map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

قيصر يكشف… وقبّاني تشهد: معاذ مصطفى نموذجُ الفلسطيني السوري ودوره الحاضر في صميم الثورة السورية

تاريخ النشر : 19-11-2025
قيصر يكشف… وقبّاني تشهد: معاذ مصطفى نموذجُ الفلسطيني السوري ودوره الحاضر في صميم الثورة السورية

ماهر حسن شاويش

في شهادتها ضمن بودكاست دفين، تحدّثت الناشطة السورية الأميركية ميساء قبّاني عن الشخص الذي فتح الطريق أمام وصول ملف “قيصر” إلى الكونغرس الأميركي، وعن الدور الذي لعبه الفلسطيني السوري #معاذ_مصطفى في كشف فصول الإجرام الذي مارسه نظام الأسد داخل المعتقلات.

وملف “قيصر” الذي ضمّ أكثر من 55 ألف صورة لمعتقلين قضوا تحت التعذيب كان أحد أقوى الأدلة التي وصلت إلى الكونغرس حول جرائم النظام، وأحد أكثر الملفات تأثيراً في مسار العدالة المتعلق بسوريا.

هذه الشهادة، على أهميتها، تفتح أمامنا نحن الفلسطينيين السوريين باباً ضرورياً للنقاش:

أين كنّا من كل هذا؟ وماذا قدّمنا كشعب ولاجئين وناشطين في مسار الثورة السورية؟

منذ اللحظة الأولى، لم يكن الفلسطيني السوري مراقباً من بعيد، ولا مجرد متعاطف، بل كان جزءاً أصيلاً من مشهد الثورة.

في درعا خرج أول شهيد فلسطيني سوري.

وفي اليرموك دُفع ثمنٌ للحرية لم يدفع مثله أي حيّ سوري آخر.

وفي مخيمات حمص وريف دمشق ودمشق وحلب وحماة واللاذقية، انخرط الشباب الفلسطيني في العمل الميداني والإغاثي والإعلامي، متحمّلين ما تحمّله السوريون تماماً، بل وأكثر في كثير من الأحيان.

ولعلّ من المهم هنا الإشارة إلى أن خصوصية الفلسطيني السوري تتمثل في أنه واجه الاستبداد من دون أي حماية سياسية أو غطاء فصائلي أو دولة تحميه، ما جعل كلفته الإنسانية والنضالية مضاعفة مقارنة بغيره.

لم يتأخر الفلسطيني السوري عن دوره:

كان في الساحات، وفي التوثيق، وفي الإعلام، وفي العمل الحقوقي، وفي إيصال الرواية السورية إلى العالم.

وربما لم تصل جهودنا إلى مستوى التنظيم الذي وصلت إليه مؤسسات مثل منظمة الطوارئ السورية (Syrian Emergency Task Force – SETF)، لكن ما كان ينقصنا لم يكن الوعي ولا الشجاعة، بل الإمكانات والتمثيل السياسي.

وهنا تبرز أهمية شهادة قبّاني ودورها في تسليط الضوء على معاذ مصطفى: هذا الشخص الذي ساهم في إيصال ملف “قيصر” إلى الكونغرس، وأعاد فتح جرح المعتقلين أمام العالم، يشكّل نموذجاً حيّاً لدور الفلسطيني السوري حين تتوفر له المنصة والقدرة والمساحة.

فإذا كان فردٌ واحد قادراً على إحداث أثر في مستوى الكونغرس الأميركي، فماذا يمكن أن يفعل الفلسطيني السوري لو امتلك أُطُراً حقيقية تعبّر عنه وتوصل صوته كما يجب؟

اليوم، بعد كل ما جرى، يصبح دور الفلسطيني السوري ضرورة سياسية وأخلاقية، لا مجرد حضور رمزي.

فنحن شعب قاتل على جبهتين:

ضد الاحتلال الذي شتّتنا…

وضد الاستبداد الذي سحق وجودنا داخل سورية.

وانخراطنا في الثورة السورية لم يكن خياراً عاطفياً ولا خطوة تكتيكية، بل امتداداً لمعركتنا الأصلية ضد القمع أينما كان، وضد كل من يحاول تحويلنا من شعبٍ له إرادة إلى “ورقة” أو “تابع”.

إن شهادة ميساء قبّاني ليست مجرد إشادة بشخص أو جهد، بل نافذة للتأمّل وإعادة التفكير.

فما الذي يمنع الفلسطيني السوري من أن يكون لاعباً في صياغة المرحلة القادمة؟

من أن يكون موجوداً في ملفات العدالة والمحاسبة؟

من أن يكون شريكاً كاملاً، لا هامشياً، في مستقبل فلسطين وسوريا الجديدة؟

إن استعادة دور الفلسطيني السوري اليوم ليست مطالبة رمزية، بل جزءٌ من إعادة بناء سردية الثورة ومسار العدالة، وإعادة الاعتبار لمن دفعوا أثماناً كبرى وبقوا خارج المشهد.

والإجابة واضحة:

لا شيء… إلا أننا لم نبدأ بعد بناء أطرنا المستقلة، ولم نقرّر أن صوتنا يجب أن يُسمع.

وقناعتنا أن الوقت لم يفت بعد.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/22310

ماهر حسن شاويش

في شهادتها ضمن بودكاست دفين، تحدّثت الناشطة السورية الأميركية ميساء قبّاني عن الشخص الذي فتح الطريق أمام وصول ملف “قيصر” إلى الكونغرس الأميركي، وعن الدور الذي لعبه الفلسطيني السوري #معاذ_مصطفى في كشف فصول الإجرام الذي مارسه نظام الأسد داخل المعتقلات.

وملف “قيصر” الذي ضمّ أكثر من 55 ألف صورة لمعتقلين قضوا تحت التعذيب كان أحد أقوى الأدلة التي وصلت إلى الكونغرس حول جرائم النظام، وأحد أكثر الملفات تأثيراً في مسار العدالة المتعلق بسوريا.

هذه الشهادة، على أهميتها، تفتح أمامنا نحن الفلسطينيين السوريين باباً ضرورياً للنقاش:

أين كنّا من كل هذا؟ وماذا قدّمنا كشعب ولاجئين وناشطين في مسار الثورة السورية؟

منذ اللحظة الأولى، لم يكن الفلسطيني السوري مراقباً من بعيد، ولا مجرد متعاطف، بل كان جزءاً أصيلاً من مشهد الثورة.

في درعا خرج أول شهيد فلسطيني سوري.

وفي اليرموك دُفع ثمنٌ للحرية لم يدفع مثله أي حيّ سوري آخر.

وفي مخيمات حمص وريف دمشق ودمشق وحلب وحماة واللاذقية، انخرط الشباب الفلسطيني في العمل الميداني والإغاثي والإعلامي، متحمّلين ما تحمّله السوريون تماماً، بل وأكثر في كثير من الأحيان.

ولعلّ من المهم هنا الإشارة إلى أن خصوصية الفلسطيني السوري تتمثل في أنه واجه الاستبداد من دون أي حماية سياسية أو غطاء فصائلي أو دولة تحميه، ما جعل كلفته الإنسانية والنضالية مضاعفة مقارنة بغيره.

لم يتأخر الفلسطيني السوري عن دوره:

كان في الساحات، وفي التوثيق، وفي الإعلام، وفي العمل الحقوقي، وفي إيصال الرواية السورية إلى العالم.

وربما لم تصل جهودنا إلى مستوى التنظيم الذي وصلت إليه مؤسسات مثل منظمة الطوارئ السورية (Syrian Emergency Task Force – SETF)، لكن ما كان ينقصنا لم يكن الوعي ولا الشجاعة، بل الإمكانات والتمثيل السياسي.

وهنا تبرز أهمية شهادة قبّاني ودورها في تسليط الضوء على معاذ مصطفى: هذا الشخص الذي ساهم في إيصال ملف “قيصر” إلى الكونغرس، وأعاد فتح جرح المعتقلين أمام العالم، يشكّل نموذجاً حيّاً لدور الفلسطيني السوري حين تتوفر له المنصة والقدرة والمساحة.

فإذا كان فردٌ واحد قادراً على إحداث أثر في مستوى الكونغرس الأميركي، فماذا يمكن أن يفعل الفلسطيني السوري لو امتلك أُطُراً حقيقية تعبّر عنه وتوصل صوته كما يجب؟

اليوم، بعد كل ما جرى، يصبح دور الفلسطيني السوري ضرورة سياسية وأخلاقية، لا مجرد حضور رمزي.

فنحن شعب قاتل على جبهتين:

ضد الاحتلال الذي شتّتنا…

وضد الاستبداد الذي سحق وجودنا داخل سورية.

وانخراطنا في الثورة السورية لم يكن خياراً عاطفياً ولا خطوة تكتيكية، بل امتداداً لمعركتنا الأصلية ضد القمع أينما كان، وضد كل من يحاول تحويلنا من شعبٍ له إرادة إلى “ورقة” أو “تابع”.

إن شهادة ميساء قبّاني ليست مجرد إشادة بشخص أو جهد، بل نافذة للتأمّل وإعادة التفكير.

فما الذي يمنع الفلسطيني السوري من أن يكون لاعباً في صياغة المرحلة القادمة؟

من أن يكون موجوداً في ملفات العدالة والمحاسبة؟

من أن يكون شريكاً كاملاً، لا هامشياً، في مستقبل فلسطين وسوريا الجديدة؟

إن استعادة دور الفلسطيني السوري اليوم ليست مطالبة رمزية، بل جزءٌ من إعادة بناء سردية الثورة ومسار العدالة، وإعادة الاعتبار لمن دفعوا أثماناً كبرى وبقوا خارج المشهد.

والإجابة واضحة:

لا شيء… إلا أننا لم نبدأ بعد بناء أطرنا المستقلة، ولم نقرّر أن صوتنا يجب أن يُسمع.

وقناعتنا أن الوقت لم يفت بعد.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/22310