map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

مخيمات اللجوء الفلسطيني في سوريا: بين الاعتراف الرسمي والواقع الجغرافي

تاريخ النشر : 11-12-2025
مخيمات اللجوء الفلسطيني في سوريا: بين الاعتراف الرسمي والواقع الجغرافي

مجموعة العمل ـ سوريا

يشكل ملف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا واحداً من أعقد الملفات الإنسانية والسياسية في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن الذاكرة الفلسطينية ترتبط بأسماء مخيمات بعينها، إلا أن هناك خلطاً شائعاً بين ما هو "مخيم رسمي" تعترف به وكالة الغوث (الأونروا) ويدار من قبلها بالكامل، وبين "مخيم غير رسمي" قد يفوق الأول مساحة وسكاناً، لكنه يفتقد للصفة القانونية الأممية.

يسلط هذا التقرير الضوء على خارطة المخيمات الفلسطينية في سوريا، موضحاً الفوارق القانونية والخدمية بينها.

أولاً: ماذا يعني "مخيم رسمي" و "غير رسمي"؟

قبل الخوض في الأسماء، يجب توضيح المعيار الذي تعتمده وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في هذا التصنيف:

 . المخيمات المعترف بها (الرسمية): هي المناطق التي خصصتها الحكومة السورية رسمياً لإقامة اللاجئين، وقامت الأونروا بإدارة خدماتها ومنشآتها (مدارس، عيادات، صرف صحي، نظافة) بناءً على اتفاقيات رسمية.

 . المخيمات غير المعترف بها (غير الرسمية): هي تجمعات سكنية لجأ إليها الفلسطينيون وتوسعوا فيها عمرانياً. ورغم أن الأونروا تقدم خدمات التعليم والصحة فيها عبر مدارسها وعياداتها، إلا أنها لا تتولى مسؤولية جمع القمامة أو صيانة الطرق أو الصرف الصحي؛ حيث تقع هذه المسؤولية على عاتق البلديات السورية المحلية.

ثانياً: المخيمات الرسمية (المعترف بها)

يبلغ عدد المخيمات الرسمية في سوريا 9 مخيمات، موزعة في عدة محافظات، وهي كالتالي:

 . مخيم النيرب (حلب): أكبر المخيمات الرسمية مساحة، ويقع بالقرب من مطار حلب.

 . مخيم جرمانا (ريف دمشق): يقع على أطراف دمشق وأُسس عام 1948.

 . مخيم حمص: يقع ضمن مدينة حمص، وشهد اكتظاظاً كبيراً وتوسعاً عمودياً في البناء.

 . مخيم حماة: يقع في قلب مدينة حماة، وعاد إليه معظم سكانه بعد أحداث الأزمة السورية.

 . مخيم خان الشيح (ريف دمشق): يقع بجانب طريق دمشق-القنيطرة، ويعتبر من أكثر المخيمات تعليماً وثقافة.

 . مخيم خان دنون (ريف دمشق): يقع جنوب دمشق، وكان في الأصل خاناً أثرياً قبل أن يتحول لمخيم.

 . مخيم سبينة (ريف دمشق): يقع جنوب دمشق، ويعتبر من المخيمات الصناعية النشطة.

 . مخيم الست زينب (قبر الست): يقع بالقرب من مقام السيدة زينب في ريف دمشق.

 . مخيم درعا (درعا): ومخيم الطوارئ يقع جنوب سوريا، وقد تعرض لدمار واسع خلال سنوات الحرب.

ثالثاً: المخيمات غير الرسمية.. مفارقة "اليرموك"

المفاجأة التي يجهلها الكثيرون هي أن مخيم اليرموك، الذي يُلقب بـ "عاصمة الشتات الفلسطيني" وأكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في العالم (قبل 2011)، هو مخيم غير رسمي (غير معترف به إدارياً كأرض مخيم من قبل الأونروا).

تضم القائمة "غير الرسمية" ثلاثة تجمعات رئيسية كبرى:

 . مخيم اليرموك (دمشق): رغم عدم اعتراف الأونروا به كمخيم رسمي (بالمعنى الإداري للأرض)، إلا أنها كانت تدير فيه عشرات المدارس والعيادات. إدارته البلدية كانت تتبع لـ "لجنة محلية" تابعة لوزارة الإدارة المحلية السورية.

 . مخيم الرمل الجنوبي (اللاذقية): يقع على ساحل البحر المتوسط، وهو تجمع سكني كبير للفلسطينيين داخل مدينة اللاذقية.

 . مخيم عين التل "حندرات" (حلب): يقع شمال حلب، وهو تجمع غير رسمي تعرض لدمار شبه كامل وتهجير سكانه خلال الحرب.

ـ ملاحظة هامة: عدم الاعتراف بالمخيم "رسمياً" لا يعني عدم تقديم الخدمات للاجئين فيه. يحق للاجئ الفلسطيني المسجل لدى الأونروا الحصول على خدمات التعليم والصحة والإغاثة بغض النظر عن مكان سكنه، سواء كان داخل مخيم رسمي أو في تجمع غير رسمي.

رابعاً: تحديات الواقع الراهن

تواجه المخيمات بنوعيها (الرسمي وغير الرسمي) تحديات وجودية بعد عام 2011:

 . الدمار: تعرضت مخيمات (اليرموك، درعا، حندرات) لدمار هائل في البنية التحتية.

 . التهجير: اضطر الآلاف من سكان هذه المخيمات للنزوح داخلياً في سوريا أو الهجرة خارجها.

 . تقليص الخدمات: تعاني الأونروا من أزمات مالية خانقة تنعكس سلباً على جودة الخدمات المقدمة في كافة المخيمات.

إن الوعي بطبيعة المخيمات الفلسطينية ليس مجرد معلومة جغرافية، بل هو جزء من الحفاظ على الهوية القانونية والسياسية للاجئ الفلسطيني، وحقه في المطالبة بتحسين الخدمات وحماية حقوقه حتى العودة.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/22423

مجموعة العمل ـ سوريا

يشكل ملف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا واحداً من أعقد الملفات الإنسانية والسياسية في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن الذاكرة الفلسطينية ترتبط بأسماء مخيمات بعينها، إلا أن هناك خلطاً شائعاً بين ما هو "مخيم رسمي" تعترف به وكالة الغوث (الأونروا) ويدار من قبلها بالكامل، وبين "مخيم غير رسمي" قد يفوق الأول مساحة وسكاناً، لكنه يفتقد للصفة القانونية الأممية.

يسلط هذا التقرير الضوء على خارطة المخيمات الفلسطينية في سوريا، موضحاً الفوارق القانونية والخدمية بينها.

أولاً: ماذا يعني "مخيم رسمي" و "غير رسمي"؟

قبل الخوض في الأسماء، يجب توضيح المعيار الذي تعتمده وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في هذا التصنيف:

 . المخيمات المعترف بها (الرسمية): هي المناطق التي خصصتها الحكومة السورية رسمياً لإقامة اللاجئين، وقامت الأونروا بإدارة خدماتها ومنشآتها (مدارس، عيادات، صرف صحي، نظافة) بناءً على اتفاقيات رسمية.

 . المخيمات غير المعترف بها (غير الرسمية): هي تجمعات سكنية لجأ إليها الفلسطينيون وتوسعوا فيها عمرانياً. ورغم أن الأونروا تقدم خدمات التعليم والصحة فيها عبر مدارسها وعياداتها، إلا أنها لا تتولى مسؤولية جمع القمامة أو صيانة الطرق أو الصرف الصحي؛ حيث تقع هذه المسؤولية على عاتق البلديات السورية المحلية.

ثانياً: المخيمات الرسمية (المعترف بها)

يبلغ عدد المخيمات الرسمية في سوريا 9 مخيمات، موزعة في عدة محافظات، وهي كالتالي:

 . مخيم النيرب (حلب): أكبر المخيمات الرسمية مساحة، ويقع بالقرب من مطار حلب.

 . مخيم جرمانا (ريف دمشق): يقع على أطراف دمشق وأُسس عام 1948.

 . مخيم حمص: يقع ضمن مدينة حمص، وشهد اكتظاظاً كبيراً وتوسعاً عمودياً في البناء.

 . مخيم حماة: يقع في قلب مدينة حماة، وعاد إليه معظم سكانه بعد أحداث الأزمة السورية.

 . مخيم خان الشيح (ريف دمشق): يقع بجانب طريق دمشق-القنيطرة، ويعتبر من أكثر المخيمات تعليماً وثقافة.

 . مخيم خان دنون (ريف دمشق): يقع جنوب دمشق، وكان في الأصل خاناً أثرياً قبل أن يتحول لمخيم.

 . مخيم سبينة (ريف دمشق): يقع جنوب دمشق، ويعتبر من المخيمات الصناعية النشطة.

 . مخيم الست زينب (قبر الست): يقع بالقرب من مقام السيدة زينب في ريف دمشق.

 . مخيم درعا (درعا): ومخيم الطوارئ يقع جنوب سوريا، وقد تعرض لدمار واسع خلال سنوات الحرب.

ثالثاً: المخيمات غير الرسمية.. مفارقة "اليرموك"

المفاجأة التي يجهلها الكثيرون هي أن مخيم اليرموك، الذي يُلقب بـ "عاصمة الشتات الفلسطيني" وأكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في العالم (قبل 2011)، هو مخيم غير رسمي (غير معترف به إدارياً كأرض مخيم من قبل الأونروا).

تضم القائمة "غير الرسمية" ثلاثة تجمعات رئيسية كبرى:

 . مخيم اليرموك (دمشق): رغم عدم اعتراف الأونروا به كمخيم رسمي (بالمعنى الإداري للأرض)، إلا أنها كانت تدير فيه عشرات المدارس والعيادات. إدارته البلدية كانت تتبع لـ "لجنة محلية" تابعة لوزارة الإدارة المحلية السورية.

 . مخيم الرمل الجنوبي (اللاذقية): يقع على ساحل البحر المتوسط، وهو تجمع سكني كبير للفلسطينيين داخل مدينة اللاذقية.

 . مخيم عين التل "حندرات" (حلب): يقع شمال حلب، وهو تجمع غير رسمي تعرض لدمار شبه كامل وتهجير سكانه خلال الحرب.

ـ ملاحظة هامة: عدم الاعتراف بالمخيم "رسمياً" لا يعني عدم تقديم الخدمات للاجئين فيه. يحق للاجئ الفلسطيني المسجل لدى الأونروا الحصول على خدمات التعليم والصحة والإغاثة بغض النظر عن مكان سكنه، سواء كان داخل مخيم رسمي أو في تجمع غير رسمي.

رابعاً: تحديات الواقع الراهن

تواجه المخيمات بنوعيها (الرسمي وغير الرسمي) تحديات وجودية بعد عام 2011:

 . الدمار: تعرضت مخيمات (اليرموك، درعا، حندرات) لدمار هائل في البنية التحتية.

 . التهجير: اضطر الآلاف من سكان هذه المخيمات للنزوح داخلياً في سوريا أو الهجرة خارجها.

 . تقليص الخدمات: تعاني الأونروا من أزمات مالية خانقة تنعكس سلباً على جودة الخدمات المقدمة في كافة المخيمات.

إن الوعي بطبيعة المخيمات الفلسطينية ليس مجرد معلومة جغرافية، بل هو جزء من الحفاظ على الهوية القانونية والسياسية للاجئ الفلسطيني، وحقه في المطالبة بتحسين الخدمات وحماية حقوقه حتى العودة.

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/22423