فايز أبو عيد | مجموعة العمل
مع اندلاع حملة التهجير القسري عام 1948 على يد العصابات الصهيونية، شهدت مناطق الجوار الفلسطيني موجات لجوء كبيرة، حيث انتقلت عائلات بأكملها بحثًا عن الأمن والأمان والحياة الكريمة، ومن بين هذه المناطق، برز الشريط الحدودي في الجولان السوري وريف درعا الغربي كملجأ رئيسي لأبناء قرى وبلدات الشمال الفلسطيني، وخاصة المزارعين ومربي المواشي الذين وجدوا في هذه المناطق أرضاً مشابهة لبيئتهم الأصلية.
روابط الدم والتاريخ
أغلب اللاجئين الذين استقروا في ريف درعا الغربي كانوا يحملون معهم أكثر من مجرد أمتعة؛ فقد جلبوا معهم روابط الدم والتاريخ التي تجمعهم بسكان المنطقة، فعلى سبيل المثال، عائلات مثل آل "ياسين"، "الخطيب"، و"الخطباء" من قرية الشجرة الفلسطينية (قضاء طبريا) هاجرت إلى قرى مثل تل شهاب والعجمي، مدفوعة بوجود أقارب لهم من آل "الحشيش"، حيث تعود أصول الجميع إلى قبيلة "شمر" العربية، هذه الروابط القبلية القديمة ساهمت في تسهيل استقرار اللاجئين وترسيخ علاقات مميزة مع السكان المحليين.
نكسة 1967.. موجة جديدة من اللجوء
عقب نكسة حزيران 1967، شهدت المنطقة موجة جديدة من اللجوء الفلسطيني، حيث انتقلت العديد من العائلات التي كانت قد لجأت سابقًا إلى الجولان السوري إلى قرى ريف درعا الغربي. وفي قرية تل شهاب تحديداً، تركزت عائلات مثل آل "الشيخ تايه"، "عليان"، "المخرازي"، و"النميري"، أما في قرية المزيريب المجاورة، فقد استقرت عشائر مثل المواسى، الصبيح، السبارجة، الزناغرة، واللاهيب، وغيرهم من عشائر الشمال الفلسطيني.
موجة لجوء 1956: قصة الحمايدة والطبجي
في عام 1956، وصلت موجة لجوء أخرى، وإن كانت أقل شهرة في سجلات اللجوء الفلسطيني، ضمت هذه الموجة أبناء عشيرة "الحمايدة" (فرع السيطرية) من قضاء الرملة، الذين هجّرتهم العصابات الصهيونية إلى الأردن ومصر، قبل أن يجدوا طريقهم إلى سوريا، استقروا بشكل رئيسي في قرية المزيريب، بينما انضم إليهم أقرباؤهم من آل "الطبجي" في تل شهاب، ليشكلوا بذلك نسيجًا اجتماعيًا جديدًا يعكس تعقيدات الهجرة الفلسطينية.
الطبريات: تجمع جديد في الجنوب الغربي
مع مرور السنوات، واصلت بعض العائلات الفلسطينية البحث عن استقرار دائم، ففي فترة لاحقة، غادرت عائلات مثل آل "العوضي" وآل "الربيعي" قراهم التي هجّرت إليها في ريف سحم الجولان، واستقرت في منطقة "الطبريات" جنوب غربي تل شهاب، حيث شكلت تجمعاً فلسطينيًا جديداً، هذا التجمع أضاف إلى التنوع الديموغرافي للمنطقة وأصبح شاهداً على صمود الفلسطينيين رغم التحديات المستمرة.
علاقات مصاهرة وترابط اجتماعي
تجاوز عدد العائلات الفلسطينية في تل شهاب وما حولها 500 عائلة، بحسب التقديرات المحلية. هذه العائلات لم تكتفِ بالاستقرار فحسب، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة، تملّكوا بيوتاً ومزارع، ونسجوا علاقات ودية وثيقة مع السكان المحليين، تُوجت في كثير من الحالات بمصاهرات وتعاون اقتصادي، وكان كرم أهل المنطقة ومعاملتهم الطيبة للاجئين الفلسطينيين عاملاً أساسيًا في تعزيز هذا الترابط.
مستقبل التجمعات الفلسطينية في ريف درعا
اليوم، تبقى قرى مثل تل شهاب والمزيريب شاهدة على قصة لجوء طويلة ومعقدة، لكنها أيضًا قصة ترابط إنساني واجتماعي فريد، وبينما يستمر الفلسطينيون في الحفاظ على هويتهم الوطنية، فإنهم يمثلون أيضًا نموذجاً حياً للتعايش السلمي والتكامل المجتمعي مع مضيفيهم في ريف درعا الغربي.
فايز أبو عيد | مجموعة العمل
مع اندلاع حملة التهجير القسري عام 1948 على يد العصابات الصهيونية، شهدت مناطق الجوار الفلسطيني موجات لجوء كبيرة، حيث انتقلت عائلات بأكملها بحثًا عن الأمن والأمان والحياة الكريمة، ومن بين هذه المناطق، برز الشريط الحدودي في الجولان السوري وريف درعا الغربي كملجأ رئيسي لأبناء قرى وبلدات الشمال الفلسطيني، وخاصة المزارعين ومربي المواشي الذين وجدوا في هذه المناطق أرضاً مشابهة لبيئتهم الأصلية.
روابط الدم والتاريخ
أغلب اللاجئين الذين استقروا في ريف درعا الغربي كانوا يحملون معهم أكثر من مجرد أمتعة؛ فقد جلبوا معهم روابط الدم والتاريخ التي تجمعهم بسكان المنطقة، فعلى سبيل المثال، عائلات مثل آل "ياسين"، "الخطيب"، و"الخطباء" من قرية الشجرة الفلسطينية (قضاء طبريا) هاجرت إلى قرى مثل تل شهاب والعجمي، مدفوعة بوجود أقارب لهم من آل "الحشيش"، حيث تعود أصول الجميع إلى قبيلة "شمر" العربية، هذه الروابط القبلية القديمة ساهمت في تسهيل استقرار اللاجئين وترسيخ علاقات مميزة مع السكان المحليين.
نكسة 1967.. موجة جديدة من اللجوء
عقب نكسة حزيران 1967، شهدت المنطقة موجة جديدة من اللجوء الفلسطيني، حيث انتقلت العديد من العائلات التي كانت قد لجأت سابقًا إلى الجولان السوري إلى قرى ريف درعا الغربي. وفي قرية تل شهاب تحديداً، تركزت عائلات مثل آل "الشيخ تايه"، "عليان"، "المخرازي"، و"النميري"، أما في قرية المزيريب المجاورة، فقد استقرت عشائر مثل المواسى، الصبيح، السبارجة، الزناغرة، واللاهيب، وغيرهم من عشائر الشمال الفلسطيني.
موجة لجوء 1956: قصة الحمايدة والطبجي
في عام 1956، وصلت موجة لجوء أخرى، وإن كانت أقل شهرة في سجلات اللجوء الفلسطيني، ضمت هذه الموجة أبناء عشيرة "الحمايدة" (فرع السيطرية) من قضاء الرملة، الذين هجّرتهم العصابات الصهيونية إلى الأردن ومصر، قبل أن يجدوا طريقهم إلى سوريا، استقروا بشكل رئيسي في قرية المزيريب، بينما انضم إليهم أقرباؤهم من آل "الطبجي" في تل شهاب، ليشكلوا بذلك نسيجًا اجتماعيًا جديدًا يعكس تعقيدات الهجرة الفلسطينية.
الطبريات: تجمع جديد في الجنوب الغربي
مع مرور السنوات، واصلت بعض العائلات الفلسطينية البحث عن استقرار دائم، ففي فترة لاحقة، غادرت عائلات مثل آل "العوضي" وآل "الربيعي" قراهم التي هجّرت إليها في ريف سحم الجولان، واستقرت في منطقة "الطبريات" جنوب غربي تل شهاب، حيث شكلت تجمعاً فلسطينيًا جديداً، هذا التجمع أضاف إلى التنوع الديموغرافي للمنطقة وأصبح شاهداً على صمود الفلسطينيين رغم التحديات المستمرة.
علاقات مصاهرة وترابط اجتماعي
تجاوز عدد العائلات الفلسطينية في تل شهاب وما حولها 500 عائلة، بحسب التقديرات المحلية. هذه العائلات لم تكتفِ بالاستقرار فحسب، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة، تملّكوا بيوتاً ومزارع، ونسجوا علاقات ودية وثيقة مع السكان المحليين، تُوجت في كثير من الحالات بمصاهرات وتعاون اقتصادي، وكان كرم أهل المنطقة ومعاملتهم الطيبة للاجئين الفلسطينيين عاملاً أساسيًا في تعزيز هذا الترابط.
مستقبل التجمعات الفلسطينية في ريف درعا
اليوم، تبقى قرى مثل تل شهاب والمزيريب شاهدة على قصة لجوء طويلة ومعقدة، لكنها أيضًا قصة ترابط إنساني واجتماعي فريد، وبينما يستمر الفلسطينيون في الحفاظ على هويتهم الوطنية، فإنهم يمثلون أيضًا نموذجاً حياً للتعايش السلمي والتكامل المجتمعي مع مضيفيهم في ريف درعا الغربي.