map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

مخيم النيرب بين الذاكرة والوفاء

تاريخ النشر : 02-10-2025
مخيم النيرب بين الذاكرة والوفاء

مجموعة العمل ـ نضال الخليل

في الصباح الباكر، حين يلامس ضوء الشمس أطلال المخيم الباهتة، يقف مخيم النيرب شامخًا كمرآة زمنية تعكس تاريخ الفلسطيني السوري بأكمله. هنا، في هذه الشوارع الضيقة والمنازل المتهالكة، لا يقطن الفلسطينيون كلاجئين هائمين، بل كأرواحٍ تشبثت بوطنٍ انتُزع منها، لتجد في سوريا موطنًا ثانيًا لا يمكن تجاهله.

​لم تُضعف الأحداث الأخيرة، التي تجلّت في مأساة مقتل شاب فلسطيني، من عزيمة المخيم، بل كشفت عن روحٍ دفينة: روح صمود الفلسطينيين السوريين الذين يدركون أن حماية مجتمعهم وكرامتهم هي جزء لا يتجزأ من حماية سوريا نفسها. فحين يتشابك الألم مع الخوف، يظهر الولاء في أسمى صوره؛ في حماية الجار، والتمسك بالتقاليد، واحترام القانون الذي يربطهم بالدولة التي احتضنتهم منذ النكبة.

​إن الفلسطيني في النيرب ليس متفرجًا على ما يجري في سوريا، ولا طرفًا في صراع يتقاذفه، بل هو جزء من النسيج الاجتماعي، يشارك في النضال ضد الفساد والتهديدات، ويصطف إلى جانب الدولة حين تتعرض المخيمات للاضطراب أو الاستغلال. فهؤلاء الفلسطينيون، الذين نشأوا على قيم الكرامة والوفاء، يعلمون أن مصيرهم مرتبط بمصير السوريين، فالمخيم ليس جزيرة منعزلة، بل حيّ متكامل في مدينة حلب، يمتد تاريخيًا واجتماعيًا وثقافيًا معها.

​إن حادثة القتل والخطف التي وقعت في 28 سبتمبر 2025 لم تكن مجرد أرقام في تقرير أمني، بل كانت انعكاسًا لصراع اجتماعي مركب: صراع بين الفوضى المنفلتة والفوضى المضبوطة، وبين النزعات الفردية والالتزامات الجماعية. الفلسطيني السوري هنا ليس مجرد ضحية، بل هو مشارك ومدافع ومرآة للوعي الجمعي الذي يرفض التفكك والفتنة، ويختار التلاحم مع الدولة كضمانة لحقه في الحياة والكرامة.

​في قلب هذا المخيم، يولد فهم عميق للحياة، مفاده أن البقاء لا يُقاس بالأمان الجسدي فحسب، بل بالوفاء للذاكرة، وللحلم الفلسطيني، وللوطن الثاني الذي طالما احتضن اللاجئين. إذن، المخيم ليس مأوى للانفصال أو الخصوصية المطلقة، بل هو مختبر للانتماء المشترك، حيث يتحول الألم إلى صلة تاريخية بين الفلسطينيين والدولة السورية، وتصبح كل حادثة اختبارًا لصدق هذا الولاء.

​الوفاء هنا ليس شعاراتٍ تُرفع، بل أفعال يومية: احترام القانون، ودعم النظام الاجتماعي، والمشاركة في الفعاليات المجتمعية، وحماية المخيم من التحريض الإعلامي. يدرك الفلسطيني السوري في النيرب أن حريته الفردية مرتبطة بحرية الدولة، وأن أمن المخيم لا يتحقق إلا بالاندماج مع محيطه، لا بالانعزال أو التمرد.

​إذا نظرنا إلى مخيم النيرب، سنجد أنه ليس مجرد مساحة جغرافية، بل هو حالة وجدانية؛ ذاكرة حية، وصمود في وجه الفوضى، ووفاء تاريخي لا ينقطع. وكل حدث عنيف أو مأساوي يقع فيه هو اختبار لإيمان الفلسطيني السوري بوطنه الثاني، وإعلاء لقيم الصمود والوفاء، ليس من أجله فحسب، بل من أجل المدينة، والدولة، ومن أجل حق الوجود الذي لم يُسلب منه بالكامل بعد.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/22089

مجموعة العمل ـ نضال الخليل

في الصباح الباكر، حين يلامس ضوء الشمس أطلال المخيم الباهتة، يقف مخيم النيرب شامخًا كمرآة زمنية تعكس تاريخ الفلسطيني السوري بأكمله. هنا، في هذه الشوارع الضيقة والمنازل المتهالكة، لا يقطن الفلسطينيون كلاجئين هائمين، بل كأرواحٍ تشبثت بوطنٍ انتُزع منها، لتجد في سوريا موطنًا ثانيًا لا يمكن تجاهله.

​لم تُضعف الأحداث الأخيرة، التي تجلّت في مأساة مقتل شاب فلسطيني، من عزيمة المخيم، بل كشفت عن روحٍ دفينة: روح صمود الفلسطينيين السوريين الذين يدركون أن حماية مجتمعهم وكرامتهم هي جزء لا يتجزأ من حماية سوريا نفسها. فحين يتشابك الألم مع الخوف، يظهر الولاء في أسمى صوره؛ في حماية الجار، والتمسك بالتقاليد، واحترام القانون الذي يربطهم بالدولة التي احتضنتهم منذ النكبة.

​إن الفلسطيني في النيرب ليس متفرجًا على ما يجري في سوريا، ولا طرفًا في صراع يتقاذفه، بل هو جزء من النسيج الاجتماعي، يشارك في النضال ضد الفساد والتهديدات، ويصطف إلى جانب الدولة حين تتعرض المخيمات للاضطراب أو الاستغلال. فهؤلاء الفلسطينيون، الذين نشأوا على قيم الكرامة والوفاء، يعلمون أن مصيرهم مرتبط بمصير السوريين، فالمخيم ليس جزيرة منعزلة، بل حيّ متكامل في مدينة حلب، يمتد تاريخيًا واجتماعيًا وثقافيًا معها.

​إن حادثة القتل والخطف التي وقعت في 28 سبتمبر 2025 لم تكن مجرد أرقام في تقرير أمني، بل كانت انعكاسًا لصراع اجتماعي مركب: صراع بين الفوضى المنفلتة والفوضى المضبوطة، وبين النزعات الفردية والالتزامات الجماعية. الفلسطيني السوري هنا ليس مجرد ضحية، بل هو مشارك ومدافع ومرآة للوعي الجمعي الذي يرفض التفكك والفتنة، ويختار التلاحم مع الدولة كضمانة لحقه في الحياة والكرامة.

​في قلب هذا المخيم، يولد فهم عميق للحياة، مفاده أن البقاء لا يُقاس بالأمان الجسدي فحسب، بل بالوفاء للذاكرة، وللحلم الفلسطيني، وللوطن الثاني الذي طالما احتضن اللاجئين. إذن، المخيم ليس مأوى للانفصال أو الخصوصية المطلقة، بل هو مختبر للانتماء المشترك، حيث يتحول الألم إلى صلة تاريخية بين الفلسطينيين والدولة السورية، وتصبح كل حادثة اختبارًا لصدق هذا الولاء.

​الوفاء هنا ليس شعاراتٍ تُرفع، بل أفعال يومية: احترام القانون، ودعم النظام الاجتماعي، والمشاركة في الفعاليات المجتمعية، وحماية المخيم من التحريض الإعلامي. يدرك الفلسطيني السوري في النيرب أن حريته الفردية مرتبطة بحرية الدولة، وأن أمن المخيم لا يتحقق إلا بالاندماج مع محيطه، لا بالانعزال أو التمرد.

​إذا نظرنا إلى مخيم النيرب، سنجد أنه ليس مجرد مساحة جغرافية، بل هو حالة وجدانية؛ ذاكرة حية، وصمود في وجه الفوضى، ووفاء تاريخي لا ينقطع. وكل حدث عنيف أو مأساوي يقع فيه هو اختبار لإيمان الفلسطيني السوري بوطنه الثاني، وإعلاء لقيم الصمود والوفاء، ليس من أجله فحسب، بل من أجل المدينة، والدولة، ومن أجل حق الوجود الذي لم يُسلب منه بالكامل بعد.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/22089