map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

وداعًا أم أحمد… رحيل امرأة حملت مخيم اليرموك في قلبها

تاريخ النشر : 26-11-2025
وداعًا أم أحمد… رحيل امرأة حملت مخيم اليرموك في قلبها

دمشق || مجموعة العمل 
من بين الأزقة الضيقة لمخيم اليرموك، حيث كانت البيوت تتكئ على بعضها خشية السقوط، بزغ نورٌ صغير ظلّ يُضيء رغم العتمة القاسية… ذلك النور كان سوسن علوش، أم أحمد.
لم تكن اللاجئة الفلسطينية أم أحمد مجرّد عنصر في الكادر الطبي للهلال الأحمر الفلسطيني داخل مشفى فلسطين، بل كانت واحدة من شرايين الحياة القليلة التي ظلّت تنبض في مخيم اليرموك الذي حاصره النظام السوري البائد.
عملت بصمت، حتى في أكثر اللحظات خوفًا، لم تكن تعالج المرضى فقط، بل كانت تبحث عن لقمة ما تشارك بها المحتاجين، خبزها القاسي الذي بالكاد يكفيها كانت تقسّمه بين طفل مريض أو امرأة عجوز تنتظر معجزة للبقاء.
عرفها الجميع بأنها لا تميّز بين أحد، ولا تسأل عن انتماء ولا عن موقف، كانت تؤمن بأن رسالة الطب والواجب الإنساني أوسع من كل خلاف، حين كانوا يشكرونها، كانت ترد ببساطة تُشبهها:
"هذا واجبي… وأنتم عائلتي."
في زمنٍ كانت القذائف تُسقط البيوت، والحصار يُسقط الأجساد، كانت أم أحمد تُعيد رفع الروح في الناس، تهدّئ الأمهات، تُمسك بيد المرضى، وتذكّر الجميع بأن آخر ما يجب أن يخسروه هو إنسانيتهم.
بعد سنوات من التفاني والعمل في ظروفٍ لا تُطاق، رحلت أم أحمد ليس بسبب رصاصة أو قذيفة، بل بسبب مرض أنهكها بعد أن استنزفتها سنوات الحصار والخدمة المتواصلة، رحلت بصمت كما عاشت… لكن أثرها لم يرحل، كان ذلك قبل أيام في تشرين ثاني/نوفمبر 2025 تركَت وراءها إرثًا من الطيبة والرحمة، وقصة ستظلّ شاهدة على أن البطولات الحقيقية لا تُقاس بالقوة، بل بالقلوب التي لا تتوقف عن العطاء حتى اللحظة الأخيرة.
يصفها أهل اليرموك بأنها كانت "الجندي المجهول" في مشفى فلسطين، لا تعرف الكلل، ولا تنتظر مقابلًا، عاشت لأجل الآخرين، وظلّت حتى آخر أيامها سندًا وملاذًا لأبناء المخيم والمناطق المجاورة، ومع رحيلها، يستعيد الناس ذكرياتها: بصماتها في ممرات المشفى، خطواتها التي حملت الدواء والطعام، ووجهها الذي حمل طمأنينة في زمن انهار فيه كل شيء.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/22347

دمشق || مجموعة العمل 
من بين الأزقة الضيقة لمخيم اليرموك، حيث كانت البيوت تتكئ على بعضها خشية السقوط، بزغ نورٌ صغير ظلّ يُضيء رغم العتمة القاسية… ذلك النور كان سوسن علوش، أم أحمد.
لم تكن اللاجئة الفلسطينية أم أحمد مجرّد عنصر في الكادر الطبي للهلال الأحمر الفلسطيني داخل مشفى فلسطين، بل كانت واحدة من شرايين الحياة القليلة التي ظلّت تنبض في مخيم اليرموك الذي حاصره النظام السوري البائد.
عملت بصمت، حتى في أكثر اللحظات خوفًا، لم تكن تعالج المرضى فقط، بل كانت تبحث عن لقمة ما تشارك بها المحتاجين، خبزها القاسي الذي بالكاد يكفيها كانت تقسّمه بين طفل مريض أو امرأة عجوز تنتظر معجزة للبقاء.
عرفها الجميع بأنها لا تميّز بين أحد، ولا تسأل عن انتماء ولا عن موقف، كانت تؤمن بأن رسالة الطب والواجب الإنساني أوسع من كل خلاف، حين كانوا يشكرونها، كانت ترد ببساطة تُشبهها:
"هذا واجبي… وأنتم عائلتي."
في زمنٍ كانت القذائف تُسقط البيوت، والحصار يُسقط الأجساد، كانت أم أحمد تُعيد رفع الروح في الناس، تهدّئ الأمهات، تُمسك بيد المرضى، وتذكّر الجميع بأن آخر ما يجب أن يخسروه هو إنسانيتهم.
بعد سنوات من التفاني والعمل في ظروفٍ لا تُطاق، رحلت أم أحمد ليس بسبب رصاصة أو قذيفة، بل بسبب مرض أنهكها بعد أن استنزفتها سنوات الحصار والخدمة المتواصلة، رحلت بصمت كما عاشت… لكن أثرها لم يرحل، كان ذلك قبل أيام في تشرين ثاني/نوفمبر 2025 تركَت وراءها إرثًا من الطيبة والرحمة، وقصة ستظلّ شاهدة على أن البطولات الحقيقية لا تُقاس بالقوة، بل بالقلوب التي لا تتوقف عن العطاء حتى اللحظة الأخيرة.
يصفها أهل اليرموك بأنها كانت "الجندي المجهول" في مشفى فلسطين، لا تعرف الكلل، ولا تنتظر مقابلًا، عاشت لأجل الآخرين، وظلّت حتى آخر أيامها سندًا وملاذًا لأبناء المخيم والمناطق المجاورة، ومع رحيلها، يستعيد الناس ذكرياتها: بصماتها في ممرات المشفى، خطواتها التي حملت الدواء والطعام، ووجهها الذي حمل طمأنينة في زمن انهار فيه كل شيء.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/22347