map
RSS instagram youtube twitter facebook Google Paly App stores

عدد الضحايا

حتى اليوم

4294

فتاة فلسطينية تنتصر على السرطان وتعود للدراسة

تاريخ النشر : 23-12-2025
فتاة فلسطينية تنتصر على السرطان وتعود للدراسة

مجموعة العمل ـ حلب

في مخيم النيرب شمالي سوريا، لا تُقاس قوة الإرادة بما يملكه الإنسان من جسد سليم، بل بما يحتفظ به من حلم.

فرح، لاجئة فلسطينية في الحادية والعشرين من عمرها، واحدة من هؤلاء الذين انتصروا على المرض واليأس معاً، وبدأوا من جديد.

بعد رحلة قاسية مع السرطان انتهت ببتر قدمها، لم تسمح فرح للإعاقة أن تكون نهاية الطريق، فاليوم، تعود إلى مقاعد الدراسة متسلّحة بالأمل، ضمن برنامج التعليم والتدريب المهني الذي تنفذه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بتمويل من الاتحاد الأوروبي، لتدرس إدارة الأعمال وتعيد رسم ملامح مستقبلها.

تقول فرح، وهي تستعيد واحدة من أصعب مراحل حياتها:

«فقدان قدمي كان تجربة مدمّرة، لكنني رفضت أن أتخلى عن أحلامي، هذا البرنامج منحني فرصة حقيقية لمواصلة دراستي وبناء مستقبل جديد».

وبرغم الظروف الصحية والنفسية القاسية، تميّزت فرح أكاديمياً، إذ تحتل المرتبة الثالثة في صفها بمعدل 87 في المئة، ضمن برنامج التعليم والتدريب التقني والمهني (TVET) التابع للأونروا، والمدعوم من الاتحاد الأوروبي.

وكانت فرح قد شُخّصت عام 2019 بنوع نادر من سرطان الساركوما، لم يستجب للعلاج الكيميائي، ما اضطرها للخضوع لسبع عمليات جراحية و45 جلسة علاج إشعاعي. ومع عودة المرض عام 2023، اتخذت القرار الأصعب في حياتها ببتر الطرف المصاب. وبعد شهرين فقط، تقدّمت لامتحانات الشهادة الثانوية العامة ونجحت، في مشهد يلخص حجم التحدي الذي خاضته.

ومن خلال هذا البرنامج، وفّرت الأونروا تدريبًا مهنيًا متخصصًا لأكثر من 1,200 شاب وشابة من لاجئي فلسطين في سوريا، عبر كوادر تدريبية مؤهلة، ودعم نفسي وتعليمي، إضافة إلى تأمين المواد الأساسية للتدريب.

ويشمل البرنامج دورات متنوعة في مجالات مهنية وتقنية مثل اللحام، السباكة والتدفئة، التركيبات الكهربائية، أنظمة الطاقة الشمسية، ميكانيك السيارات، إلى جانب الخياطة، مساعد الطاهي، التصميم الغرافيكي وغيرها. وفي مركز تدريب النيرب، حظيت فرح بدعم خاص بعد عمليتها الجراحية، حيث عمل المدربون معها بشكل مباشر لضمان استمرارها في الدراسة خلال فترة التعافي.

وفي هذا السياق، قال أمانيا مايكل-إيبي، مدير شؤون الأونروا في سوريا، إن «دعم الاتحاد الأوروبي وشراكته طويلة الأمد يتيحان للأونروا توفير بيئات تدريب آمنة وشاملة، ويساعدان الشباب على اكتساب مهارات حقيقية تفتح لهم أبواب سوق العمل، كما هو الحال مع فرح».

من جانبه، أكد الاتحاد الأوروبي في سوريا فخره بدعم طلاب مثل فرح، معتبرًا أن قصتها تمثل نموذجًا حيًا للإصرار والصمود، ومشدّدًا على التزامه بمواصلة الاستثمار في تعليم الشباب وتمكينهم من بناء مستقبل أفضل.

اليوم، وبعد تخرجها في أيلول/سبتمبر 2025، تحلم فرح بتأسيس شركتها الخاصة ومساندة الآخرين ممن يواجهون تحديات مشابهة، وتختصر فلسفتها في جملة واحدة:

«اخترت إدارة الأعمال لأنني أريد أن أكون مستقلة، وأساهم في خلق فرص للآخرين، التعليم منحني بداية جديدة».

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/22490

مجموعة العمل ـ حلب

في مخيم النيرب شمالي سوريا، لا تُقاس قوة الإرادة بما يملكه الإنسان من جسد سليم، بل بما يحتفظ به من حلم.

فرح، لاجئة فلسطينية في الحادية والعشرين من عمرها، واحدة من هؤلاء الذين انتصروا على المرض واليأس معاً، وبدأوا من جديد.

بعد رحلة قاسية مع السرطان انتهت ببتر قدمها، لم تسمح فرح للإعاقة أن تكون نهاية الطريق، فاليوم، تعود إلى مقاعد الدراسة متسلّحة بالأمل، ضمن برنامج التعليم والتدريب المهني الذي تنفذه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بتمويل من الاتحاد الأوروبي، لتدرس إدارة الأعمال وتعيد رسم ملامح مستقبلها.

تقول فرح، وهي تستعيد واحدة من أصعب مراحل حياتها:

«فقدان قدمي كان تجربة مدمّرة، لكنني رفضت أن أتخلى عن أحلامي، هذا البرنامج منحني فرصة حقيقية لمواصلة دراستي وبناء مستقبل جديد».

وبرغم الظروف الصحية والنفسية القاسية، تميّزت فرح أكاديمياً، إذ تحتل المرتبة الثالثة في صفها بمعدل 87 في المئة، ضمن برنامج التعليم والتدريب التقني والمهني (TVET) التابع للأونروا، والمدعوم من الاتحاد الأوروبي.

وكانت فرح قد شُخّصت عام 2019 بنوع نادر من سرطان الساركوما، لم يستجب للعلاج الكيميائي، ما اضطرها للخضوع لسبع عمليات جراحية و45 جلسة علاج إشعاعي. ومع عودة المرض عام 2023، اتخذت القرار الأصعب في حياتها ببتر الطرف المصاب. وبعد شهرين فقط، تقدّمت لامتحانات الشهادة الثانوية العامة ونجحت، في مشهد يلخص حجم التحدي الذي خاضته.

ومن خلال هذا البرنامج، وفّرت الأونروا تدريبًا مهنيًا متخصصًا لأكثر من 1,200 شاب وشابة من لاجئي فلسطين في سوريا، عبر كوادر تدريبية مؤهلة، ودعم نفسي وتعليمي، إضافة إلى تأمين المواد الأساسية للتدريب.

ويشمل البرنامج دورات متنوعة في مجالات مهنية وتقنية مثل اللحام، السباكة والتدفئة، التركيبات الكهربائية، أنظمة الطاقة الشمسية، ميكانيك السيارات، إلى جانب الخياطة، مساعد الطاهي، التصميم الغرافيكي وغيرها. وفي مركز تدريب النيرب، حظيت فرح بدعم خاص بعد عمليتها الجراحية، حيث عمل المدربون معها بشكل مباشر لضمان استمرارها في الدراسة خلال فترة التعافي.

وفي هذا السياق، قال أمانيا مايكل-إيبي، مدير شؤون الأونروا في سوريا، إن «دعم الاتحاد الأوروبي وشراكته طويلة الأمد يتيحان للأونروا توفير بيئات تدريب آمنة وشاملة، ويساعدان الشباب على اكتساب مهارات حقيقية تفتح لهم أبواب سوق العمل، كما هو الحال مع فرح».

من جانبه، أكد الاتحاد الأوروبي في سوريا فخره بدعم طلاب مثل فرح، معتبرًا أن قصتها تمثل نموذجًا حيًا للإصرار والصمود، ومشدّدًا على التزامه بمواصلة الاستثمار في تعليم الشباب وتمكينهم من بناء مستقبل أفضل.

اليوم، وبعد تخرجها في أيلول/سبتمبر 2025، تحلم فرح بتأسيس شركتها الخاصة ومساندة الآخرين ممن يواجهون تحديات مشابهة، وتختصر فلسفتها في جملة واحدة:

«اخترت إدارة الأعمال لأنني أريد أن أكون مستقلة، وأساهم في خلق فرص للآخرين، التعليم منحني بداية جديدة».

الوسوم

رابط مختصر : http://www.actionpal.org.uk/ar/post/22490