديات وعقبات

1- نقص المياه والكهرباء: 

تعاني القرية من شح حاد في المياه، حيث لا تصلها شبكة مياه عامة، ويعتمد الأهالي على الصهاريج التي تأتي من القرى المجاورة، مما يجعل الحصول على مياه الشرب أمراً صعباً ومكلفاً، كما أن القرية غير موصولة بشبكة الكهرباء الوطنية، ويعتمد السكان على مولدات صغيرة أو الطاقة الشمسية بشكل محدود. 

2- واقع تعليمي متردي: 

تضم القرية مدرسة ابتدائية صغيرة هي الوحيدة فيها، ولا يوجد أي مرحلة تعليمية أعلى، مما يضطر الطلاب إلى ترك التعليم بعد الصف السادس لمساعدة أهاليهم في الزراعة وتربية المواشي. المدرسة تفتقر إلى أبسط المرافق، مثل دورات المياه والتدفئة في الشتاء، كما أن نقص المعلمين يشكل أزمة دائمة، حيث يرفض معظم المدرسين العمل في القرية بسبب بعدها وصعوبة المواصلات، فالمعلم القادم على دراجة نارية سيضطر لدفع راتبه وزيادة ثمن بنزين دراجته في سبيل الوصول للقرية، لذلك يرفض المعلمون القدوم لهذه القرية.

يقول أحد السكان: الوضع التعليمي هنا كارثة، المدرسة لا يوجد فيها حتى حمامات، والمعلمون يتهربون من التعيين هنا لأن المواصلات صعبة والرواتب لا تكفي حتى لثمن البنزين، كثير من أبنائنا يتركون المدرسة لأن الوصول إلى المدارس في القرى الأخرى مكلف جداً.

3- المواصلات والعزلة:

تعد المسريتية من أكثر القرى تكلفةً من حيث المواصلات، حيث أن سيارات النقل الجماعي (السرافيس) ترفض الذهاب إليها بسبب بعدها ورداءة الطرق، هذا يجعل تنقل السكان صعباً، خاصةً للذين يعملون خارج القرية أو يحتاجون إلى الخدمات الطبية. 

أبو محمد أحد الأهالي يقول: بعض أطفالنا لم يزوروا حتى مدينة درعا، ناهيك عن دمشق، نحن نعيش هنا كما لو كنا في جزيرة منعزلة، حتى أن بعض الناس لم يغادروا المنطقة منذ سنوات بسبب صعوبة التنقل. 

الواقع الاقتصادي المنهار

يعمل معظم سكان القرية في الزراعة وتربية الأغنام، حيث تشتهر المنطقة بتربية الماشية، كما أن بعض الأهالي يعملون في زراعة الخضروات مثل البندورة والبامية في الأراضي المجاورة، لكن ضعف البنية التحتية وندرة المياه تجعل النشاط الزراعي محدوداً. 

جذور وهوية وانتماء

رغم كل المعاناة، يتمسك أهالي المسريتية بهويتهم الفلسطينية، ويتذكرون قراهم الأصلية في الجليل وطبريا، فالكبار منهم يحكون للأجيال الشابة عن مدنهم وقراهم التي احتلت عام 1948، ويحافظون على الرواية الفلسطينية حية في ذاكرة الأبناء،

يشير أبو أحمد أحد كبار السن في القرية:  إلى أنهم لا يملكون مكاناً آخر يذهبون إليه، ولكنهم لم ولن ينسوا أنهم فلسطينيين، مردفاً نعلم أولادنا أن هذه الأرض التي نعيش عليها ليست وطننا الأصلي، لكننا سنبقى هنا حتى يعود الحق إلى أصحابه.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/22072