map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

العائلات الفلسطينية في الشيخ سعد بدرعا اندماج بلا ذوبان

تاريخ النشر : 28-10-2025
العائلات الفلسطينية في الشيخ سعد بدرعا اندماج بلا ذوبان

فايز أبو عيدمجموعة العمل

تتعدد أوجه الغنى في قرية الشيخ سعد في محافظة درعا؛ فإلى جانب غناها الأثري الذي يمتدّ لآلاف السنين، تشكل البلدة نسيجاً اجتماعياً فريداً، تجسده حكاية تعايش واندماج بين سكانها الأصليين ومجتمع فلسطيني صغير لكنه بارز، قدم إليها قبل عقود حاملاً معه حكاية شعب وآمالاً جديدة، ليكتب فصلاً معاصراً في سجل هذه القرية العريقة.

لم تكن رحلة العائلات الفلسطينية إلى الشيخ سعد مجرّد نزوح عابر، بل كانت محطة استقرار اختارتها بعد أحداث النكبة عام 1948 وما تلاها.

قدمت هذه العائلات من قرى ومدن فلسطينية مختلفة، حاملةً هويتها وتراثها، لتبدأ من جديد في بيئة ريفية سورية قريبة منها ثقافياً واجتماعياً، استقبلتهم القرية، التي لا يتجاوز عدد سكانها خمسة آلاف نسمة، بترحاب، ليكونوا جزءاً من نسيجها الإنساني المتماسك.

ومن أبرز هذه العائلات: الفحيلي، البصيلي، التكروري، الخطيب، المحمد، الخليل، زكريا، والحسين.

ويقدر عدد أفراد الجالية الفلسطينية في القرية بحوالي مائتي نسمة، يشكلون مع السوريين مجتمعاً واحداً متجانساً.

اندماج بلا ذوبان وعيش مشترك

رغم صغر حجم المجتمع الفلسطيني في الشيخ سعد، إلا أن وجوده يعتبر نموذجاً ناجحاً للاندماج الإيجابي، فلم يقتصر هذا الاندماج على التعايش الجغرافي فحسب، بل تجلى في جميع مناحي الحياة، حيث يتشارك الفلسطينيون والسوريون نفس العادات والتقاليد الحورانية الأصيلة، نفس المهن، والأفراح والأتراح، ونفس المساجد والأماكن العامة.

يعمل أبناء العائلات الفلسطينية، كجيرانهم السوريين، بشكل أساسي في الزراعة، التي تعد عماد الاقتصاد المحلي، إلى جانب العمل في الوظائف الحكومية والمهن الحرة.

 لم يعد هناك تمييز واضح بين "فلسطيني" و"سوري" في الحياة اليومية للقرية، فالتزاوج والعلاقات الاجتماعية المتشابكة جعلت من الجميع عائلة كبيرة واحدة.

 تقول السيدة أم محمد من عائلة الخطيب: جئنا إلى هنا ونحن صغار، تربينا مع أبناء العم والسوريين، صرنا نفس العائلة، مردفه لا فرق إلا بالذكريات.

تحديات التعليم والصحة

تواجه الخدمات الأساسية في الشيخ سعد تحديات كبيرة، وهي تحديات لا تميز بين فلسطيني وسوري، فالطلاب الفلسطينيون والسوريون يدرسون معاً بالمدارس الحكومية الموجودة في القرية، والتي تعاني كغيرها في ريف درعا من ضعف في البنية التحتية ونقص في الكوادر التعليمية المؤهلة والخدمات المقدمة للطلاب.

أما في القطاع الصحي، فأن الجميع يعتمدون على المستوصف المحلي الموجود في القرية، وإلى حد كبير على الخدمات الصحية في المدن المجاورة مثل مدينة نوى ومدينة طفس لتلقي العلاج أو الخدمات غير المتوفرة محلياً.

الهجرة

شكلت الأحداث التي اندلعت في سورية خلال السنوات الماضية ضغطاً هائلاً على جميع سكان الشيخ سعد، فلسطينيين وسوريين على حد سواء، عانت القرية، من الوجود العسكري الكثيف، فقد تواجد في هذه القرية اللواء 61 ممثلا بالكتيبة26 إضافة إلى كتيبة دبابات وكتيبة التسليح وسجن اللواء، وعلى مقربة منها في نوى الملاصقة لها يتواجد اللواء 90 إضافة للحواجز الموجودة على طول الطريق من درعا إلى نوى والمعاناة اليومية، وهذا ما دفع العديد من أبنائها إلى الهجرة.

لم يكن المجتمع الفلسطيني بمنأى عن هذه الموجة، فهاجر العديد من أبناء العائلات الفلسطينية، كما هاجر نظراؤهم السوريون، إلى أوروبا ودول أخرى سعياً وراء حياة أكثر استقراراً وأمناً.

هذه الهجرة تهدد بتفكيك ذلك النسيج الاجتماعي المتماسك وإفراغ القرية من طاقاتها الشابة، مما يضع مستقبلها الديموغرافي والاقتصادي أمام تحدٍ كبير.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/22196

فايز أبو عيدمجموعة العمل

تتعدد أوجه الغنى في قرية الشيخ سعد في محافظة درعا؛ فإلى جانب غناها الأثري الذي يمتدّ لآلاف السنين، تشكل البلدة نسيجاً اجتماعياً فريداً، تجسده حكاية تعايش واندماج بين سكانها الأصليين ومجتمع فلسطيني صغير لكنه بارز، قدم إليها قبل عقود حاملاً معه حكاية شعب وآمالاً جديدة، ليكتب فصلاً معاصراً في سجل هذه القرية العريقة.

لم تكن رحلة العائلات الفلسطينية إلى الشيخ سعد مجرّد نزوح عابر، بل كانت محطة استقرار اختارتها بعد أحداث النكبة عام 1948 وما تلاها.

قدمت هذه العائلات من قرى ومدن فلسطينية مختلفة، حاملةً هويتها وتراثها، لتبدأ من جديد في بيئة ريفية سورية قريبة منها ثقافياً واجتماعياً، استقبلتهم القرية، التي لا يتجاوز عدد سكانها خمسة آلاف نسمة، بترحاب، ليكونوا جزءاً من نسيجها الإنساني المتماسك.

ومن أبرز هذه العائلات: الفحيلي، البصيلي، التكروري، الخطيب، المحمد، الخليل، زكريا، والحسين.

ويقدر عدد أفراد الجالية الفلسطينية في القرية بحوالي مائتي نسمة، يشكلون مع السوريين مجتمعاً واحداً متجانساً.

اندماج بلا ذوبان وعيش مشترك

رغم صغر حجم المجتمع الفلسطيني في الشيخ سعد، إلا أن وجوده يعتبر نموذجاً ناجحاً للاندماج الإيجابي، فلم يقتصر هذا الاندماج على التعايش الجغرافي فحسب، بل تجلى في جميع مناحي الحياة، حيث يتشارك الفلسطينيون والسوريون نفس العادات والتقاليد الحورانية الأصيلة، نفس المهن، والأفراح والأتراح، ونفس المساجد والأماكن العامة.

يعمل أبناء العائلات الفلسطينية، كجيرانهم السوريين، بشكل أساسي في الزراعة، التي تعد عماد الاقتصاد المحلي، إلى جانب العمل في الوظائف الحكومية والمهن الحرة.

 لم يعد هناك تمييز واضح بين "فلسطيني" و"سوري" في الحياة اليومية للقرية، فالتزاوج والعلاقات الاجتماعية المتشابكة جعلت من الجميع عائلة كبيرة واحدة.

 تقول السيدة أم محمد من عائلة الخطيب: جئنا إلى هنا ونحن صغار، تربينا مع أبناء العم والسوريين، صرنا نفس العائلة، مردفه لا فرق إلا بالذكريات.

تحديات التعليم والصحة

تواجه الخدمات الأساسية في الشيخ سعد تحديات كبيرة، وهي تحديات لا تميز بين فلسطيني وسوري، فالطلاب الفلسطينيون والسوريون يدرسون معاً بالمدارس الحكومية الموجودة في القرية، والتي تعاني كغيرها في ريف درعا من ضعف في البنية التحتية ونقص في الكوادر التعليمية المؤهلة والخدمات المقدمة للطلاب.

أما في القطاع الصحي، فأن الجميع يعتمدون على المستوصف المحلي الموجود في القرية، وإلى حد كبير على الخدمات الصحية في المدن المجاورة مثل مدينة نوى ومدينة طفس لتلقي العلاج أو الخدمات غير المتوفرة محلياً.

الهجرة

شكلت الأحداث التي اندلعت في سورية خلال السنوات الماضية ضغطاً هائلاً على جميع سكان الشيخ سعد، فلسطينيين وسوريين على حد سواء، عانت القرية، من الوجود العسكري الكثيف، فقد تواجد في هذه القرية اللواء 61 ممثلا بالكتيبة26 إضافة إلى كتيبة دبابات وكتيبة التسليح وسجن اللواء، وعلى مقربة منها في نوى الملاصقة لها يتواجد اللواء 90 إضافة للحواجز الموجودة على طول الطريق من درعا إلى نوى والمعاناة اليومية، وهذا ما دفع العديد من أبنائها إلى الهجرة.

لم يكن المجتمع الفلسطيني بمنأى عن هذه الموجة، فهاجر العديد من أبناء العائلات الفلسطينية، كما هاجر نظراؤهم السوريون، إلى أوروبا ودول أخرى سعياً وراء حياة أكثر استقراراً وأمناً.

هذه الهجرة تهدد بتفكيك ذلك النسيج الاجتماعي المتماسك وإفراغ القرية من طاقاتها الشابة، مما يضع مستقبلها الديموغرافي والاقتصادي أمام تحدٍ كبير.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/22196