خليل الصمادي
في مثل هذا اليوم وقبل ثلاثة عشر عامًا قام طيران الميغ السوري بقصف مسجد عبد القادر الحسيني ومدرسة الفالوجة وقد أفر القصف عن استشهاد العشرات ومئات الجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال الذين اتخذوا من المدارس والمساجد مأوًى لهم، ونتيجة لذلك القصف خرج حوالي نصف مليون من المخيم، وقد وثقت هذه المجزرة في كتابي ذكريات من مخيم اليرموك كما يلي:
الخروج من المخيم:
بالرغم من المناوشات في المخيم وإطلاق النار هنا أو هناك أو اغتيال عدد من الأفراد لم يكن أحد من أهالي المخيم ظن أننا سنخرج منه يوماً، فبالرغم من كل شيء فالوضع كان حذراً، ولكن الأمور عادية فالأفران مفتوحة والسيارات تدخل وتخرج، ولكن لم تعد المحلات تفتح لساعة متأخرة من الليل أو مبكرة فأول ما يحل الظلام كان التجار يؤوون إلى بيوتهم.
بيد أن الخروج الكبير حدث بعد دخول المناوئين لوسط المخيم وقيام الطيران بقصف مسجد عبد القادر الحسيني ومدرسة الفالوجة في شارع المدارس، وكان ذلك ظهر ٢٠١٢/١٢/١٦م ويعد هذا هو الحادث الجلل الذي قلب الموازين رأساً على عقب ففي اليوم التالي ومنذ ساعات الفجر الأولى وقبل شروق الشمس بدأت حركة الناس تتجه من المخيم إلى اتجاه الشمال في منظر يستدعي الهجرة الأولى من عاصر اللجوء أو مسلسل التغريبة الفلسطينية لمن تابع المسلسل قبل سنوات.
خرج الناس جماعات وفرادى رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً بعضهم راكبين وبعضهم مترجلين وكل يحمل ما خفَّ وغلا، وبالرغم من مناشدة عقلاء المخيم لهم بالعودة وعدم الخروج إلا أن حركة الخروج استمرت طوال النهار.
هذا المنظر يشبه لحدٍّ كبير نفرة الحجاج من عرفات إلى منى فالواقف على أي طرف من شارع اليرموك يرى بحراً من البشر لا أول له ولا آخر وكلهم باتجاه الشمال أي خارج المخيم، فقد هام الناس على وجوههم فقد استقر البعض في الفنادق ، والبعض وصل لبعض المناطق مثل: ضاحية قدسيا وقدسيا والميدان والمزة بعضهم استأجر بيتاً لمدة شهر على أمل الرجوع القريب والبعض نزل عند أقاربه، والفقراء منهم لجأوا لبعض المساجد فقد افتتح جامع بدر والأشمر في الزاهرة القديمة أبوابه للفقراء كما فتح جامع قدسيا أبوابه أيضاً وكذا افتتحت بعض المدارس أبوابها أيضاً، وخلال هذه الفترة نشطت بعض الهيئات الخيرية في توزيع الأغطية إذ أن الفصل فصل شتاء وكذا الأطعمة والأشربة وغيرها من مستلزمات الحياة ولا ننسى في هذا المجال ما قامت به بعض الفصائل الفلسطينية في تقديم يد المساعدة والعون.
خليل الصمادي
في مثل هذا اليوم وقبل ثلاثة عشر عامًا قام طيران الميغ السوري بقصف مسجد عبد القادر الحسيني ومدرسة الفالوجة وقد أفر القصف عن استشهاد العشرات ومئات الجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال الذين اتخذوا من المدارس والمساجد مأوًى لهم، ونتيجة لذلك القصف خرج حوالي نصف مليون من المخيم، وقد وثقت هذه المجزرة في كتابي ذكريات من مخيم اليرموك كما يلي:
الخروج من المخيم:
بالرغم من المناوشات في المخيم وإطلاق النار هنا أو هناك أو اغتيال عدد من الأفراد لم يكن أحد من أهالي المخيم ظن أننا سنخرج منه يوماً، فبالرغم من كل شيء فالوضع كان حذراً، ولكن الأمور عادية فالأفران مفتوحة والسيارات تدخل وتخرج، ولكن لم تعد المحلات تفتح لساعة متأخرة من الليل أو مبكرة فأول ما يحل الظلام كان التجار يؤوون إلى بيوتهم.
بيد أن الخروج الكبير حدث بعد دخول المناوئين لوسط المخيم وقيام الطيران بقصف مسجد عبد القادر الحسيني ومدرسة الفالوجة في شارع المدارس، وكان ذلك ظهر ٢٠١٢/١٢/١٦م ويعد هذا هو الحادث الجلل الذي قلب الموازين رأساً على عقب ففي اليوم التالي ومنذ ساعات الفجر الأولى وقبل شروق الشمس بدأت حركة الناس تتجه من المخيم إلى اتجاه الشمال في منظر يستدعي الهجرة الأولى من عاصر اللجوء أو مسلسل التغريبة الفلسطينية لمن تابع المسلسل قبل سنوات.
خرج الناس جماعات وفرادى رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً بعضهم راكبين وبعضهم مترجلين وكل يحمل ما خفَّ وغلا، وبالرغم من مناشدة عقلاء المخيم لهم بالعودة وعدم الخروج إلا أن حركة الخروج استمرت طوال النهار.
هذا المنظر يشبه لحدٍّ كبير نفرة الحجاج من عرفات إلى منى فالواقف على أي طرف من شارع اليرموك يرى بحراً من البشر لا أول له ولا آخر وكلهم باتجاه الشمال أي خارج المخيم، فقد هام الناس على وجوههم فقد استقر البعض في الفنادق ، والبعض وصل لبعض المناطق مثل: ضاحية قدسيا وقدسيا والميدان والمزة بعضهم استأجر بيتاً لمدة شهر على أمل الرجوع القريب والبعض نزل عند أقاربه، والفقراء منهم لجأوا لبعض المساجد فقد افتتح جامع بدر والأشمر في الزاهرة القديمة أبوابه للفقراء كما فتح جامع قدسيا أبوابه أيضاً وكذا افتتحت بعض المدارس أبوابها أيضاً، وخلال هذه الفترة نشطت بعض الهيئات الخيرية في توزيع الأغطية إذ أن الفصل فصل شتاء وكذا الأطعمة والأشربة وغيرها من مستلزمات الحياة ولا ننسى في هذا المجال ما قامت به بعض الفصائل الفلسطينية في تقديم يد المساعدة والعون.