نضال الخليل ـ مجموعة العمل
في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2025، صدر مرسوم رئاسي بتعيين المهندس الفلسطيني السوري يوسف محمد قبلاوي رئيساً تنفيذياً للشركة السورية للبترول.
على سطح الحدث، قد تبدو هذه خطوة إدارية بحتة، ولكن بين طياتها يكمن بُعد سياسي واجتماعي وثقافي يربط بين الكفاءة الفردية والانتماء التاريخي وتجربة الوطن في سياق إعادة الإعمار.
قبلاوي، الذي ينحدر من فلسطينيي حلب وله جذور في قضاء ترشيحا بالجليل، لم يكن مجرد مهندس اكتسب خبرة في السعودية والولايات المتحدة، بل هو تجسيد لثنائية فلسطينية سورية تتقاطع فيها الخبرة المهنية مع الانتماء العميق للمكان. هذه الثنائية تمثل أكثر من مجرد مسار مهني؛ إنها ظاهرة سياسية وثقافية تطرح سؤالاً جوهرياً:
كيف يمكن للفلسطيني السوري أن يكون فاعلاً حقيقياً في مسار إعادة البناء لا مجرد ضيف أو مراقب؟
في هذا التعيين، تتكشف رؤية الدولة السورية بطريقة رمزية: الاعتماد على الكفاءة كمفتاح لإعادة الثقة بالمؤسسات. فالقطاع النفطي ليس مجرد اقتصاديات أو إنتاج طاقة، بل هو فضاء تتقاطع فيه الخبرة الفنية مع القدرة على اتخاذ القرار الاستراتيجي.
ومن هنا، يصبح تولي قبلاوي هذا المنصب اختباراً للقدرة على دمج الخبرة العالمية بالخصوصية الوطنية، ولإثبات أن الانتماء التاريخي لا يقف حجر عثرة أمام الأداء المهني، بل يمكن أن يكون قوة إنتاجية حقيقية.
الملاحظ أن هذا التعيين يحمل رسائل متعددة للأجيال القادمة:
أولاً: أن الخبرة المكتسبة خارج الوطن ليست فراغاً شخصياً، بل رأسمالاً وطنياً يمكن توظيفه في خدمة إعادة البناء.
ثانياً: أن الفلسطيني السوري ليس حالة استثناء في المجتمع السوري، بل جزء لا يتجزأ من إعادة تأسيس الدولة وفاعل في إعادة صياغة القرار الاقتصادي والاستراتيجي.
لكن، وكما يشير أي مراقب دقيق، التحدي الأكبر ليس في التعيين نفسه، بل في ما بعده:
هل سيتمكن القطاع النفطي من استيعاب هذه الخبرة وتحويلها إلى قدرة إنتاجية ملموسة؟
هل سيكون هذا التعيين نموذجاً يعكس قدرة الدولة على استثمار التنوع البشري والتاريخي لمصلحة الوطن بعيداً عن المحاصصة التقليدية والانتماءات الضيقة؟
وفي العمق، يطرح هذا الحدث سؤالاً:
كيف يمكن للذاكرة الفلسطينية، مع خبرتها وتجاربها في الشتات، أن تتحول إلى إمكانات حقيقية للتغيير داخل المجتمع المضيف؟
وما دلالة أن يكون هذا التعيين في قلب قطاع استراتيجي مثل الطاقة؟
الإجابة، كما يبدو، تكمن في رؤية الدولة للخبرة كأداة فعلية، وفي قدرة الفرد الفلسطيني السوري على تحويل جذوره وانتماءاته وتجربته الدولية إلى فاعل للتغيير الوطني.
في النهاية، تولي يوسف محمد قبلاوي المنصب ليس مجرد خبر صحفي؛ إنه درس في إعادة تعريف الانتماء والكفاءة، ومؤشر على أن المستقبل السوري لا يُبنى فقط بالموارد أو بالقوانين، بل بالقدرة على دمج الخبرة الفردية مع الانتماء الجماعي، وإعطاء مساحة للفلسطيني السوري ليكون عنصراً فاعلاً في بناء الدولة، لا مجرد شاهد على إعادة إعمارها.
نضال الخليل ـ مجموعة العمل
في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2025، صدر مرسوم رئاسي بتعيين المهندس الفلسطيني السوري يوسف محمد قبلاوي رئيساً تنفيذياً للشركة السورية للبترول.
على سطح الحدث، قد تبدو هذه خطوة إدارية بحتة، ولكن بين طياتها يكمن بُعد سياسي واجتماعي وثقافي يربط بين الكفاءة الفردية والانتماء التاريخي وتجربة الوطن في سياق إعادة الإعمار.
قبلاوي، الذي ينحدر من فلسطينيي حلب وله جذور في قضاء ترشيحا بالجليل، لم يكن مجرد مهندس اكتسب خبرة في السعودية والولايات المتحدة، بل هو تجسيد لثنائية فلسطينية سورية تتقاطع فيها الخبرة المهنية مع الانتماء العميق للمكان. هذه الثنائية تمثل أكثر من مجرد مسار مهني؛ إنها ظاهرة سياسية وثقافية تطرح سؤالاً جوهرياً:
كيف يمكن للفلسطيني السوري أن يكون فاعلاً حقيقياً في مسار إعادة البناء لا مجرد ضيف أو مراقب؟
في هذا التعيين، تتكشف رؤية الدولة السورية بطريقة رمزية: الاعتماد على الكفاءة كمفتاح لإعادة الثقة بالمؤسسات. فالقطاع النفطي ليس مجرد اقتصاديات أو إنتاج طاقة، بل هو فضاء تتقاطع فيه الخبرة الفنية مع القدرة على اتخاذ القرار الاستراتيجي.
ومن هنا، يصبح تولي قبلاوي هذا المنصب اختباراً للقدرة على دمج الخبرة العالمية بالخصوصية الوطنية، ولإثبات أن الانتماء التاريخي لا يقف حجر عثرة أمام الأداء المهني، بل يمكن أن يكون قوة إنتاجية حقيقية.
الملاحظ أن هذا التعيين يحمل رسائل متعددة للأجيال القادمة:
أولاً: أن الخبرة المكتسبة خارج الوطن ليست فراغاً شخصياً، بل رأسمالاً وطنياً يمكن توظيفه في خدمة إعادة البناء.
ثانياً: أن الفلسطيني السوري ليس حالة استثناء في المجتمع السوري، بل جزء لا يتجزأ من إعادة تأسيس الدولة وفاعل في إعادة صياغة القرار الاقتصادي والاستراتيجي.
لكن، وكما يشير أي مراقب دقيق، التحدي الأكبر ليس في التعيين نفسه، بل في ما بعده:
هل سيتمكن القطاع النفطي من استيعاب هذه الخبرة وتحويلها إلى قدرة إنتاجية ملموسة؟
هل سيكون هذا التعيين نموذجاً يعكس قدرة الدولة على استثمار التنوع البشري والتاريخي لمصلحة الوطن بعيداً عن المحاصصة التقليدية والانتماءات الضيقة؟
وفي العمق، يطرح هذا الحدث سؤالاً:
كيف يمكن للذاكرة الفلسطينية، مع خبرتها وتجاربها في الشتات، أن تتحول إلى إمكانات حقيقية للتغيير داخل المجتمع المضيف؟
وما دلالة أن يكون هذا التعيين في قلب قطاع استراتيجي مثل الطاقة؟
الإجابة، كما يبدو، تكمن في رؤية الدولة للخبرة كأداة فعلية، وفي قدرة الفرد الفلسطيني السوري على تحويل جذوره وانتماءاته وتجربته الدولية إلى فاعل للتغيير الوطني.
في النهاية، تولي يوسف محمد قبلاوي المنصب ليس مجرد خبر صحفي؛ إنه درس في إعادة تعريف الانتماء والكفاءة، ومؤشر على أن المستقبل السوري لا يُبنى فقط بالموارد أو بالقوانين، بل بالقدرة على دمج الخبرة الفردية مع الانتماء الجماعي، وإعطاء مساحة للفلسطيني السوري ليكون عنصراً فاعلاً في بناء الدولة، لا مجرد شاهد على إعادة إعمارها.